الفرق بين الحرية والديمقراطية:
تعتبر الحرية والديمقراطية مفاهيم مختلفة تمامًا، فالحرية هي الحق في الاختيار والتصويت والتصرف دون قيود طالما لم يتجاوز ذلك حرية الآخرين، وتعتبر الديمقراطية هي الوسيلة التي تساعد في حماية الأفراد والمواطنين في ممارسة الحرية.
هناك اختلاف كبير بين الحرية والديمقراطية، حيث ليست الديمقراطية والحرية هما نفس الشيء. في العديد من البلدان، تعتبر الديمقراطية غطاء للاستبداد تحت اسم حماية الحرية. تطلق بعض البلدان أنفسها بلدانا ديمقراطية، وتجرى فيها انتخابات منتظمة، لكنها تضطهد شعبها. كما قال الفيلسوف الفرنسي ألكسيس داكوفيل في القرن التاسع عشر في كتابه `الديمقراطية في أميركا`: (يمكن أن تكون الديمقراطية مستبدة مثل الدكتاتورية، عندما يقرر الناخبون أن يصوتوا لأنفسهم بالمال).
الحرية: فمفهوم الحرية شيء أكبر من مجرد الحق في التصرف والحق في الاختيار، فهو يعني حقا في التعبير عن الرأي وحقا في التفكر وحقا في العبادة، وهناك خيط ضعيف يربط بين الحرية والفوضى، فالحرية تبقى حرية شرط ألا نتعدى على حرية الآخرين، وهنالك أربع حريات إنسانية أساسية يجب أن يتمتع بها كل إنسان، هي: حرية الكلام والتعبير عن الرأي، حرية الشخص في عبادة الله، حقه في قيادة حياة آمنة وسلمية، حقه في التحرر من الخوف وعدم تعرضه للإيذاء الجسدي.
تعرف الحرية بشكل عام بأنها القدرة على التصرف بدون قيود؛ فهي تجعل الشخص غير مقيد بحالة أو فلسفة أو دين، ويمكنه القيام بأشياء برغم عدم موافقة الآخرين عليها. إن الحرية هي القوة أو الحق في التصرف أو الكلام أو التفكير كما يشاء الفرد دون أي عائق، وتشير إلى عدم الاقتصار أو التقييد بأي شكل من الأشكال. يمكن للإنسان أن يستمتع بالحرية في جميع جوانب حياته، سواء في المجالات السياسية أو الاجتماعية أو غيرها من مجالات الحياة.
– للحرية أهمية كبيرة للفرد وللمجتمع ومن أهمية الحرية:
1- السعادة والرضا: ترتبط الحرية بشكل مباشر بسعادة الشخص ورضاه، إذ يشعر الشخص بالرضا ولا يشعر بأي ضغوط عندما يتصرف بحرية وفقًا لإرادته.
2- حماية حقوق الإنسان: – تحمي الحرية حقوق الإنسان، ويحق لكل إنسان أن يعبر عن نفسه ويختار ويؤيد أو يعارض حسب رغبته.
3- تعزيز الإبداع والإنتاج: عندما يعمل الإنسان وهو يتمتع بالحرية، يصبح أكثر إبداعًا، حيث تزيل الحرية أي نوع من القيود، وتعزز مستوى الإبداع والإنتاجية لدى الفرد.
4- مستوى معيشي أفضل: يؤدي العمل بعقل حر وسعيد وراضٍ إلى مستقبل مشرق وحصولنا على مستوى معيشي أفضل .
الديمقراطية: الديمقراطية هي أحد أنظمة الحكم التي يمارس فيها المواطنون السلطة مباشرة أو بواسطة انتخاب ممثليهم لتشكيل هيئة الحكم، مثل البرلمان، وتشار إليها أحيانا باسم “حكم الأغلبية”، ونشأت الديمقراطية في الأصل في أثينا القديمة والجمهورية الرومانية، حيث تم ملاحظة درجات مختلفة من منح حق التصويت للرجال الحرة.
– تتكون الديمقراطية من أربعة عناصر أساسية:
يتضمن النظام السياسي انتخابات حرة ونزيهة لاختيار واستبدال الحكومة.
المشاركة المدنية للشعب والمواطنين في السياسة والحياة.
3- حماية حقوق الإنسان والمواطنين.
تتمثل سيادة القانون في تطبيق القوانين والإجراءات وتحقيق المساواة بين جميع المواطنين.
تستخدم الديمقراطية كوسيلة للاختيار من قبل الشعب لقادتهم والمساءلة عن السياسات التي يقومون بها خلال فترة مناصبهم، حيث يقرر الشعب من يمثلهم في البرلمان، ويختارون بين الأحزاب المتنافسة في انتخابات حرة ونزيهة.
– في النظام الديمقراطي، يكون الشعب هو الذي يمتلك السيادة ويمثل أعلى شكل من أشكال السلطة السياسية، وتتطلب القوانين والسياسات دعم الأغلبية في البرلمان، لكن تُحمى حقوقالأقليات بطرق مختلفة، ويكون الشعب حرًا في انتقاد قادته وممثليه المنتخبين، ومراقبة الطريقة التي يديرون بها شؤون الحكومة.