المدرسة ما بعد التأثيرية وصولًا إلى المستقبلية
تميزت المدرسة التأثيرية بالاعتماد على ما يراه الفنان بعينيه من خلال الألوان، وقدمت نوعا جديدا من القراءة الفنية لأساليب وفنون الرسم، والتي كانت سائدة في المدرسة التي سبقتها ومهدت لظهور المدرسة التأثيرية في التاريخ والمعركة والحرب، وتميزت برؤية الفرشاة التي تظهر في رسوماتهم على عكس ما كان مسيطرا عليه من نعومة الفرشاة التي لا تظهر في الرسم، ولعب الضوء دورا ظاهرا وواضحا في رسومات تلك المدرسة وفنانيها
ثم انتقل الفن إلى مرحلة جديدة تسمى مرحلة ما بعد المدرسة التأثيرية، حيث ظهرت مدرسة فنانين تميزت بشهرتهم الفنية وشهرتهم العالمية مثل فان جوخ وجوجان وروسو وهنري ولوت ريم وبول سيزان. تستند رؤية هذه المجموعة من الفنانين وغيرهم في الأساس إلى وجهة نظرهم التي تعتبر أن هناك خطأ في المدرسة التأثيرية التي أعطت للضوء أسلوبا في الرسم. قامت هذه المدرسة ببناء رؤيتها للفن على ما يعبر عنه الفنان من وجهة نظره الشخصية وما يراه في العالم من خلاله.
وأحد أبرز مميزات المدرسة ما بعد التأثيرية هو أن الجماليات الفنية تمثل جزءا فعالا من وعي الفنان، وليست مجرد نسخة للواقع. يعبر الفنان عن نفسه ورؤيته الشخصية، وليس عن ما يفرضه الواقع كما هو. وعلى الرغم من اختلاف الفنانين في أساليبهم ولوحاتهم، إلا أن وجود سمات عامة تجمعهم تحت مظلة واحدة من المدرسة ما بعد التأثيرية يعتبر أمرا طبيعيا.
ما قبل المدرسة المستقبلية
عاش الفنانون في فترة ما بعد المدرسة التأثيرية وصولا إلى ظهور المدرسة المستقبلية، حالة من اختيار الأسلوب الذي استمدوه من فترة ما بعد الانطباعية، واستمرت محاولاتهم المتفرقة حتى ظهور المدرسة المستقبلية. استمرت محاولات الفنانين في الخروج من المدرسة التأثيرية حتى إعلان بداية تغيير في مدرسة جديدة ذات طابع غير نمطي، حيث حاولوا وضع مميزات وعيوب المدرسة المستقبلية في تقدير مستقل، وإنهاء حقبة المدرسة ما بعد التأثيرية
عاش الفنانون في فترة ما بعد التأثيرية في ظلال تلك المدرسة، ولم يغادروها مباشرة إلا بعد تجارب ومحاولات، بدءًا من المحاولات التكعيبية في روسيا وصولًا إلى مرحلة المدرسة المستقبلية، ويتم تقديم عرض للمدرسة التكعيبية.
المدرسة التكعيبية
المدارس التالية للمدرسة التأثيرية، وما بعدها التكعيبية، عملت على تغيير مفهوم هام وراسخ لدى الفنانين والجمهور، وهو جعل كل شيء مسطحا وسطحيا، ومزج أمور هندسية ثنائية البعد، وتجاهل الاهتمام بالأعماق والرؤى التي كانت مهمة قبلها، مما أسهم في ثورة في عالم الفن التشكيلي، إذ ابتعدت عن النمط الغربي السائد في أوروبا، وتميزت المدرسة التكعيبية بنظرة مختلفة من خلال تفكيك اللوحة بشكل أكبر، مما يساهم في إمكانية رؤية اللوحة بشكل جديد في كل مرة ومن وجهة نظر كل فرد.
خصائص المدرسة ما بعد التأثيرية
كانت المدرسة ما بعد التأثيرية تتميز بوضوح ملموس في الخصائص التي تميزها عن المدارس اللاحقة، وجعلتها مختلفة تماما عن المدارس السابقة والفنانين الذين سبقوها، وخاصة الفنانين المنتمين للمدرسة التأثيرية، ومن بين تلك الخصائص:
- لمسات الفرشاة
أول ما يلفت الانتباه إلى لوحات الغالبية من الفنانين في المدرسة ما بعد التأثيرية ، هو فرشتهم ، تلك الفرشاة التي تعبر عنهم وتميزهم ، فهي ليست كالمعتاد من قبل ناعمة بل على العكس صارخة ، ظاهرة ، كما أنها تعمل على توصيل رسالة خاصة للعين توحي بالتعمق، و الاعتماد على الخيال ، و التأكيد في عدم الاتصال بالواقع.
- الأحاسيس
فنانو تلك المدرسة عملوا على تأكيد مفهوم هام، وهو أن الأسلوب والطريقة ليستا أهم من الرموز والمعاني التي تتخذ شكلا غير مباشر في النفوس، وذلك للابتعاد عن المدرسة التأثيرية، حيث قاموا بتحويل لوحاتهم من موضوعات تنقل الواقع الذي يراه العين بشكل فني إلى لوحات تعبر عن المشاعر الداخلية، وقال أحد فنانيها إن العمل الفني الذي لا ينبثق من العاطفة لا يمكن اعتباره عملا فنيا
- اللون
فنانو مدرسة ما بعد التأثيرية يعتمدون على الألوان الاصطناعية والتكلفة لإظهار رؤيتهم للحياة ونظرتهم إلى العالم. وقد اعتمدوا على استخدام العديد من الألوان وظهرت النزعة الابتكارية والخيالية في لوحاتهم في التعبير عن الأمور والأدوات.
فنانين المدرسة ما بعد التأثيرية
فان جوخ هو واحد من أشهر فناني المدرسة ما بعد التأثيرية، ويعد أحد أشهر فناني تلك المدرسة ويصنف تبعا لها، وله دور في تأسيس تلك المدرسة بالتعاون مع الفنان سيزان. تميز ألوان فان جوخ بالجمال والروعة، وكان للمسات فرشاته تأثير كبير، حيث شكلت شكلا من لمسات الفرشاة وتحديدا في تشكيل الأشكال. يمكن وصف أعماله بأنها لوحات تعبيرية تعكس تعرضه للأحاسيس والمشاعر بشكل واضح. وقد ظهرت لوحاته التي تصور الطبيعة برسم كل ما يميزها وجمالها، مثل الزهور والحقول وغيرها من أشكال الطبيعة التي لا تصدر أي صوت أو حركة، لكنها تعبر عن المشاعر.
خصائص المدرسة التكعيبية
من أسباب ظهور المدرسة التكعيبية أنها كانت تمتلك خصائص فريدة، وأضفت لمسة فنية مميزة على أسلوبها، وكانت تتميز بالحداثة والتغيير، مما أعطاها طابعا فنيا مختلفا عن المدارس السابقة بما في ذلك المدرسة التأثيرية وما بعدها. كما قدمت نوعا من التحدي، ومن بين خصائصها أيضا المراوحة بالأشكال الهندسية واستخدامها والتعبير عنها بواسطة الخطوط، وبالفعل كانت هذه هي الخاصية والميزة الأبرز لها بالمقارنة مع المدارس السابقة الأخرى
فنانين المدرسة التكعيبية
أشهرهم هو الفنان بابلو بيكاسو وحمل جنسية أسبانيا موطنه ، و يصنف بيكاسو باعتباره الفني أنه من الرسامين ، وكذلك له يد في النحت و كل من التصميم والشعر ، و له كتابات في المجال الخاص بالمسرح ، هو من أكثر الفنانين في العصر الحديث شهرة على مستوى العامة وعلى مستوى الفن التشكيلي والرسم ، وعلى نطاق أوسع من مشاهير الفن، وضع لمساته في عدة أشكال ، فهو من أشهر مؤسسي المدرسة التكعيبية، و له في الفنون طريقة مختلفة و مميزة ، و له من اللوحات المشهورة الكثير منها الجيتار.