لا يزال هناك الكثير من الأسرار في الطبيعة أمام العلماء، يجدون أنفسهم مرتبكين تجاه بعضها ولا يمتلكون تفسيرا لها حتى الآن. وبالتالي، نشهد باستمرار الكثير من الأخبار التي تكشف لنا عن أماكن مميزة جدا في عالمنا وتحتوي على أسرار عديدة، مثل قرية كوستيتي في رومانيا، التي تحتوي على مجموعة من الأحجار الغريبة في تكوينها وشكلها. وأطلق سكان القرية عليها اسم `الأحجار التي تنمو`. وخلال السنوات الماضية، أصبحت هذه الأحجار تجذب عددا من السياح الذين يرغبون في رؤيتها عن قرب .
تاريخ الأحجار الحية في رومانيا
ووفقا للأبحاث العلمية، يعتقد أن تاريخ وجود هذه الأحجار يعود إلى حوالي ستة ملايين عام. في بدايتها، كانت هذه الأحجار مجرد حصى صغيرة مشابهة لتلك المستخدمة في بناء المباني. ومع مرور الوقت وقدرة هذه الأحجار على النمو، وصل طول الحجر الواحد اليوم إلى متوسط يبلغ 10 أمتار. وهناك بعض الأحجار التي تتجاوز هذا الطول ببضع سنتيمترات وأخرى أقل منه.
وبالرغم من قدرة هذه الأحجار على النمو، إلا أنه لا يحدث ذلك بشكل سريع كما يتوقع البعض، بل يستغرق آلاف السنين. فإنها تحتاج إلى حوالي 1000 عام لزيادة حجمها بمقدار 4 سم. إلا أن الأمر الحقيقي الذي استغرق العلماء وقتا طويلا هو التكوين الداخلي لهذه الأحجار. فقد قام بعض العلماء بأخذ عينات منها وفحصها تحت المجهر، وأظهر هذا الفحص أنها تحتوي على تكوين داخلي يشبه إلى حد كبير تكوين جذوع الأشجار. فهي تحتوي على هيكلية داخلية تتكون من دوائر، تكشف عن عمر هذه الأحجار الغريبة. وهذا الأمر دفع بعض العلماء إلى وضع نظريات متعلقة بقدراتها الغريبة على النمو .
وقد توصل العلماء في الآونة الأخيرة إلى نتائج حول البيئة التي تشكل فيها هذا النوع من الصخور، حيث يعود تشكل هذه الصخور إلى رمال رسوبية قديمة لملايين السنين، والسبب الحقيقي وراء خصائصها الغريبة هو تراكم الكربون على سطحها، مما يجعلها تتأثر بأمطار السماء التي تضغط على الطبقات السفلية المكونة لها من الرواسب، وبعد ذلك يتم دفعها إلى الخارج حتى تتشكل النتوءات المختلفة الموجودة بداخلها .
التشابهات بين هذه الأحجار والبشر
توصل العلماء إلى خصائص متشابهة بين هذا النوع الغريب من الصخور والجنس البشري، حيث أظهرت دراسة العلماء القدرة على التكاثر لهذه الأحجار الغريبة والتنفس كالبشر ولكن بفترات متباعدة تتراوح بين يومين وثلاثة أسابيع تقريبًا .
والمفاجئة الحقيقية كانت عندما كشف الباحثين عن وجود نبض غريب داخل هذا النوع من الأحجار الموجودة في رومانيا ، وقد كشف عنه الباحثين باستخدام بعض المعدات عالية الحساسية ، بالإضافة إلى قدرت هذا الأجحار على الحركة التي جعلت سكان المدينة يعتقدون وجود أشباح داخل هذه الأحجار وخرجوا أيضاً ببعض الخرافات حولها ، ولكن العلماء فسروا الظاهرة المتعلقة بالحركة ، حيث يرجع الأمر إلى زيادة كتلة هذه الأحجار من جانب واحد فقط ، مما يؤدي إلى انخفاض هذه الكتلة الثقيلة على حساب الأخرى الأقل من حيث الوزن ، مما يجعل لديها القدرة على التحرك بمعدل 2.5 ملم كل أسبوعين تقريباً .