تعليم

اهمية التدريب التعاوني

يشهد العالم تقدما علميا مذهلا في جميع المجالات، ولم تعد مؤسسات التعليم قادرة على تقديم مواد تدريسية وتدريبات عملية تتناسب مع المحتوى العملي لتلك المواد. وهذا الأمر جعل وجود عمالة جيدة أمرا صعبا، حيث أن الطلب على العمل لم يعد كما كان في السابق، وأصبح المهارات العملية والقدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة في المجال التدريسي الذي يختص به الخريج، هي المعيار الرئيسي للاختيار والكفاءة، بالإضافة إلى المؤهل الجامعي أو الفني. وبسبب الفجوة التي توجد بين البرامج التدريسية ومتطلبات العمل، اعتمدت العديد من الدول برامج تعليمية حديثة تركز على التدريب التعاوني لإعادة صقل المهارات العملية للطلاب.

ما التدريب التعاوني

رأت الدول المتقدمة أن من الضروري أن تكون نتائج التعليم مناسبة وتلبي متطلبات سوق العمل، وتتوافق مع المهارات والتخصصات المطلوبة. ولهذا السبب، تعتبر التدريب التعاوني الطريقة الفعالة والمثلى التي يمكن من خلالها ربط النظام التعليمي بسوق العمل ومتطلباته.

هناك جذور قديمة لتطبيق فكرة التدريب التعاوني في بعض الجامعات الأوروبية والأمريكية، منذ أكثر من قرن من الزمان، حيث كانت الجامعات تدرب طلابها خلال أشهر الصيف للحصول على خبرة عملية في المجال الصناعي، كما كانت فترة التدريب العملي فترة أساسية في كليات الطب والقانون.

في عام 1906، بدأ تطبيق نظام التدريب التعاوني في جامعة سينسناتي في الولايات المتحدة الأمريكية، ونجحت الجامعات الكندية في تطبيقه منذ عام 1957. بدأ ذلك في جامعة واترلو، مما جعل كندا من الدول الرائدة في هذا النظام التعليمي. وبعد أن أثبت نجاحه في زيادة فرص التفوق، أصبح التدريب التعاوني شائعا في الكليات التي تدرس العلوم الإنسانية بالإضافة إلى الكليات التي تدرس المواد العملية.

زادَتْ أعداد الطلاب الذين يدرسون وفق هذه الطريقة، وساعدَ التدريب العملي على ذلك، وذلك بسبب ازدياد حاجة المواد والمقررات الدراسية والتعليمية إلى التدريب العملي كوسيلة لتلبية الاحتياجات، وبعد أن أصبح هذا الأسلوب الأكثر توافقاً وملاءمةً مع احتياجات سوق العمل.

نسلك العديد من الدول نهجا مماثلا لكندا وأمريكا وإنجلترا، حيث تعد هذه الدول روادا في مجال التدريب التعاوني، ويتم تطبيق هذا الأسلوب الآن في العديد من دول العالم.

يعرف التعليم التعاوني بأنه نظام تعليمي يجمع بين الدراسة النظرية والخبرة العملية المنظمة المرتبطة بالمنهج التعليمي الذي يتم دراسته من قبل الطالب.

أهمية التدريب التعاوني

يحقق التدريب التعاوني أعلى درجات التوافق والتناسب بين مهارات خريجي الأنظمة التعليمية وبرامج التدريب ومتطلبات سوق العمل، حيث تحتاج المؤسسات إلى مهارات عملية من العمال والموظفين.

 يعد التدريب التعاوني وسيلة لتزويد المتدربين بخبرة عملية مؤسسة خلال فترة الدراسة النظرية، دون الحاجة إلى إضافة فترة أو سنوات للدراسة.

 يتم تنفيذ التدريب التعاوني عن طريق التعاون بين الجامعات التي يدرس فيها الطلاب مواد ومناهج دراسية معينة، وبين بعض المؤسسات والمصانع والشركات التي ترتبط نشاطاتها بتلك التخصصات الدراسية.

 فوائد التدريب التعاوني

تتعدد فوائد التدريب التعاوني، حيث أن فوائده لا تقتصر على المتدرب فقط، بل تعود أيضا بالنفع على جهة التدريب، سواء كانت مصنعا أو مؤسسة وغيرها، وذلك من خلال العديد من الفوائد

فوائد المتدرب من التدريب التعاوني  

توفير الخبرات العملية ذات الصلة بالدراسة النظرية يتمّ تحقيقه.

يساعد على اختيار المهنة خلال فترة التدريب.

يتم تدريب المتدرب على تحمل أنظمة العمل وبيئته والمسؤوليات المترتبة عليه، مما يساعد على تهيئة الأرضية المناسبة للانخراط في العمل بعد التخرج.

تشمل مزايا التدريب الفعلي قبل التعيين أو الالتحاق بالوظيفة في نفس التخصص توفير جزء من الوقت للتدريب .

تهدف التدريب إلى تكوين صورة واقعية في ذهن المتدرب عن العمل والتوظيف، وإمكانية ربط ذلك بما يتعلمه في صفوفه التعليمية.

فوائد جهة التدريب من التدريب التعاوني  

 1- تعرف جهة التدريب قدراتها التدريبية في مختلف المجالات التقنية والمهنية، والوحدات التي تحتاج إلى تخصصات معينة.

2ـ اختيار الموظف المناسب الذي يتمتع بالمهارات الضرورية لمتطلبات الوظيفة، وذلك من خلال الفرز والتعامل مع أعداد كبيرة من المتدربين خلال فترة التدريب، مما يقلل من النفقات المالية على التدريب الداخلي، ويقلل من الخسائر الناجمة عن عدم ملاءمة الموظف الموظف الموظف .

يجب توثيق العلاقات والروابط بين المؤسسات التعليمية والجهات والمنشآت الصناعية والتدريبية.

4ـ التعرف على معلومات التدريب التقني والمهني.

توفير الكوادرالمدربة والمؤهلة ذات التأهيل العالي.

يتمثل الهدف الأساسي للتدريب التعاوني في ربط المنتج التعليمي بسوق العمل وتحقيقه.

التعرف على المشكلات والصعوبات التي تواجه القطاعين الحكومي والخاص في مجال التدريب والتوظيف.

يتم تطوير المعلومات التكنولوجية والأبحاث من خلال العلاقة والترابط بين المؤسسات العلمية والمنشآت الصناعية.

9ـ تعزيز مهارات الاتصال للطالب وتزويده بمهارات التعامل مع بيئة العمل بشكل واقعي واحترافي.

تعزيز وتطوير مفهوم العمل الجماعي لدى الطالبين وتنمية سلوكياتهما في التعامل مع فرق العمل.

 تعرف المؤسسات التدريبية المتعاونة على طلاب الجامعات وخريجي التعليم الجامعي.

يجب تزويد الكليات وأقسام الأكاديمية بتغذية عكسية حول مدى ملائمة برامجها لمتطلبات سوق العمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى