الفرق بين الركود والكساد الإقتصادي
الركود والكساد الاقتصادي هما مصطلحان لهما معانٍ مختلفة، ولكن هناك العديد من الأشخاص الذين يخلطون بين الركود والكساد الاقتصادي، ولا يستطيعون التمييز بينهما في المعنى والدلالة.
أولا الركود الإقتصادي
الركود الإقتصادي بالنسبة للإعلام هو مرور الدولة ب6 شهور متتالية يكون فيها إجمالي الناتج المحلي منخفض عن الحدود المتعارف عليها، ولكن المحللين الإقتصاديين يعرفونه بأنه يحدث قاع أو هبوط في الإقتصاد بعد أن كان الإقتصاد في ذروته أو قمته، ويكون السبب في هذا الركود هو حدوث هبوط في إجمالي الناتج المحلي والدخل القومي، ومعدل التوظيف وندرة في الإنتاج الصناعي.
ثانيا الكساد الإقتصادي
الكساد الإقتصادي عبارة عن حدوث كارثة كبيرة إقتصادية، حيث يحدث إنخفاض كبير في إجمالي الناتج المحلي، حيث أن الكساد يعد أكثر خطورة من الركود، ومن الممكن أن يستمر الكساد الإقتصادي والأثار الناتجة عنه لسنوات عديدة، وهو أمر مخيف للتجار ورجال الأعمال، والنشاط الصناعي وكل الأعمال الإقتصادية.
يحدث الركود الاقتصادي عندما يكون الإنتاج أكثر من الطلب، مما يؤدي إلى خفض المصروفات من قبل التجار والمستثمرين بسبب القلق من انخفاض الطلب، وبالتالي تنخفض الحالة الاقتصادية بشكل كبير وترتفع نسبة البطالة مع انخفاض الأجور بشكل كبير.
الآثار السلبية التي تنجم عن الركود والكساد الاقتصادي.
1-البطالة: يحدث زيادة في معدل البطالة خلال فترات الركود الاقتصادي والكساد الاقتصادي، حيث يقوم رجال الأعمال بتقليل النفقات من خلال إلغاء بعض الوظائف، والفرق بين الركود والكساد في هذه الحالة هو أن معدل البطالة يزداد في حالة الركود بحوالي 5:11%، بينما في حالة الكساد يزداد بنسبة أعلى وهي 3:25%.
2-حدوث إنكماش إقتصادي: تعمل الشركات على زيادة إنتاجها لتلبية احتياجات السوق والمستهلكين، ولكن قد يزيد الإنتاج عن الطلب بشكل كبير، مما يؤدي إلى انخفاض أرباح الشركات وتراجع الاقتصاد العام.
3-الخوف: تشعر المستهلكون بالخوف الشديد بسبب تراجع الاقتصاد وزيادة البطالة، حيث يخشون عدم تحسن الأوضاع وعدم عودة الاقتصاد إلى طبيعته، مما يدفع المستهلكين إلى تقليل النفقات، وبالتالي تتفاقم المشكلة الاقتصادية بشكل كبير.
4-تقل قيمة الأصول: قلة الأرباح تؤدي إلى تقليل قيمة الأصول بشكل كبير، مما يؤدي بدوره إلى تقليل النمو الاقتصادي بشكل كبير وتقليل قيمة أسهم الشركات. يخشى رجال الأعمال من الاستثمارات الجديدة على إثر ذلك، وتصبح جميع التوقعات الاقتصادية الخاصة بالشركات سيئة للغاية، مما يؤدي إلى تقليل قيمة الأصول.
إيجابيات الركود والكساد الإقتصادي
1-هبوط الأسعار: حيث سوف تكون هناك محاولات لتقليص كمية المنتجات المعروضة والمخزنة والتشجيع على الشراء وبالتالي تخفيض الأسعار حتى تشجع المستهلكين على الشراء ويقل المعروض عن الطلب ويحدث النمو الإقتصادي مرة أخرى وتتحسن الأوضاع وتعود لطبيعتها.
2-تتسبب في حدوث توازن إقتصادي: التطور الاقتصادي الغير مدروس يؤدي إلى حدوث التضخم بسبب الركود أو الكساد، وبالتالي يلجأ المستهلك إلى تقليل النفقات بسبب قلة الدخل أو البطالة، ويحدث النمو الاقتصادي بشكل بسيط ومتوازن، ويحدث توازن اقتصادي.
3-زيادة فرص الشراء: نتيجة للركود والكساد الاقتصادي، قد تقل قيمة الأصول والممتلكات، مما يجعل سعرها يكاد يكون في الحدود الطبيعية. وهذا يتيح فرصة للمستثمرين للشراء. سيتكيف رجال الأعمال بسرعة مع التغيرات الحاصلة وسيبدأون أعمالا جديدة ويحققون أرباحا.
4-تغيير النمط الإستهلاكي: نظرا للركود الاقتصادي وقلة الدخل، يحاول المستهلكون تقليل النفقات والعيش داخل إمكانياتهم، وبالتالي يبدؤون في الاستدخار، مما يزيد من نسبة الادخار الوطني، وبالتالي تزيد الاستثمارات وتحدث تحسن اقتصادي.
الخاتمة
مما سبق يتضح الفرق بين الركود والكساد الإقتصادي، حيث أن الركود الإقتصادي أثاره تستمر لفترة قليلة لا تتعدى الستة أشهر، وأثاره تكون أقل خطورة ونسبة البطالة تكون قليلة، أما الكساد الإقتصادي فالأثار الجانبية الناتجة عنه تكون أكثر خطورة وقد تستمر لعدة سنوات، وتكون نسبة البطالة أكبر بكثير من الركود الإقتصادي.