المرونة التنظيمية وفوائدها
تعد المرونة التنظيمية أحد المعايير التي تساعد بشكل كبير على تعزيز النجاح الإداري والاقتصادي وتطوير المؤسسات. وفيما يلي نشرح المرونة التنظيمية والمزايا التي تنتج عنها، ونوضح أيضا عناصر تلك المرونة.
المقصود بالمرونة التنظيمية
يشير مصطلح المرونة التنظيمية عادةً إلى قدرة المؤسسة على التنبؤ والتوقع بأي تغيير متنامٍ قد يؤثر على أدائها، وكذلك الاستعداد والاستجابة لحالات التعطيل المفاجئة والتكيف معها والتكيف معها من أجل البقاء والازدهار.
يقول خبراء الإدارة إن المرونة التنظيمية ليست مقتصرة على التنبؤ بالمخاطر فقط، بل تشمل أيضا نظرة شاملة لصحة ونجاح الأعمال. وهذا يؤكد أن المؤسسة المرنة ليست مجرد مؤسسة تسعى للبقاء على المدى الطويل، بل تزدهر أيضا من خلال تجاوزها لاختبار الزمن.
ومن تعريفات المرونة التنظيمية أيضا أنها الحاجة الاستراتيجية الإلزامية للمؤسسة من أجل تحقيق ازدهار كبير في كافة المجالات الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والتسويقية، وأن المرونة التنظيمية ليست عملا تقوم به إدارة الشركة لمرة واحدة فقط، بل هي قدرةٌ تتحقق بمرور الزمن وعلى المدى الطويل، وتتطلّب إجادة المرونة التنظيمية تبني العادات الممتازة وأفضل الممارسات السليمة لتحقيق التحسن والتطور في الأعمال من خلال تنمية الكفاءات والقدرات في سائر جوانب المؤسسة، وقد يسمح ذلك للقادة ويتيح لهم اتخاذ مجازفات مدروسة بكل ثقة، ويستفيدون من الفُرص التي تمثّلهم على أفضل وجه.
المزايا التي يتم الحصول عليها من تطبيق المرونة التنظيمية داخل المؤسسة
تعتبر المرونة التنظيمية من الصفات المميزة لأي مؤسسة، حيث تساعد على تحقيق بعض الخصائص التي تميزها عن منافسيها، وتسهل عملية الإنتاج من خلال التعاون والتنسيق المرن بين العمال والإدارة، وتتم هذه المعاملات بكل سلاسة ودقة.
تتميز المؤسسات المرنة تنظيمياً بقدرتها على التكيف الاستراتيجي مع الظروف المتغيرة والمتنوعة التي يمكن أن تحدث في أي وقت على المنظمة.
المرونة التنظيمية تساهم في إيجاد مدير مرن وحكيم يتخذ كافة المخاطر المدروسة بكل ثقة ويستجيب بسرعة لأي فرصة أو تهديد يواجهها الشركة بثقة ويتصرف بكل ثقة واسترخاء.
يترتب على اتباع المؤسسة لمرونة تنظيمية أن تصبح إدارتها ذات حوكمة قوية، وتعني هذه الحوكمة قدرتها على تحمل المسؤولية في جميع أقسام الهيكل التنظيمي، ويتم ذلك بناءً على ثقافة المؤسسة المبنية على الثقة والشفافية والابتكار، وبذلك تضمن المؤسسة أن تبقى ملتزمة برؤيتها وقيمها.
العناصر الأساسية المكونة للمرونة التنظيمية
تتكون المرونة التنظيمية في أي مؤسسة من ثلاث عناصر أساسية، وإذا توافرت هذه العناصر وجمعت معًا في إطار رغبة حقيقية في التنظيم والعمل والإنتاج وتطوير المؤسسة، فإن المرونة التنظيمية ستنشأ وتدفع المؤسسة إلى الأمام، وتشمل هذه العناصر:
1- تميز المنتج: بالتأكيد، كلما كانت منتجات الشركة المتميزة أفضل من منتجات المنافسين، كلما زادت قدرة الشركة على التعامل مع الواقع والمشكلات التي تواجه عملية التسويق. وذلك يرجع إلى تفوق المنتج في الجودة عن غيره، مما يجعله أكثر مرونة في التسويق.
2- الثقة في عمليات التشغيل: عمليات التشغيل هي طرق التصنيع وجودة وكفاءة وخبرة المستخدمة بشكل جيد في تشغيل المؤسسة لإنتاج منتج جيد.
3- سلوكيات الأفراد: كلما كانت سلوكيات الأفراد داخل المؤسسة مترابطة ومتعاونة، وكان هناك جو من الألفة والحب والوفاء والتعاون بين العمال، كلما كانت عملية التشغيل والإنتاج مرنة ومنتظمة، وقد يترتب على ذلك زيادة في الإنتاج. لذلك، يجب على الإدارة العمل على تقريب وجهات النظر بين العمال، وعقد ندوات دورية لجمعهم مع الإدارة.