الفرق بين التوسل الصحيح والتوسل الباطل

يتم توضيح الفرق بين التوسل الصحيح والتوسل الباطل، مع الإشارة إلى أنواع وأقسام كل منهما، ويتفق جميع العلماء على أن التوسل الصحيح هو التوسل بالوسيلة الصحيحة المؤدية إلى المطلوب، أما التوسل الباطل فهو التوسل بواسطة وسيلة لا تؤدي إلى المقصود.

كيف يكون التوسل الصحيح

التوسل الصحيح معناه : التوسل بالوسيلة الموصلة الصحيحة إلى المطلوب يتم بخمسة أنواع

التوسل بأسماء الله

: سواء كان ذلك عاما مثل قوله: «أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك»، أو خاصا مثل التوسل بالاسم الخاص كما جاء في حديث أبي بكر، حيث طلب من النبي دعاء يدعو به في صلاته، فقال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم».

التوسل بصفات الله

: وهو أيضا عام وخاص، فالعام هو أن تدعو: يا الله، إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا، والخاص هو أن تتوسل إلى الله تعالى بصفة معينة خاصة لطلب شيء محدد، مثل الدعاء: يا الله، بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني إذا كان الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كان الموت خيرا لي.

التوسل بالإيمان بالله وبرسوله

: قد يقول: اللهم إني آمنت بك وبرسولك، فاغفر لي، أو انصرفني، أو يقول: اللهم بإيماني بك وبرسولك، فاغفر لي، أو انصرفني.

التوسل بالعمل الصالح

:  من بين القصص التي تحكيها الأديان، قصة النفر الثلاثة الذين دخلوا إلى غار ليبيتوا فيه، ولكن الغار انطوى عليهم، فتضرع كل منهم إلى الله بعمل صالح فعله، وقال كل منهم: `اللهم إن فعلت ذلك من أجلك، فافتح لنا ما أغلق علينا`، فانفتحت الصخرة

التوسل بذكر الحال

: يعني أن الداعي إلى الله يتوسل إلى الله بذكر حاله وما يحتاجه، ومن الأمثلة على ذلك قول نبي الله موسى: “رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير” [القصص: 24].

التوسل بدعاء الرجل الصالح

: وهو من أشكال الاستدلال المقبولة، أن يسأل الشخص شخصا آخر أن يدعو له عند الله تعالى، إذا كان هذا الشخص معروف بأنه يتمتع بتأثير قوي في الدعاء، ومن أمثلة ذلك رجل دخل يوم الجمعة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلقي خطبته، فقال: `يا رسول الله، نحن في حالة يأس مالي وقد قطعت السبل، فادع الله ليغيثنا`، فرفع النبي يديه وقال: `اللهم أغثنا` ثلاث مرات، ولم ينزل النبي من المنبر حتى هطلت الأمطار.

التوسل الباطل

التوسل إلى الله تعالى بما ليس مثبتاً شرعاً كوسيلة هو بطلان لغوي يتعارض مع المنطق والنقل، ومن أمثلته:

التوسل بدعاء الميت

: هو توسل باطل لا يجوز أو يحل، ويشمل توسل الإنسان إلى الله عز وجل بدعاء الميت وطلب منه أن يدعو الله له، وهذا ليس وسيلة شرعية صحيحة بل هو سفاهة من الإنسان أن يطلب من الميت الدعاء له، حتى النبي صل الله عليه وسلم لا يدعو لأحد بعد موته، ولهذا لم يتوسل الصحابة رضي الله عنهم إلى الله بطلب الدعاء من الرسول بعد موته.

التوسل بجاه النبي

: التوسل إلى الله تعالى بجاه النبي صل الله عليه وسلم هو أن يطلب الشفاعة مع الله تعالى باستخدام وسيلة صالحة وفعالة تؤدي إلى الحصول على النبي صل الله عليه وسلم، وليس من المفيد الاعتماد فقط على جاه النبي صل الله عليه وسلم دون استخدام وسيلة فعالة، والأفضل أن يتوسل الإنسان إلى الله بحبه وإيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم.