مقارنةمنوعات

الفرق بين الالباب و العقول في القرآن الكريم

يتحدث القرآن الكريم في العديد من المواضع عن العقل والتدبر، ويشير في بعض الأحيان إلى أولئك الذين لديهم العقل السليم، ويفصل أيضًا بين العقل واللب .

العقل و اللب
حاول العديد من المفسرين إيجاد تفسيرات تتناول الفرق بين العقل واللب. وفي النهاية، توصل جميع المفسرين إلى أن العقل هو اللب. وبناء على ذلك، يصف الشخص ذو العقل الضعيف بأنه شخص ذكي. وقد اتفق العلماء على أن اللب هو العقل النقي الخالي تماما من الشوائب، أي أن اللب هو ذكاء وحدة العقل. وهذا يعني أن كل لب خلقه الله هو عقل، ولكن ليس كل لب هو عقل. ويستند هذا التفسير إلى قوله تعالى: `يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، وما يذكر إلا أولو الألباب` (سورة البقرة – 269) .

أولو الألباب
إذا كان العقل هو اللب، فلماذا نتحدث عن أولئك الذين لهم الألباب الفائضة بالتحديد؟ فكل إنسان مكرم بنعمة العقل من الله، واختيار هؤلاء الأشخاص يعني أنهم مكرمون بنعمة مختلفة من الله .

ظهرت كلمة “أولو الألباب” في ستة عشر موضعا في القرآن الكريم، وعلى الرغم من تنوع المواضع التي ذكرت بها، فإنها تحمل تقريبا نفس المعنى. ويبدو أن الهدف من تكرارها هو التأكيد وليس التنويع، وترتبط هذه المعاني بأربعة مفاهيم فقط، وهي التفكر والتدبر، والتقوى، وحسن الاتباع، وغيرها .

أهمية العقل في الدين
إذا كان لخلقنا دور في التصرف بطريقة صحيحة ومنظمة، فلما أمرنا الله بالتدبر في خلقه في العديد من المواضع؟ يعني ذلك أن العقل والتفكير لا يمكن فصلهما عن اتباع شرائع الدين، وقوة الإيمان تترابط بالتدبر في خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان وغيرها .

– و قد تحدث القرآن الكريم عن أولو الألباب في عدد من المواضع التي ارتبط فيها بالتقوى و منها وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (سورة البقرة – 179) ، و قوله تعالى الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (سورة البقرة – 197).

– و كذلك ارتبطت كلمة أولو الألباب أيضا بالتذكر و التدبر في عدد من المواضع ، و من بين هذه المواضع تلك التي ذكرت في سورة البقرة ، و سورة آل عمران ، و كذلك سورة الرعد و غيرها ، و ذلك في قوله تعالى هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (سورة آل عمران – 7).

الأمر بالتقوى
اتربطت صفة أولو الألباب بالتقوى و ذلك الأمر قد ورد في القرآن الكريم و كذلك في العديد من المواضع في السنة النبوية الشريفة، و قد تم الحديث عن عدد من عواقب الأمور ، و ذلك عند عدم تقوى الله ، فعلى المؤمن تدبر الأمور و تفهم مستقبلها ، و هناك العديد من الأمور الأخرى ، تلك التي تثبت أهمية اعمال العقل و التدبر ، و كأن هذا الأمر لا ينفك عن كونه جزءا هاما في أصول العقيدة و العبادة ، و كذلك تم الحديث عن أن القصص التي وردت في القرآن هي تذكرة لأولو الألباب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى