بحث عن طاعة ولي الامر
حث الدين الإسلامي الحنيف على طاعة ولي الأمر وجعلها واجبة، وربما كان الهدف من ذلك توحيد كلمة الأمة الإسلامية ورفعة شأنها. وكانت هناك العديد من الآيات القرآنية الحكيمة التي تناولت هذه المسألة. ويعتبر أساس هذه الطاعة هو طاعة الله سبحانه وتعالى. فعلى الرغم من أهمية طاعة ولي الأمر، إلا أن الشرط الأساسي في هذه الطاعة هو أن لا تكون على حساب طاعة الله. ومن هنا نستنتج أن الله هو ولي الأمر الأول .
قدم رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم شرحا ممتازا لهذه الطاعة من خلال مبايعة الأنصار له عند الهجرة، حيث كانت طاعتهم له واجبة في جميع الظروف، سواء في السراء أو الضراء، في العسر أو الرخاء، وكانت هذه الطاعة في سبيل الله. وكانت أحد آثار هذه المبايعة أن المسلمين في ذلك الوقت كانوا كقلب رجل واحد، كلمتهم واحدة، وكانت قوتهم كبيرة، حتى أنهم بعدها تتابعوا فكرة البيعة للخلفاء الراشدين، وذلك ساعد الأمة الإسلامية على تحقيق كل ما تم تحقيقه في ذلك الوقت .
تحتوجد آيات وأحاديث مهمة تتحدث عن طاعة ولي الأمر
تتحدث هذه الآية بشكل واضح ومباشر عن وجوب الطاعة لله وللرسول الكريم في المقام الأول، ومن بعدهم وجوب طاعة الولي الأمر، وكانت هذه الآية هي أول الآيات التي تحدثت عن هذا الأمر بشكل واضح .
2- ومن بين أهم الأحاديث النبوية الشريفة عن أبي هريرة رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني.` أخرجه البخاري. هنا يشير رسولنا الكريم إلى أن الطاعة واجبة له كونه القائم بأمور المسلمين، وبعده الخلفاء .
3. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( من كره من أميره شيئا فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه، إلا مات ميتة جاهلية )). أخرجه البخاري. و في هذا الحديث الشريف يوضح رسولنا الكريم أن الخروج عن طاعة ولي الأمر مقرونة بالخروج عن الدين .
لم يتحدث الحديث عن طاعة ولي الأمر عند كتاب الله الكريم وسنة رسولنا الحبيب فقط، بل أيضاً تحدث العديد من الأئمة في هذا الصدد .
طاعة ولي الأمر بإجماع الأئمة
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: يعني أول نفاق الإنسان خيانته لإمامه، وهذا يوضح أن الخروج عن طاعة ولي الأمر هو نفاق.
1. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: يتم توضيح هنا أهمية الطاعة وعدم الخروج عن ولي الأمر حتى لو كان جائرًا وظالمًا، وذلك بقول: (إذا كان الإمام عادلًا فله الأجر وعليك الشكر، وإذا كان جائرًا فعليه الوزر وعليك الصبر) .
2. قال الإمام الطحاوي:نحن لا نؤيد الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإذا أخطأوا، فنحن لا نسبب لهم الأذى، ونحن نعتبر طاعتهم فريضة من فرائض الله عز وجل، ما لم يأمروا بالمعصية، وندعو لهم بالخير والصلاح.
وهنا يتوجب علينا أن ندرك أهمية الطاعة لولي الأمر بعد طاعة الله ورسوله، والتي تم إيضاح أهميتها في العديد من الآيات والأحاديث الشريفة، بالإضافة إلى ما تركه أئمتنا .