اسلاميات

الكلمة الطيبة و أهميتها في الدين الإسلامي

من بين القيم التي حث عليها الإسلام، واعتبرها أساساً للعلاقات الإنسانية، هي الكلمة الطيبة التي تكون أساساً للمعاملات، وقد اهتم الإسلام بهذه القيمة كثيراً .

الكلمة الطيبة
هناك العديد من الآيات في القرآن الكريم تحدثت عن أثر الكلمة الطيبة و أهميتها ، فكان من بين الأمثلة التي ضربت في الدين ، عدد من الأمثلة ذكرت قبل نزول الدين الإسلامي ، كانت لأنبياء قبل رسول الله اشتهروا بالسماحة و الكلمة الطيبة التي تحول شرور النفس إلى الطيب ، و لذلك حثنا الدين على الاعتماد على هذه الكلمة حسب ما ورد في العديد من الآيات القرآنية الحكيمة كمثل قوله تعالى وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا (53) ( سورة الإسراء ) .

الكلمة الطيبة تكشف عن مكنون صاحبها
من بين الأمور التي أشير إليها عن أهمية الكلمة الطيبة، أنها تكشف عن مشاعر صاحبها، حيث تحمل الخير والنفع للآخرين، وتبتعد بشكل ضروري عن الاستهزاء واللغو السيء والضرر. والشخص الذي يعتاد على استخدام اللسان الطيب لا يتحدث إلا بما هو جميل. تشمل الكلمة الطيبة أيضا ذكر الله بأنواعه المختلفة، والمعرفة النافعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالإضافة إلى إصدار النصيحة الصادقة. والكلمة الطيبة تجنب كل ما يؤذي السمع ويحزن القلوب ويجرح الأحاسيس .

الكلمة الطيبة صدقة
تم رفع مكانة الكلمة الطيبة لأن تكون صدقة ، و ذلك اعتماد على قول رسولنا الكريم ( الكلمة الطيبة صدقة ) ، و كذلك قوله صلى الله عليه وسلم (( إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ )) [البُخَارِيُّ عن أبي هريرة] ، و كذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ ) .

الكلمة الطيبة مع الأسرة
– لم تكن فكرة الكلمة الطيبة أمر مطلق ، و إنما تم تحديد عدة مواضع للكلمة الطيبة ، هذا ليس على سبيل الحصر و إنما على سبيل التخصيص و الأهمية ، فقيل أن الكلمة الطيبة مع الوالدين في منزلة الأمر الواجب فعله ، و ذلك اعتماد على قوله تعالى وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) ( سورة الإسراء ) .

– هذا إلى جانب ضرورة تواجد الكلمة الطيبة بين الأزواج ، حيث أن الكلمة الطيبة هي التي تضيع متاعب الحياة و تساعد على الاستمرار ، على عكس التراشق بالألفاظ الذي قد يوصل المتزوجين إلى ما لا يحمد عقباه ، و سيرة رسولنا الكريم و ما كان يفعله مع زوجاته رضوان الله عليهم خير دليل على هذا الأمر .

بالنسبة للأخوة والأخوات والأرحام والجيران وزملاء العمل وغيرهم، وحتى الأحاديث التي تدور بين الأغنياء والفقراء والسائلين، قد شمل القرآن جميع هذه التفاصيل بحكمة عظيمة، وكأن الله يرغب في توفير الإرشادات التي يجب أن نتبعها، استنادا إلى قوله العزيز: `وأما السائل فلا تنهر` (سورة الضحى، 10)، وأيضا قوله العليم: `قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ۗ والله غني حليم` (سورة البقرة، 263) .

– لم تشمل الكلمة الطيبة المسلمين فحسب ، بل شملت الكافرين و شملت الحيوانات أيضا ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) ( سورة طه ) ، و كذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وتضايق بهم الجبل فقالت حل اللهم العنها قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى