بحث عن القمر
القمر هو أحد الكواكب الموجودة في الفضاء، وهو معروف للجميع حيث يظهر بسطوع في السماء كل ليلة بأشكال مختلفة، ويشار إليه بمصطلح مراحل القمر. وقد تمكن الإنسان من السفر إليه والوقوف عليه في عام 1969م، وأطلق عليه العلماء هذا الاسم نظرا لعدم وجود قمر آخر معروف في ذلك الوقت. ثم تم اكتشاف أربعة أقمار أخرى تدور حول كوكب المشتري، وتم اكتشافها بواسطة العالم جاليليو جاليلي في عام 1610م. يعتبر القمر الجسم الأقرب للأرض، ومن المعروف أنه جسم مظلم لا يصدر ضوءا بذاته، ولكن يظهر ساطعا بفضل انعكاس أشعة الشمس عليه، مشابها لكرة مضيئة في الليل.
تعريف القمر وفوائده
القمر هو جسمٌ معتمٌ يدور في مدارٍ حول كوكب الأرض، ويُعد القمر الوحيد للأرض، ويُصنَّف على أنه أحد أكبر الأقمار في المجموعة الشمسية، وتحديدًا الخامس بين جميع الأقمار.
فوائد القمر للإنسان
تم إجراء العديد من الدراسات فيما مضى والتي تشير إلى أن هناك ترابط ما بين دورة القمر ومرحلة ضوءه والدورة الشهرية لدى النساء، كما أن حدوث الحمل وفترة الإباضة يتزامن أثناء طور البدر بما ترتفع معه احتمالات إنجاب الذكور، أما الحالة التي يسبق فيها حدوث الحمل طور البدر يكون فيها احتمال إنجاب الإناث مرتفعًا، في حين أن هناك معارضة بين الدراسات القديمة وما أُجري من دراسات حديثة والتي أكدت انعدام وجود أي ارتباط ما بين دورة الحيض والإنجاب والقمر أي ناحية من النواحي.
وقد أظهرت دراسات أخرى أن هناك ارتباط بين نسبة هرمون الميلاتونين ومراحل القمر. يلعب الميلاتونين دورا في تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، حيث يحتاج الإنسان في الأيام المتعاقبة لطور البدر إلى خمس دقائق إضافية للنوم وتقل مدة النوم بحوالي عشرين دقيقة ويصبح النوم أقل عمقا بسبب انخفاض نسبة الميلاتونين. وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أفضل أيام للحجامة هي الأيام القمرية`، حيث يكون الدم في هذه الأيام في حالة ازدهار ثم يعود إلى حالة السكون مرة أخرى.
فوائد القمر للنبات
يزعم بعض المزارعين أن ضوء القمر له تأثير إيجابي على المحاصيل الزراعية عند استخدامه في الزراعة، وأن هذا الضوء يساعد في تلقيح بعض النباتات التي ليس لها بذور مثل نبات العلندي، حيث ينتج سائل يتلألأ عند تعرضه لضوء القمر ويجذب الحشرات لتلقيح هذه النباتات.
فوائد القمر للحيوانات
- يساعد ضوء القمر وطول النهار الطيور على مزامنة هجرتها، بحيث تصل إلى موقع التكاثر في نفس الوقت مع طور البدر.
- تعتمد الخنافس على ضوء القمر للتنقل والتوجيه .
- يتيح ضوء القمر خلال فترة البدر لأسماك السلمون الهجرة بعمق أقل وسرعة أكبر، حيث يرشدها إلى طريقها.
- يساهم ضوء القمر في تعزيز إنتاج الهرمونات المسؤولة عن نمو الجاميتات في العديد من الأسماك الاستوائية.
نشأة القمر
اعتقد العلماء أن نشأة القمر قد تكون بسبب التصادم الذي عٌرف بـ(الاصطدام الهائل)، وهو الذي حدث نتيجة تصادم كوكبنا الأرض بجسم كبير يقترب حجمه مع كوكب المريخ وذلك منذ 4.6 مليار عام، وكان هذا بعد زمن قليل من وجود الشمس ونظامها حيث أدى إلى انطلاق سحابة على هيئة صخور متبخرة والتي تتكون من أجزاء من الأرض وأخرى من الجسم الكبير الذي اصطدم بها، ثم دارت بمدار حول الأرض وبعد أن بردت تلك السحابة تكثفت مكونة حلقة تحتوي على أجسام صلبة صغيرة الحجم، وبعد هذا تكونت تلك الأجسام مكونة القمر.
معلومات عن سطح القمر
تغطي مجموعات ركامية من الغبار الناعم والفحم الرمادي وبعض الحطام الصخري المعروف باسم “lunar regolith” الغالبية العظمى من سطح القمر، ويتكون سطح القمر من قسمين مختلفين، حيث يمثل أحدهما المناطق المعتمة التي تحتوي على حمم بركانية وتسمى “Maria” وتشكلت قبل حوالي 3.5 مليار سنة، بينما يمثل القسم الآخر المناطق المضيئة والمرتفعة التي تشكلت من قشرة القمر الأساسية وهي أكبر عمرا من المناطق المنخفضة، وذلك لأن المناطق المنخفضة تحتوي على نسبة أقل من الفوهات والحفر بعد أن كانت المنطقتان متساويتين في العدد، ولكن الصخور المنصهرة قامت بتصلب العديد منها.
مكونات القمر
يتألف سطح القمر من عدة مكونات، بما في ذلك بعض الصخور والبراكين الخامدة والحمم البركانية، وكذلك الفوهات والحفر، وفيما يلي تركيبة سطح القمر:
تركيب سطح القمر الكيميائي
يتشكل سطح القمر من مجموعة عناصر أساسية والتي توجد بنسب مختلفة، تلك العناصر هي الأكسجين، الحديد، الألمنيوم، الكالسيوم، المغنيسيوم، وأيضًا السيليكون ويوجد نسب قليلة من الكروم، المنغنيز، والتيتانيوم وأخيرًا نسب أقل من الثوريوم، الهيدروجين، البوتاسيوم، واليورانيوم ومجموعة من العناصر الأخرى.
تركيب سطح القمر الجيولوجي
التركيب الجيولوجي عبارة عن صخور كونت سطح الأرض وهي:
- صخور الآنورثوسايت (Anorthosite): هذه الصخور النارية تكونت بسبب تبريد الحمم البركانية بشكل أبطأ من البازلت، وهي من الصخور القديمة التي تشكل الجبال على سطح القمر.
- صخور البازلت (Basalts): تشكلت هذه الصخور نتيجة تحول الصخور المنصهرة بسرعة والتي تدفقت من الحمم البركانية. تغطي هذه الصخور منطقة تقريبا 26٪ من جانب القمر المقابل للأرض، و2٪ على الجانب الآخر من القمر، وتتواجد عادة في المناطق المنخفضة وخاصة في الأحواض الصدمية الكبيرة. يتميز لون هذه الصخور بالرمادي بسبب تكونها من المعادن الداكنة. وتتميز هذه الصخور بحبيباتها الناعمة ومساماتها الكبيرة بسبب تبلورها بالقرب من الحمم البركانية المنصهرة، وتوجد هذه الصخور في منطقة الماريا على القمر.
- البريشة أو المدملكات (Breccia): : هذه الصخور نشأت نتيجة تحطم وصهر ومزج العناصر التي تشكل سطح القمر، عن طريق تصادم النيازك به. وهذا التصادم أدى إلى تكون فوهات ذات أحجام متفاوتة تغطي السطح.
- التربة (soil): تشكلت التربة نتيجة تفتيت صخور البازلت والآنورثوزايت والبريشة ومجموعة من الحصى، بالإضافة إلى حبيبات صغيرة الحجم بحيث يكون بين 0.1-0.6 ملم، وأيضا من أجسام زجاجية صغيرة. وتتكون التربة بفعل تصادم النيازك مع القمر مما أدى إلى تحطم الصخور لتكوينها.
تأثير القمر على المد والجزر
يقول إن القمر يؤثر بشكل رئيسي على ظاهرة المد والجزر، حيث يحدث هذا التأثير بفعل جاذبية الشمس والقمر على المحيطات والبحار، وربما يكون تأثير القمر أكبر بسبب قربه من الأرض. ويجب التنويه إلى أن الجانب المقابل للقمر يحدث به المد خلال دورة الأرض حول نفسها، وبالتالي يحدث المد مرتين في اليوم بمعدل مرة كل 12 ساعة. وتزداد حدة هذه الظاهرة عندما يكون القمر بدرا، حيث تصل المياه إلى أعلى مستوياتها. ويطلق على هذه الظاهرة اسم “الطاقة القمرية”، وتعتبر من أشكال الطاقة المتجددة التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث تساعد في تنظيف المحيطات والبحار من الشوائب، وتستخدم أيضا في تحديد مواقيت دخول السفن إلى الموانئ، خاصة تلك التي تكون في مناطق ذات مياه ضحلة.