الفرق بين الشك والريب والظن
ما هو الشك والريب والظن الفرق بينهم
- الفروق بين الشك والريب، طالما سعى العديد من المفسرين لمعرفة الاختلاف بين كلمتي الشك والظن، ووجدوا تقاربا قويا بينهما في المعنى، وهذا ما يبرره في اللغة العربية.
- وبالنسبة للريبة والشك، فهناك اختلافات في المعنى بينهما، ويتم استخدام الريبة كوصف للشك في العديد من المواضع داخل القرآن الكريم، فالشك هو تردد العقل بين اثنين، أما الريبة فهي الشك ولكن بتهمة.
- يميل الظن عادةً إلى الاعتقاد، لكنه لا يصل إلى اليقين التام .
تعريف الظن
يشير مصطلح “الظن” إلى محاولة عقلية لمعرفة شيء ما بشكل محتمل، وقد يتم مزج هذا المصطلح باليقين. وعندما نقول “غلب عليه الظن” فإننا نعني أن الظن كان الأكثر صوابًا ومؤكدًا، كما ورد في معجم المصطلحات الفقهية، ويمكن تعريف الظن على أنه احتمالية جواز شيئين، حيث يكون أحدهما أوضح من الآخر.
وفي وجهة نظر أخرى، يمكننا أن نقول إن الظن هو صورة مشابهة للتصديق، حيث يستند إلى الأدلة النظرية مع وجود عدم تأكيد الأمر الآخر. يعرف الفيروز آبادي الظن في قاموسه على أنه “تردد يوضح وجود أمرين يعتبران صحيحين ولكن بدون تأكيد”، بينما يعرف الراغب الظن على أنه “تعبير عن حدوث أمر معين، وإذا تم تعزيزه يؤدي إلى معرفة الشيء، ولكن إذا ضعفت هذه الحالة، فهذا يعني أنه مجرد وهم .
الفرق بين الظن واليقين
- وفقًا لتعريف الفيروز بادي، يمكن استخدام الظن بمعنى اليقين، حيث يمكن تعريف اليقين على أنه المعرفة المؤكدة بشأن شيء ما، وأي معرفة غير مؤكدة تعتبر ظنًا.
- يذهب الظن عادة ما يكون عبارة عن يقين مدروس .
- يتم استخدام الظن عندما يكون هناك شك ويقين، ومن خلال الترجيح يمكننا القول بأن الظن عامل ذو أهمية كبيرة في تقرير الجانب المشتبه به.
- حُسن الظن هو ظهور بارز للخير عن الشر فيما يتعلق بالظن والتوقعات .
تعريف الشك
يتمثل الشك في عدم اليقين، وفي الجملة “لقد شككت في أمر ما” يعني ذلك عدم تأكيد حدوث هذا الأمر بشكل قاطع. وتأتي كلمة “شكوك” كجمع للشك، ويمكن أيضًا وصف الشك بأنه التردد الذي يحدث بين شيئين متشابهين في الوزن أو الترجيح .
فيما يمكن تعريف الشك عند الأصوليين بأنه `جواز شيئان لا يرجح أحدهما على الآخر`، يذكر في الفلسفة القديمة أنه استخدم الشك لإثبات `الوهم` والذي يلهب العقل ويشتته عند فهم الأشياء المختلفة. كان يعتقد وجود شيطان يخدع البشر ويجعلهم غير قادرين على فهم الأمور بشكل صحيح وواضح. في النهاية، أشار `ديكارت` إلى أن الإنسان يجب أن يشك في كل شيء من حوله. وظل `ديكارت` يتبع نظرية الشك حتى وصل إلى مرحلة التفكير، وبالتالي، لا يمكن إنكار وجودية التفكير .
ووفقًا لما ورد عن “ديكارت” الذي اكتشف نظرية الشك كمبدأ، يمكن تعريف الشك بأنه أمر مؤقت غير دائم، بالإضافة إلى أنه الخطوة الأولى في عملية البحث عن الحقيقة .
وهناك عدد من الآيات في القرآن الكريم التي تثير الشك بها، مثل
- حالة الشك في وجود الله قال تعالى: (لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ * فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ). قال تعالى: (… وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ).
- الشك في إرسال الرسل وما بلغوا من رسالات إلهية قال تعالى: (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .
- الشك في يوم القيامة وما يحدث به من بعث وحساب قال تعالى: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ * بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا ۖ بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ) .
- قال تعالى: وتم وضع حواجز بينهم وبين ما يريدون تحقيقه، كما حدث مع أصحابهم من قبل، وكانوا في حيرة من شأنهم .
تعريف الظن في أصول الفقه
يعتبر الظن ترجيحاً لأمرٍ ما من بين اثنين من الأمور المتشابهة في الترجيح، ومن غير المقبول وجود مفهوم الظن في الإسلام، وخاصة في الاعتقادات الرئيسية، ويمكن تلخيص ذلك في عدد من النقاط كالتالي:
- التوحيد بالله تعالى ، والإيمان برسله.
- بجانب الإيمان بيوم القيامة وما يتعلق به من البعث والحساب والعقاب.
- والإيمان بوجود الجنة والنار .
الفرق بين الظن والشك
- يعرف الظن في أصول الفقه على أنه تأكيد قوي للحقيقة دون الوصول إلى الثقة الثابتة، وذلك بمعنى عدم التأكد الكامل والوصول إلى اليقين .
- الشك هو اختلاط أمرين في ذهن الإنسان، بمعنى أن يتماثل جانبا الحكم على هذين الأمرين.
- لا يوجد تفضيل لأمر ما على آخر، حيث تكون نسبة التفضيل متساوية، وبالتالي لا يمكن الوصول إلى نتيجة نهائية لأمر دون الآخر.
الفرق بين الظن والحسبان
- كما ذكرنا سابقًا، الظن هو جزء من الاعتقاد، ولكن يمكن أن يتأثر هذا الاعتقاد بتقدير أو تقديرات محتملة، وبالتالي لا يكون الظن بل هو تقدير .
- وورد عن “أبو هلال” بأن الحُسبان أصلها حساب حيث يقال : ظهرت عبارة `أحسبه بالظن قد مات` وتطور استخدامها في العديدمن المواضع حتى أصبحت تعني الاحتمال الكبير للموت .
الفرق بين الظن والتصور
- في هذا الجزء، نميّز بين مفهوم الظن والتصوّر، إذ يعد الظن جزءًا من أفعال القلب ويحدث عند وجود علامات معينة، وهو ترجيح لأحد جوانب الجواز.
- في حالة غلبة عدد من العلامات وارتفاع بعض الشيء، يعتقد صاحبها بأن بعض ما تشير إليه تلك العلامات موجود، ويطلق على هذا الاعتقاد اسم `غلبة الظن`، ويستخدم الظن في الأشياء المعروفة والغير معروفة .
- يستخدم التصور للأشياء المعروفة فقط، ويدل ذلك على أن العلامات أو الأعراض التي لا يتم فهمها أو معرفتها لا يمكن تصوّرها، مثل القدرة والعلم .