الفرق بين التهاب المفاصل الروماتويدي والنقرس

التهاب المفاصل الروماتويدي ( RA ) هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تسبب التهاب المفاصل في جميع أنحاء الجسم، والتصلب، والألم، والتورم، ويمكن أن يسبب الضرر الذي يمكن أن يكون دائما، ووفقا للكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم، هناك حوالي 1.3 مليون أمريكي مصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي .

التهاب المفاصل الروماتويدي والنقرس
التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض جهازي، وهذا يعني أنه يمكن أن يؤثر على أجزاء أخرى من الجسم، مثل الأعضاء، ونتيجة لذلك فإن الأشخاص المصابين به يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بأولئك الذين لا يعانون منه، أما النقرس فهو نوع مؤلم من التهاب المفاصل الذي يحدث بشكل رئيسي في مفاصل إصبع القدم الكبير، ويمكنه أيضا مهاجمة الجزء العلوي من القدم والكاحل، وفي بعض الأحيان يقوم بمهاجمة مفاصل أخرى في الجسم، ولقد ارتبط النقرس بوفرة الطعام والشراب الغني منذ العصور القديمة، وذلك حتى القرن العشرين، وقد دعا الطبيب الفيلسوف اليوناني أبقراط النقرس بأنه ” التهاب مفاصل الأغنياء ” .

كيف يمكن التفريق بين النقرس والتهاب المفاصل الروماتويدي؟
على الرغم من أن التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) والنقرس يتشابهان إلى حد ما في تسببهما في احمرار وتورم وألم في المفاصل، إلا أن هناك علامات تميز كل منهما عن الآخر، ويمكن أن يسبب كل منهما إعاقة خطيرة ويعيق نظام الحياة

عادةً ما يحدث النقرس في القدم، وهو الأكثر شيوعًا عند قاعدة إصبع القدم الكبير، في حين يمكن أن يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي على أي مفصل على جانبي الجسم، ولكنه يحدث عادةً في المفاصل الصغيرة لليدين والمعصمين والقدمين .

يترافق مرض النقرس دائمًا مع الألم الشديد والتورم والاحمرار، ويمكن أن يتأثر المفصل المصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي أيضًا، ولكن لا يحدث دائمًا تورم أو احمرار في هذه الحالة .

يختلف ألم التهاب المفاصل الروماتويدي في شدته وكثافته، حيث يمكن أن يكون خفيفًا في بعض الأحيان ومؤلمًا في أحيان أخرى. والطريقة الأفضل لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من التهاب المفاصل الروماتويدي أو النقرس هو تحديد موعد مع الطبيب للتشخيص .

تنتج التهابات المفاصل الروماتويدية والنقرس بسبب عدة أسباب
1- التهاب المفاصل الروماتويدي
لا يزال المجتمع الطبي يجهل ما يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي، ومع ذلك يعتقد العلماء أن لهذا المرض أساساً وراثياً، وينشأ ويتطور بسبب عوامل بيئية مثل الفيروسات .

2- النقرس
الطعام والشراب الغني يمكن أن يسبب النقرس بشكل غير مباشر، لكن الجاني الحقيقي هو البيورين، حيث توجد هذه المركبات الكيميائية في بعض الأطعمة، والأطعمة الغنية بالبروتين تشمل معظم اللحوم، ومعظم الأسماك والمحار، وحتى بعض الخضروات، والخبز والحبوب الكاملة والحبوب التي تحتوي على البيورين أيضا، حيث يحول الجسم البيورينات إلى حمض اليوريك، ويمكن أن يحدث النقرس عندما يكون هناك الكثير من حمض اليوريك في الدم، ويفرز حمض اليوريك عادة في البول، ولكن المستويات العالية يمكن أن تشكل بلورات حادة في المفاصل، مما يتسبب في التهاب وألم شديد .

كيف يتم علاج كل حالة ؟
1- التهاب المفاصل الروماتويدي
بمجرد تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي، سيراعي أخصائي الروماتيزم اختيار العلاج المناسب لكل مريض بناء على شدة المرض. يتم عادة علاج التهاب المفاصل الروماتويدي الشديد باستخدام أدوية قوية مضادة للروماتيزم المعروفة بـ `مضادات DMARDs البيولوجية`. تعمل هذه الأدوية على تباطؤ أو إيقاف تطور المرض وتخفيف الالتهاب والألم. أما التهاب المفاصل الروماتويدي الخفيف والمعتدل، فيتم التعامل معه باستخدام أدوية DMARDs غير البيولوجية، والتي تظل فعالة جدا. يستخدم أيضا الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وعادة ما يتم استخدامها جنبا إلى جنب مع DMARD .

2- النقرس
يتم علاج النقرس عادة عن طريق الحد من تناول الأطعمة الغنية والكحول، ولكن العلاجات الأخرى أكثر فعالية بكثير، حيث تشمل الأدوية التي تعالج النقرس :مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مثل الإندوميتاسين أو النابروكسين، الكورتيزون مثل بريدنيزون، الكولشيسين التي يمكن أن تعطى مع مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لمنع نوبات النقرس في المستقبل، والأدوية التي تمنع إنتاج بلورات حمض اليوريك .

الخطوط العريضة
قد يبدو المرضين متشابهين في الأعراض، ولكن لهما أسباب واتجاهات مختلفة، وبسبب هذه الاختلافات يمكن للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي أن يعانوا من النقرس والعكس صحيح، ويجدر بالذكر أن الوزن الزائد على مفاصل الورك والركبة والكاحل والقدم يمكن أن يزيد سوء التهاب المفاصل الروماتويدي، ومن المستحسن دائما الحفاظ على وزن الجسم تحت السيطرة من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وصحي .