اسلاميات

اول ما دعا اليه الانبياء

اول ما دعا اليه الانبياء

أول ما دعا إليه الأنبياء هو توحيد الله عز وجل الخالص والنهي عن الشرك وعبادته وحده دون سواه، وكل ما يخرج عن هذا المضمون فهو محدث ومبتدع ولا يمت لدعوة الأنبياء بصلة، وقال تعالى: `وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون` [الأنبياء: 25]

اتفق الانبياء جميعهم على مضمون واحد، وهو الدعوة لتوحيد الله عز وجل وافراده بالعبادة، والنهي عن الكفر والفسوق، وارتكاب المعاصي والاثام والظلم، اي ان دعوة التوحيد ليست رسالة ابتدئها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، بل هي من رسالة سيدنا نوح عليه السلام وصولًا الى نبينا الكريم

ولم يتفق الانبياء في جميع الشرائع، بل اتفقوا في الاصل وهو الذي ينبى عليه الامور الاخرة، هذا يعني انهم جميعًا قد اتفقوا بالدعوة الى الله الواحد الاحد، وتوحيده بشكل خالص، واختلفوا في العبادات التي تقرب الى الله عز وجل، على سبيل المثال، شرعت الصلوات الخمس في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كي تقربنا الى الله.

دعوا جميع الأنبياء إلى التوحيد واتفقوا في أسس التوحيد، ولكن كانت هناك بعض الاختلافات في الفروع، وبما أن دعوة الرسل هي توحيد الله، فأي شيء يتعارض مع ذلك هو نتيجة لتحريف الأشخاص للديانات.

لأن الشخص العاقل لا يستطيع أن يؤمن بأن الأنبياء دعوا فقط إلى انتهاك توحيد الله عز وجل، وألوهيته، وأنه لم يتخذ ولدا، بل وفقا للقرآن الكريم، فإننا متأكدون أن جميع الأنبياء، بمن فيهم المسيح، دعوا إلى توحيد الله، ويتجلى ذلك في خطاب المسيح لشعبه، حين قال (وإن ٱلله ربى وربكم فٱعبدوه)، وكل ما يتعارض مع ذلك هو نتيجة تحريف من جاء بعده.

اول ما نهى عنه الانبياء

نهى الانبياء عن الشرك، وذلك لعظيم ذنبه، وقول الله سبحانه وتعالى: إن الله لا يغفر لمن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما {النساء:48}

دعا الأنبياء إلى توحيد الله عز وجل والتفاني فيه، ونهوا عن الشرك، وينقسم الشرك إلى نوعين، الشرك الأكبر وهو أخذ إله آخر شريكا لله ومحبته مثل حب الله، ومأواه في النار ولا يغفر الله ذلك، أو إنكار وجود الله، مثل الطوائف الإلحادية. أما الشرك الأصغر، فله أشكال كثيرة، ومن أبرزها الرياء، وهناك أمثلة لا حصر لها مثل الخوف من غير الله تعالى والتوكل على غيره والرجاء من سواه والتأمل في غيره والانقياد لشخص آخر غير الله لتحقيق مطالب الشخص، والحمد لغير الله، أو الحلف بغير الله. يمكن أن يكون الشرك الأصغر بابا يؤدي صاحبه إلى الشرك الأكبر.

وجميع الانبياء دعوا الى دين الاسلام، والى عبادة الله تعالى وحده، وطاعة الرسل واتباعهم، والمسلم الحق هو الذي يؤمن بجميع دعوات الانبياء ويصدقهم جميعًا، وسبب الاختلاف الطفيف بين دعوات الانبياء ليس في اصل العقيدة وهي التوحيد، انما في طرائق العبادة، لأن الله ارسل لكل قوم ما يناسبهم ويناسب مصالحهم، وخص الله عز وجل كل نبي بقوم وزمن معين بما يتناسب معهم كي يبتلي ويمحص الخبيث من الطيب.

يتفق جميع الأنبياء على دعوتهم لتوحيد الخالق والابتعاد عن الشرك، ويجب علينا احترام جميع الأنبياء دون التفضيل بينهم أو التمييز بين الرسل والتفاضل بينهم. وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التفضيل بينه وبين موسى عليه السلام عندما قال “لا تخيروني على موسى” وهذا متفق عليه.

دعوة جميع الانبياء عليهم الصلاة والسلام

توحيد الله عز وجل هو الأساس الذي يرتكز عليه دعوة الأنبياء، حيث كان نوح عليه السلام أول الأنبياء ومحمد صلى الله عليه وسلم آخرهم. وقد بعث الله رسلًا لكل أمة منهم، ليهديهم إلى الدين الحق وعبادة الله وحده، وبينوا أن عبادة ما سوى الله باطلة، ابتداءً من نوح عليه السلام وحتى نبينا محمد.

بما أن أصل الدين هو الإسلام، فإن ما يدل على ذلك هو قول النبي عليه الصلاة والسلام: `أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات- الضرائر، فأولاد العلات هم الذين أمهاتهم شتى وأبوهم واحد، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، هو دين التوحيد`

التوحيد هو الدين الذي يوحد المسلمين، حيث يعبدون الله وحده دون شريك. يذكرون اسمه وحده في المساجد، وعندما تحدث لهم مشكلة يلجؤون إلى الله وحده ويخشونه. الله هو الإله الذي يعبدونه وحدهم، ويسعون إلى رضاه ومحبته. بينما الذين يشركون الآلهة مع الله يفترقون ويضيعون. هناك أشخاص يعبدون آلهة أخرى بدلا من الله ويتخاصمون مع المشركين الآخرين الذين يعبدون آلهة مختلفة عن آلهة المشركين. وكل جماعة تبغض طاغوت الجماعة الأخرى.

ومن يخالف شريعة الأنبياء وما جاؤوا به، فقد فسد رأيه، وتناقض قوله وضحك على نفسه، وخالف الفكرة السليمة عندما اتخذ مع الله إلها آخر وخالف أساس دعوة الأنبياء، أما الإنسان العاقل فهو الذي يختار لنفسه ما اختاره الأنبياء ويتبعهم ويقتدي بنور الله عز وجل، لأن المعبود واحد، وهو الذي يستحق العبادة وحده دون سواه، ولا يجب على الإنسان أن يجعل معه شريكا آخر، والعبادة لا تصلح إلا له.

هل يوجد اختلاف في ما دعا اليه الانبياء

لا يوجد اي اختلاف في اساس الدعوة، حيث دعا جميع الانبياء الى العبادة الله تعالى وحده، وتوحيده والاخلاص له، والابتعاد عن الشرك الاكبر والاصغر، والرياء والرجاء من غير الله، والطلب او الخوف من غير الله، ومن قام بذلك، فقد خسر الدنيا والاخرة، وخسر القرب من المولى عز وجل، ونيل رضا الله سبحانه وتعالى.

لكل أمة من الأمم، جعل الله منسكا خاصا بهم، والفارق بين دعوة الأنبياء هو اختلاف أنواع الشرائع. فجميع الأنبياء اتفقوا على الأصل، وهو وحدة الله تعالى وإفراده بالعبودية دون غيره، ولكن جاءت الشرائع مختلفة، كما قال الله تعالى: “لكل جعلنا منكم شرعة ومنهجا”، والمقصود من قوله سبحانه وتعالى أن لكل أمة شريعة خاصة بها، وطريقة للوصول للحق واتباع رضوان الله، وسبيل يختلف بعض الشيء عن سبيل الأمة الأخرى، وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: “الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد

يعني ذلك أن الأساس واحد وهو توحيد الله سبحانه وتعالى، وهو ما يتفق عليه الجميع، وأما الفروع فهي مختلفة، ولكل أمة منسك كي يحدث تسابق في الخيرات وتسارعًا فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى