النمو والتنمية المستدامة هما مصطلحان مرتبطان ببعضهما البعض، وعلى الرغم من اختلاف مفهوم النمو عن التنمية المستدامة، إلا أن كل منهما يعتمد على الآخر ويترابطان بصلة وثيقة. ويعتبر كل منهما جانبا أساسيا ومهما في كافة جوانب حياتنا المختلفة، وهما من الدراسات الضرورية والمهمة في العصر الحديث.
المقصود بالنمو
يشير إلى تغيير في جميع الجوانب المادية المختلفة، وهو عملية خلوية تنتهي خلال مرحلة الإشباع، ويمثل جانبا هاما في التنمية. يوجد نوعان من النمو وهما النمو الكمي والنوعي، ويجب قياسهما بدقة. ويلاحظ أيضا وجود النمو البشري والنمو الاقتصادي وغيرها من أنواع النمو الأخرى التي تعتمد على فكرة النمو نفسه.
ومن الجدير ذكره أن النمو البشري يعتمد بصورة أساسية على كافة الأحداث البيولوجية المختلفة التي يترتب عليها نمو الجسم بصورة طبيعية خلال المراحل الأولى من حياتنا، بينما النمو الإقتصادي فهو عبارة عن مصطلح يستخدم من أجل التعبير عن مستوى الزيادة بالبلاد، وعلى وجه التحديد يشير للتقدم الإقتصادي بدرجة كبيرة وزيادة كبيرة في مستوى الناتج القومي، كما يقصد به أيضًا زيادة بنوعية الموارد وبكميتها وكذلك بالتطورات التكنولوجية المختلفة، كما يقصد بالنمو الإقتصادي أيضًا زيادة كبيرة وملحوظة بقيمة كل من السلع والخدمات المختلفة التي تقوم جميع القطاعات المختلفة بإنتاجها.
يمكن قياس النمو الاقتصادي بسهولة من خلال زيادة الناتج المحلي الإجمالي لدولة ما. في حالة زيادة الناتج المحلي الإجمالي ، فإن هذا يشير بالتأكيد إلى التقدم الاقتصادي لهذه الدولة ويدل ذلك على نمو المعدلات الاقتصادية الخاصة بها. بينما في حالة كان هذا الناتج صغيرا ، فهذا يدل على أن هذه الدولة تعد واحدة من الدول النامية.
المقصود بالتنمية المستدامة
نلاحظ أن التنمية المستدامة تتضمن تحقيق تطور وتحديث لمجموعة متنوعة وشاملة من الأمور، وتعمل على تحسين ظروف مختلفة، بالإضافة إلى تحديث وتطوير العمليات المختلفة لتلبية احتياجات المجتمع بشكل عام. كما نلاحظ أن التنمية البشرية تشمل النمو النفسي والاجتماعي في آن واحد، وتسعى لتعزيز العوامل البيئية والسلوكية للفرد بشكل شامل، وتشير إلى هذه المرحلة بمصطلح `مرحلة النضو`.
بينما يجدر الإشارة أيضا إلى أن التطور الاقتصادي يمثل زيادة كبيرة في مستوى المعيشة والدخل القومي، وهو يسعى لتحسين جميع الاحتياجات المتعلقة بالاحترام الذاتي والتخلص من الظلم وجميع أشكاله، وبالتالي فإنه مفهوم مقياسي يهدف إلى تطوير وتحسين جميع ظروف الحياة المختلفة من أجل تعزيز النمو الاقتصادي بشكل كبير، ويتم قياسه من خلال التعرف على معدلات القراءة والكتابة وغيرها من العوامل التي تؤثر في الإنتاجية في دولة ما.
أوجه الإختلاف بين النمو والتنمية المستدامة
على الرغم من أن مصطلح النمو والتنمية المستدامة على صلة وثيقة مع بعضهم البعض ولكن هناك بعض الإختلافات التي تميز كل منهما عن الأخر، فالنمو يعتبر تغيير في مختلف الجوانب المادية للفرد وتغيير أيضًا بالجوانب المادية للمجتمع كله، في حين نلاحظ أن التنمية عبارة عن تغييرات كثيرة وبشكل تدريجي لكل من الفرد والمجتمع.
ومن الجدير ذكره أيضًا أن النمو يعتبر تغيير خلوي يتبع هذا التغيير تغير بالشكل، بينما التنمية تغيير هيكلي، ومن الملاحظ أيضًا أن النمو يتوقف في وقت ومرحلة معينة بينما تظل التنمية مستمرة طوال الوقت كله، ومن الملاحظ أن النمو يعتبر جزء واضح من التنمية، في حين نلاحظ أن العكس ليس صحيح على الإطلاق.
هناك أنواع مختلفة من النمو، سواء من حيث الكمية أو الجودة، بينما نلاحظ أنه لا يوجد أي أنواع محددة للتنمية على الإطلاق، ومن السهل قياس النمو بدقة وبساطة، في حين أنه من الصعب الحصول على قياس دقيق للتنمية على الإطلاق، ومن الملاحظ أن كلا من النمو والتنمية المستدامة ارتباطهما متبادل حيث يؤثر كل منهما على الآخر، ولكن نلاحظ أن النمو يحدث بالتأكيد حتى في حالة عدم وجود التنمية، ومن السهل أن تحدث التنمية بدون وجود نمو، ولكن في بعض الأحيان قد يتطلب النمو التنمية لتحقيق جميع أهدافه بكفاءة وسهولة