بحث حول علم الببليوجرافيا
يعد علم الببليوجرافيا من أهم العلوم التي تهتم بالكتابة والتأريخ والبحوث والتوثيق، حيث يساهم في نهضة المجتمعات وتطورها عبر الحفاظ على حضارات الماضي وأفكارها وتقنياتها وسبل وآليات النهوض والتطور والتحليل والدراسة والتدقيق، وفيما يلي نستعرض تعريف الببليوجرافيا وبعض أنواعها وخصائصها وفوائدها.
تعريف علم الببليوجرافيا
هو العلم الذي يهتم بالتوثيق والتعريف اللغوي والاصطلاحي لكل الكتب والمخطوطات على مر العصور، وهي من الكلمات الغير عربية الأصل لكنها دخلت إلى اللغة العربية في العصر الحديث، وأصل هذه الكلمة يونانيا وينقسم إلى مقطعين وهما (Biblion) بمعنى كتيب ، وكلمة (Graphia) وتعني ينسخ أو يكتب، أي أنها تعني نسخ الكتب أو كتابتها أو تعريفها أو وصفها بمعنى أصح وأدق؛ فهي تسعى لتعريف الكتب وذكر تفاصيلها كإسم المؤلف، والطبعة، وبيانات النشر، وعدد الصفحات…. إلخ.
خصائص علم الببليوجرافيا
يُعتبر علمًا منتشرًا ومشهورًا ومعروفًا جدًا في الوقت الحالي، خاصة بين الكُتَّاب والأدباء والمتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات في معظم دول العالم.
لم تعد كلمة ببليوجرافيا غريبة أو غير مألوفة بالنسبة للمجتمع العربي، إذ أصبحت شائعة الاستخدام في المؤتمرات والمنظمات المختلفة وبين الباحثين في مجال المكتبات في جميع أنحاء الوطن العربي، على الرغم من أنها معربة.
لا يوجد نمط واحد في ترتيب وتصنيف الكتب في الببليوجرافيا، بل يوجد العديد من الطرق مثل الترتيب الأبجدي والترتيب الصنفي والترتيب الزمني والترتيب الجغرافي والترتيب الشكلي والترتيب وفقًا لمؤسسات النشر ، إلخ.
يتميز علم الببليوجرافيا بانتشاره الواسع واطلاعه الشامل على جميع فروع وأقسام ومصادر المعلومات الرئيسية وصنوفها وبياناتها بشكل دقيق لا يوجد في أي علم آخر.
يهتم علم الببليوجرافيا بالإشارات التوثيقية لأغلفة الكتب والموسوعات فقط، ولكن دون ذكر المكتبات أو مراكز المعلومات أو دور النشر والمكتبات التي تحتوي على هذه الكتب.
فوائد علم الببليوجرافيا
يساهم علم الببليوجرافيا بشكل كبير في تسهيل عملية البحث العلمي ويوفر للباحث الوسائل للحصول على المصادر المتعلقة بموضوع بحثه من خلال تصنيفات البحث المتعلقة بالزمان والمكان واللغة والموضوع.
يساعد علم الببليوجرافيا الباحث كثيرًا في اختيار المصادر والموسوعات وتحديد المراجع التي يرغب في الاستفادة منها، كما يساعد علم الببليوجرافيا بشكل كبير في الوصول إلى المصادر التي من المستحيل العثور عليها بدونه.
يساعد علم الببليوجرافيا الباحث على الانتهاء بسرعة من موضوع بحثه وتخطي العقبات التي قد تواجهه في توضيح مدى صحة أو خطأ نقاط وبنود معينة، وبالتالي يمكنه التحقق من معلومات محددة والعمل على استكمالها أو تصحيحها.
لقد ساهم علم الببليوجرافيا بشكل كبير في توفير الوقت والجهد والتكاليف التي كان يتحملها الباحثون من قبل، وبالتالي أصبح بإمكان الدارس إنجاز بحثه بشكل أسرع وأشمل وأدق وأكثر كفاءة.
أنواع الببليوجرافيات
يمكن تقسيم الببليوجرافيا إلى نوعين رئيسيين قد يشملان العديد من الأنواع الفرعية الأخرى، وهما علم الببليوجرافيا التحليلية النصية وعلم الببليوجرافيا النسقية الحصرية، ويمكن تفصيلهما على النحو التالي:
1- علم الببليوجرافيا التحليلية النصية : الببليوجرافيا النقدية هي العلم الذي يركز على شرح وتوضيح جميع الحقائق المتعلقة بأساليب النقل والاعتماد على مراجع ومصادر ومخطوطات، وكذلك على عملية التحول من المخطوطات إلى المنتج النهائي، وبشكل أدق فإن الببليوجرافيا النصية تركز على وصف المادة الفعلية للكتاب والاختلافات النصية بين المخطوطات والكتب المطبوعة وبين طبعات الكتاب المختلفة.
2- علم الببليوجرافيا النسقية الحصرية : هو وثيقة تهتم بتعريف الإنتاج الفكري المنتمي إلى منطقة جغرافية معينة، أو يهتم أيضا بتعريف الإنتاج الفكري المتعلق بموضوع محدد، وأخيرا يهتم بتعريف الإنتاج الفكري الممتلكات الوظيفية نفسها.