الغاء عقوبة السجن في حق التركي الملحد “فاضل ساي” المسيء للإسلام
بدأت في إسطنبول محاكمة عازف البيانو والمؤلف الموسيقي التركي المعروف عالميا `فاضل ساي` بتهمة الاساءة للدين الإسلامي عندما نشر تغريدات مناهضة للإسلام على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. في شهر أبريل، قام فاضل ساي بنشر تغريدات ساخرة عن الإسلام، حيث قال: `لماذا يستغرق أذان العشاء فقط 22 ثانية؟ هل هو لعشيقة أم لشرب العرق؟`. وأضاف ساي تعليقا على وصف الجنة، يصفها بأنها مكان يجري فيه أنهار خمر وتوجد فيها حوريات العين، قائلا: `هل الجنة بيت دعارة أم حانة؟`
عندما تقدم أحد المواطنين ببلاغ ضد فاضل ساي، بدأ الادعاء العام التحقيق ضد ساي في بداية شهر يونيو في دعوى قضائية ضد ساي عازف البيانو البالغ من العمر 42 عاما بتهمة إهانة القواعد الإسلامية. وطالب الإدعاء بسجنه لمدة سنة ونصف بسبب تعليقاته. وكان الأتراك يتوقعون عدم سجن فاضل حتى لو قبلت المحكمة الحكم بذلك، لأنه في تركيا عادة يتم تعليق أي عقوبة تقل مدتها عن السنتين. ولكن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يؤخذ في الاعتبار هو أن ساي سيصبح لديه سوابق جنائية بسبب هذا الحكم.
و يعتبر فاضل ساي موسيقيا من اهم المؤلفين للموسيقى الكلاسيكية في تركيا المعاصرة و عازف بيانو شهير دوليا. و علاوة على ذلك فساي من أكثر المعارضين للحكومة الإسلامية في تركيا بزعامة رجب طيب أردوغان ذو التوجهات الدينية المحافظة. بينما يعرف فاضل ساي بأنه ملحد و يعتبر الحكومة الإسلامية في تركيا كارثة حلت على تركيا و كثيرا ما أشار إلى تفكيره بالهجرة من البلد. و درس فاضل ساي لمدة 8 سنوات في مدينتي “دوسلدورف” و “برلين” و كانت له عروض موسيقية في كل انحاء العالم.
قبل سنوات قليلة، أثار فاضل ساي غضبا في الأوساط التركية بسبب تشهيره بالموسيقى الشعبية التي يحبها الكثيرون من الأتراك، عندما قال إنه يشعر بالخجل من هذه الموسيقى التي يعتبرها موسيقى تعبر عن ثقافة الطبقة العاملة. ولذلك، فإن الدعم الحكومي لفاضل غير متوقع في هذه القضية، لكنه يستعين بدعم من بعض الأسماء الكبيرة في تركيا، وهو الشيء الذي بدا واضحا من خلال توقيعات حوالي 8 آلاف شخص على لائحة منشورة عبر الإنترنت لدعم الفنان الملح.
إلغاء عقوبة السجن
قامت محكمة الاستئناف التركية العليا بإلغاء عقوبة السجن التي تم تحديدها في الحكم الأول بمدة عشرة أشهر مع تعليق التنفيذ للشخص المسيء للإسلام، وذلك بناء على مبدأ حرية التعبير، وفقا للتقارير الإعلامية التركية. وأفادت صحيفتي “حرييت” و”راديكال” بأن الغرفة الثامنة في المحكمة العليا أكدت أن التغريدات التي نشرها فاضل ساي، والتي استخدمت لاتهامه، تدخل ضمن إطار الحق الطبيعي في حرية التعبير.
و اعتبرت الأوساط التركية و الإسلامية عموما التغريدات التي اطلقها العلماني المعارض فاضل ساي ضد الدين الإسلامي مسيئة للقيم الدينية عندما نقل بيتا شعريا للشاعر الكبير عمر الخيام الذي يصف فيه الجنة، و تسائل المغرد عن المغزى من وجود الخمر و الحور العين في الجنة قائلا : “هل الجنة خمارة؟”
وفي سياق آخر وبعد صدور الحكم بحقه، ثار عدد من المتضامنين معه ضد حزب العدالة والتنمية الذي يرون أنه يسعى لتطبيق الإسلام في البلاد. وصرح فاضل ساي في ذلك الوقت بأن الضغوط التي يمارسها الحزب الحاكم أصبحت شديدة، وحان الوقت له للرحيل إلى اليابان. ومع ذلك، حتى بعد صدور حكم الاستئناف، لا يزال بإمكان المحكمة التي حكمت في البداية أن تبرئ ساي أو تعيد محاكمته. وبرر فاضل ساي نشره للمعلومات بأنه نقلها من مغردين آخرين وأنه ليس لديه أي توجهات اتهام لأي شخص آخر.