الملكة اليزابيث الاولى ملكة انجلترا
في عام 1558 ، تولت إليزابيث للحكم ، وأدارت البلاد بالشورى ، كما اعتمدت في الكثير من الأمور على فريق موثوق به من المستشارين وذلك برئاسة سير وليام سيسيل ، واللورد بيرغلي فيما بعد . وأول ما قامت به الملكة إليزابيث بعد توليها للعرش في إقامة الكنيسة البروستانتية الإنجليزية حتى أصبحت الحاكم الأعلى لها ، كما أسهمت في تسوية إليزابيث للدينية وذلك من خلال تطوير الشكل الخاص بالكنيسة الإنجليزية حاليا . وكان من المتوقع أن تتزوج إليزابيث وتنجب وريثا لها وذلك لمواصلة حكم سلالة تيودور ، إلا أنها لم تفعل ذلك ، على رغم من إقبال الكثير من الخطاب للزواج منها . اشتهرت إليزابيث بكونها عذراء ، مما أنشأ هالة من حولها ونقلت من خلالها الصور ، والمواكب في ذلك العصر .
حكمت إليزابيث البلاد بشكل أكثر توازنا من أخوتها غير الشقيقين ووالدها. وتميزت بعدم تعصبها الديني، بل كانت تسعى جاهدة لتجنب الاضطهاد الديني المنهجي. في عام 1570م، أعلن البابا إليزابيث كحاكمة غير شرعية، وأعلن أن رعاياه ليسوا ملتزمين بالولاء لها، وبدأت بعدها المؤامرات التي تهدد حياتها. ولكن جهاز الاستخبارات السرية تمكن من إحباط كل هذه المؤامرات. كانت إليزابيث على دراية واسعة بالشؤون الخارجية، وتعاملت مع القوى العظمى مثل فرنسا وإسبانيا. وقد قامت الملكة بدعم حملات عسكرية فاشلة ومحدودة الموارد في هولندا وفرنسا وأيرلندا. في منتصف عام 1580م، لم يكن هناك خيار سوى الدخول في حرب مع إسبانيا، وفي عام 1588م، انهزمت الأسطول الإسباني “الأرمادا” أمام الأسطول الإنجليزي، وهذا يعتبر أعظم الانتصارات العسكرية في تاريخ إنجلترا .
حققت فترة حكم الملكة إليزابيث شهرة واسعة في العصر الإليزابيثي ، حيث تميز هذا العصر بشكل أساسي بتطور الدراما الإنجليزية ووجود عدد كبير من الكتاب المسرحيين مثل شكسبير وكريستوفر مارلو ، بالإضافة إلى براعة المستكشفين البحارة الإنجليز مثل فرانسيس دريك. ومع ذلك ، كان بعض المؤرخين أكثر تحفظا في تقييمهم ، حيث وصف البعض الملكة بأنها قوية الشخصية ومتقلبة الرأي في بعض الأحيان .
تقترب نهاية فترة حكم الملكة إليزابيث، وتظهر سلسلة من المشاكل الاقتصادية والعسكرية، مما يؤدي إلى انخفاض شعبيتها. تحت حكومة ذات صلاحيات محدودة، وأثناء تعرض ملوك الدول المجاورة لمشاكل داخلية، نجحت الملكة في إثبات مثابرتها كملكة عنيدة وشخصية براقة. خلال فترة حكمها التي امتدت لمدة تصل إلى 44 عاما، نجحت الملكة إليزابيث في الحفاظ على استقرار البلاد وتعزيز الشعور بالهوية الوطنية .