النظام الاقتصادي و تطورات العملة في البوسنة و الهرسك

تعتبر جمهورية البوسنة والهرسك واحدة من أهم الدول الموجودة في شبه الجزيرة البلقان، وتمتاز هذه الدولة بتاريخ طويل من الصراعات السياسية، وتحتوي على العديد من الأماكن السياحية الرائعة .

البوسنة و الهرسك
لجمهورية البوسنة و الهرسك العديد من المراحل و المحطات التاريخية الهامة ، و الذي بدأ منذ العصر الحجري الحديث ، و قد تعاقب عليها العديد من مراحل الاحتلال و التي كان أولها ما حدث من الامبراطورية الرومانية ، هذا فضلا عن ما حدث من قبل الجيوش العثمانية تجاه البوسنة و الهرسك في عام 1966 ، و ما تلاها من تحكم الامبراطورية النمساوية المجرية في تلك المنطقة مرورا بين بانضمام البوسنة و الهرسك إلى جمهورية يوغسلافيا الأولى ، و ما بعد كل ذلك من تبعات للحروب العالمية ، وصولا إلى ما آلت اليه اليوم جمهورية البوسنة و الهرسك .

اقتصاد البوسنة و الهرسك
– في بداية من التسعينات من العام الماضي ، حدث تباطؤ في الاقتصاد البوسني ، و ذلك نتج عن التحولات السياسية ، و كذلك حدوث العديد من اشكال الدمار التي لحقت بالبلاد بعد الحروب المستمرة ، و نتج عن هذا أن جزء كبير من الاقتصاد والبنية التحتية في البوسنة قد تضررت أو دمرت ، مما تسبب في ارتفاع نسبة  البطالة .

تأسس بنك البوسنة والهرسك المركزي في أواخر عام 1997، وتمت مفاوضات حول الديون مع لندن في ديسمبر 1997، ومع باريس في أكتوبر 1998. تم تحديد العملة الجديدة، والتي تعرف بالمارك القابلة للتحويل في بوسنة والهرسك، وبدأ تداولها في منتصف عام 1998. وفي عام 1999، تمت عملية “تحويل المارك” وحظيت بقبول واسع .

على الرغم من ذلك، كان النمو الاقتصادي متفاوتًا طوال فترة ما بعد الحرب، ووفقًا لتقديرات البنك الدولي، بلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي 62% في الاتحاد و25% في جمهورية صربسكا في عام 1996، و35% في عام 1997، واستمر النمو في الاتحاد في عام 1998.

على الرغم من بطء الحركة الاقتصادية ونموها، تم تحقيق تقدم كبير في الإصلاح الاقتصادي منذ تحقيق السلام وإعادة تشكيل الجمهورية. ومع ذلك، تأخر الإصلاح المصرفي، مثلما حدث عند تنفيذ قرار الخصخصة، مما أدى إلى خفض الرواتب وحرمان العمال من حقوقهم، وتدمير بعض الملكيات الجديدة وانهيار تلك الشركات .

في الوقت الحالي، يتم تضمين بعض الصناعاتفي الاقتصاد، بما في ذلك صناعة التبغ والأثاث والجوارب والسيارات ومعدات الاتصالات، بالإضافة إلى شركات طيران البوسنة والهرسك وبوسناليجيك وإنيرجوبيترول .

إحدى ركائز الاقتصاد الهامة هي السياحة، وبشكل خاص السياحة الرياضية. ومن بين المعالم السياحية البارزة توجد `مقرات الألعاب الأولمبية الشتوية` عام 1984، وخاصة منشآت التزلج في الجبال. وتتمتع هذه المدينة بأهمية تاريخية كبيرة، إذ تأثرت بالإمبراطوريات الغربية والشرقية، مما ساعد على تعزيز جذب السياح. استضافت سراييفو المسافرين على مدى عدة قرون، نظرا لكونها مركزا تجاريا مهما خلال الإمبراطورية العثمانية وغيرها .

عملة البوسنة والهرسك
تُعرف عملة البوسنة والهرسك باسم المارك، ونشأت هذه العملة نتيجة اتفاق دايتون الذي تم في عام 1995. وقد شهدت هذه العملة عدة تحولات، بينها استخدام الدينار والكونا الكرواتية، وبعد ذلك تم تطبيق الدينار الصربي، ومن ثم المارك الألماني، وصولًا إلى العملة الحالية .

– أما عن السر في تسمية هذه العملة بذلك الاسم ، فهو مستمد من اللغة الالمانية ، اما عن الأوراق النقدية الخاصة بعملة البوسنة و الهرسك ، فتتكون من 50 فينينجس ، و قد كانت العملات المصكوكة في ذاك الوقت هي عملة 1، 5، 10، 20، 50 و 100 مارك ، و كذلك عملة 50 فيكنج و كانت الأوراق النقدية لها تصاميم مميزة .