انواع المحفظة الاستثمارية
في عالم رأس المال والأعمال والاستثمار، هناك العديد من المصطلحات الهامة التي يجب معرفتها جيدا لتمكين القدرة على الاستثمار الصحيح وتنمية وزيادة رأس المال ومن ثم الأرباح. وأشار الخبراء إلى أن هناك ما يسمى بالبورتفوليو أو المحافظ الاستثمارية المستخدمة من قبل المستثمرين وتأتي في عدة أنواع .
تعريف المحفظة الاستثمارية
المحفظة الاستثمارية Investment portfolio تعني كل كل ما يمتلكه أحد الأفراد أو المجموعات أو مؤسسة أو عدة مؤسسات من الأسهم والسندات وغيرهم من الأوراق الاستثمارية في مختلف الشركات والمشاريع وخصوصًا المشاريع الكبيرة ، وقد أشار بعض خبراء المال والأعمال إلى أن المحفظة الاستثمارية تُشير إلى طريقة توزيع رأس مال الفرد أو المؤسسة على أكثر من طريقة استثمارية ، وعدم الاعتماد على وجه واحد أو نوع واحد فقط من الاستثمار ؛ من أجل تجنب المخاطر التي قد تحدث إذا ما تم وضع رأس المال بأكمله في طريقة استثمارية واحدة .
نظرا لمخاوف المستثمرين المتنوعة من التعرض للخسارة نتيجة الاستثمار في جانب واحد، ظهر مصطلح المحفظة الاستثمارية التي يتم من خلالها الاستثمار وتوزيع رأس المال على أكثر من نوع من الأصول، وبالتالي فإن خسارة أحد الاستثمارات لا تعني خسارة رأس المال بشكل كامل .
أنواع المحافظ الاستثمارية
توجد أيضًا العديد من أنواع المحافظ الاستثمارية المختلفة حاليًا، وتشمل:
المحفظة الاستثمارية المندفعة
هذه المحفظة الاستثمارية تحتوي على نسبة عالية من المخاطر؛ حيث تهدف إلى تحقيق عوائد عالية، وأشار الخبراء إلى أن عامل المخاطرة المعروف باسم (بيتا) في هذه المحفظة يكون عاليا، وتتأثر المحفظة بحركة السوق والأسهم طوال الوقت، لذلك يتعين على المستثمر الذي يستخدم هذه المحفظة أن يكون قادرا على تحمل أي مخاطر متوقعة .
على الرغم من ذلك، فإن معظم الشركات التي تعتمد على المحافظ المندفعة هي شركات حديثة، حيث يتم تقديم عروض مجازفة عالية، وغالبًا ما توجد تلك المحافظ في مجالات التكنولوجيا بشكل أكبر .
المحفظة الاستثمارية الدفاعية
في المحفظة الاستثمارية الدفاعية ؛ تكون نسبة عامل المخاطرة مرتفعة قليلا بشكل نسبي مقارنة بالنوع السابق ، ولا يكون الربح والعائد على الاستثمار مرتبطا إلى حد كبير بحركة الأسهم وسوق الأعمال ، بل تهدف المحفظة إلى تحمل التأثير السلبي لحالات الركود والاضطرابات الاقتصادية وغيرها ، ومع ذلك ، يكون معدل الربح في فترات الازدهار أقل قليلا مقارنة بمعدل الربح في المحفظة النشطة .
ومع ذلك، تظل الأسهم الدفاعية ذات قيمة مستقرة إلى حد كبير، خاصة أنها توفر السلع والخدمات الضرورية وتلبي الطلب المستمر عليها، وبالتالي، يقتصر استخدام هذه المحفظة على أصحاب المشاريع التي تقدم المنتجات الاستهلاكية مثل خدمات توفير الطعام الأساسي وسلاسل الهايبر ماركت ومحلات بيع الملابس وغيرها من احتياجات الحياة الأساسية، بينما المشاريع التي تقدم منتجات وسلع ترفيهية غير أساسية، لا تفضل استخدام هذا النوع من المحافظ الاستثمارية .
محفظة الدخل الاستثمارية
من خلال محفظة الدخل الاستثمارية يتم توزيع الأرباح والأسهم والسندات على المساهمين، وبذلك يتم الحصول على نسبة ربح مرتفعة، وهي شبيهةبمحفظة الاستثمار الدفاعية، ولكن هنا يتم الحصول على نسبة عائد أعلى، مثلما يحدث في صناديق استثمار العقارات والشراكة المحدودة والرئيسية .
تعود الجزء الأكبر من أرباح هذه الشركة إلى المساهمين، وتتميز هذه الاستراتيجية بتقديم أفضل وضع ضريبي لأنها تتم توزيعها على أكثر من فئة وشريحة، ولكن يجب الإشارة أيضًا إلى أن الأسهم تخضع بشكل كبير للسوق المالي والمناخ الاقتصادي .
على الرغم من ذلك، يرون العديد من المستثمرين أن محفظة الدخل الاستثماري هي الأفضل بين جميع المحافظ الاستثمارية الأخرى، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين لا يعتمدون على تلك الشركات والأسهم التي يمتلكونها كمصدر رئيسي للدخل وإنما تكون مصدرًا ثانويًا للدخل .
محفظة المضاربة الاستثمارية
تُعد محفظة المضاربة هي الأسوأ على الإطلاق من بين جميع أنواع محافظ الاستثمار ، ويُمكن تشبيهها بالصفقة التي يُمكن أن تصعد بصاحبها إلى ربح مالي مُذهل أو أن تكبده خسائر لا طاقة له بها ولا يوجد وضع وسطي بين الحالتين ، ولذلك ؛ فإن خبراء الاستثمار والاقتصاد يوصون دائمًا بضرورة أن لا يستخدم المستثمر تلك المحفظة إلّا بنسبة لا تزيد عن 10 % فقط من رأس المال لأنه محفظة استثمار غير امنة على الإطلاق .
تذكر أن الفئات الأكثر استخدامًا لمحفظة المضاربة الاستثمارية هي أصحاب شركات إنتااج المواد البترولية الصغيرة وشركات الخدمات الصحية والتكنولوجية الخاصة .
محفظة الهجين الاستثمارية
محفظة الهجين أو الهجينة هي تركيبة استثمارية تجمع بين أكثر من طريقة لتحقيق أقصى قيمة للأرباح وتنمية رأس المال. تتضمن تلك المحفظة السندات والعقارات والسلع، وقد يتم إضافة القنوات والأعمال الفنية وغيرها من صور الاستثمار والربح. يمكن أيضا إضافة سندات حكومية أو عامة إلى المحفظة. تعتبر هذه المحفظة وصفا مثاليا للاستثمار، حيث توفر عدة طرق واستراتيجيات لتحقيق أعلى مستوى من الأرباح وتقليل مخاطر الخسارة بقدر الإمكان .
كما ان كل طرف يكون له ضمن تلك المحفظة نسبة ثابتة من الأسهم والسندات وهي وسيلة جيدة يتم بها ربط رأس المال بوسائل أخرى غير الأوراق المالية ولا سيما أن قيمة الأوراق المالية متغيرة بشكل دائم في حين أن بعض طرق الاستثمار مثل العقارات تكون قيمة الربح الناتجة عنها في ازدياد دائم .
طريقة إنشاء محفظة استثمارية
يُعد إنشاء محفظة استثمارية مناسبة وصحيحة لطبيعة المشروع أمرًا صعبًا جدًا، ويتطلب الاستعانة بخبراء ومستثمرين كبار لتحديد المحفظة المناسبة. كما أن هناك مجموعة منالخطوات التي يجب الاستناد إليها عند إنشاء محفظة استثمارية، مثل:
يجب دراسة طبيعة المشروع أولاً وتحديد قيمة رأس المال، وبعد ذلك يتم اختيار المحفظة المناسبة بناءً على ذلك .
يجب اتباع الاستراتيجيات السليمة التي تمكن من تطبيق المحفظة الاستثمارية بشكل صحيح .
يجب الاستعانة بخبراء متميزين واتباع الإرشادات الصحيحة والتوجيهات الخاصة بتنويع مصادر الاستثمار في المشروع وفقًا لرأس المال الخاص بالمشروع .
-يجب الابتعاد قدر الإمكان عن الأصول الاستثمارية التي تتضمن مستويات عالية من المخاطرة والهدف منها تحقيق أرباح كبيرة، وهذه الأصول قد تؤثر سلبا على قيمة رأس المال وتسبب خسائر لا يمكن التعويض عنها، وبالتالي فإن المشروع قد يفشل ويفلس .
على العموم، فإن فهم متطلبات ومعنى كل محفظة استثمارية بشكل صحيح وفقًا لمعامل المخاطرة في كل منها، ثم تطبيقها بشكل صحيح، ساعد العديد من المستثمرين على تحقيق نجاحات غير مسبوقة وزيادة متتالية ومستمرة لرأس المال .