الطبيعةالطقس

العوامل المؤثرة في مناخ قارة أوروبا

عوامل تصنيف المناخ في قارة أوروبا

يتأثر مناخ قارة أوروبا بعدة عوامل وهي :

موقعها بالنسبة لدوائر العرض

تمتد قارة أوروبا بين خطي العرض 36 و 71 شمالا، حيث تقع معظم مساحتها في المنطقة المعتدلة الشمالية، والتي تتميز بدرجات حرارة معتدلة، وتتحكم فيها الرياح الغربية الرطبة، التي تجلب الدفء والرطوبة من المحيط الأطلسي، وهذه العوامل تؤثر على مناخ المنطقة .

المسافة من خط الاستواء

تؤثر المسافة بين خط الاستواء والقطبين على مناخ القارة. في المناطق القطبية، تكون زوايا الطاقة الشمسية المباشرة إلى سطح الأرض منخفضة وتمر عبر طبقة سميكة من الغلاف الجوي، بينما تكون أكبر سماكة لهذه الطبقة عند خط الاستواء. وبذلك، يكون المناخ أبرد في المناطق القطبية مقارنة بخط الاستواء. كما يشهد القطبان اختلافا كبيرا في طول النهار بين فصل الصيف والشتاء. في فصل الصيف، لا تغرب الشمس في القطبين، بينما تشهد القطبان فترة ظلام كامل في فصل الشتاء، حيث يكون سطوع الشمس نادرا جدا وتكاد تكون غير موجودة تقريبا. كما يختلف طول النهار قليلا عن خط الاستواء.

شكل قارة أوروبا

قارة أوروبا تتميز بصغر مساحتها، حيث تنحصر في الشرق، وتتعرض اليابسة الأوروبية لتأثير البحر بسبب تعرجات سواحلها الكثيرة، مما جعل الاعتدال هو الصفة السائدة في القارة الأوروبية.

اتجاه السلاسل الجبلية

تعد جبال الألب من أهم المناطق الجبلية في قارة أوروبا، إذ تمتد من الغرب إلى الشرق في جزء من جنوب القارة، وتلعب هذه السلاسل الجبلية دورًا كبيرًا في مناخ القارة، حيث تتسبب في توغل الرياح الغربية القادمة من المحيط الأطلسي في القارة.

هذه السلاسل تمثل عائقا أمام امتداد التأثيرات القطبية في شمال القارة نحو الجنوب، وتعتبر أيضا عائقا أمام تدفق الكتل الهوائية من أفريقيا إلى شمال القارة. تتعارض المرتفعات الكلدونية التي تمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي مع اتجاه الرياح الغربية، مما يؤدي إلى تباين في معدلات هطول الأمطار بين السفوح الغربية والشرقية.

تتلقى الجبال كميات أمطار أكبر في المناطق المنخفضة بسبب انخفاض درجة الحرارة في المناطق الجبلية، مما يؤدي إلى تكثيف الهواء الرطب وسقوط الأمطار. كلما ارتفعت الارتفاعات، زادت برودة الجو. يحدث ذلك لأن الهواء يصبح أقل كثافة وأقل قدرة على امتصاص الحرارة والاحتفاظ بها. وهذا هو السبب في أنك قد تشاهد الثلوج على قمم الجبال طوال العام.

مناطق الضغط المجاورة للقارة

يتأثر مناخ قارة أوروبا بخمس نطاقات للضغط:

  • يتميز المنطقة ذات الضغط المرتفع الأوروبي في المحيط الأطلسي بإنتاج طقس مشمس بنسبة كبيرة، وذلك بسبب تأثيره الواسع النطاق الذي يمتد صيفاً حتى شمال غرب أوروبا.
  • النطاق الثاني يقع في منطقة الضغط المنخفض الأيسلندي.
  • يشير النطاق الثالث إلى الضغط المتمركز في وسط آسيا.
  • يتعلق النطاق الرابع بالضغط المنخفض على بحر الأبيض المتوسط.
  • النطاق الخامس يقع في تيار الخليج الدافئ الذي يؤثر على المناخ في غرب وشمال غرب القارة، ويتميز بالدفء، ويساهم في تكوين جبهات إعصارية في فصل الشتاء بسبب اصطدامه مع الكتل القارية الباردة من جهة والرياح الغربية القادمة من المحيط الأطلسي من جهة أخرى.

النينو

تم اتهام ظاهرة النينيو بالتأثير على أنماط الرياح والأمطار، خاصة في حالات الجفاف والفيضانات في البلدان المجاورة للمحيط الهادئ. تشير ظاهرة النينيو إلى ارتفاع غير منتظم في درجة حرارة المياه السطحية في المحيط الهادئ، بالإضافة إلى زيادة تدفق المياه الدافئة والرطوبة في الغلاف الجوي. هذا يؤدي إلى تغير في أنماط الرياح العالمية وتساقط الأمطار.

تسبب هذا الظاهرة في حدوث أعاصير في فلوريدا، وتشكل الضباب الدخاني في إندونيسيا والحرائق في الغابات في البرازيل.

تعني كلمة El Niño باللغة الإسبانية “الطفل الصبي”، وأطلق هذا الاسم عليها لأنه يحدث في وقت احتفال المسيحيين بميلاد الطفل المسيح، وتسمى الظاهرة المقابلة الباردة La Niña وتعني بالإسبانية “الطفلة”، وتتسبب في تقلبات جوية.

التأثير البشري

لا يمكننا نسيان أن التأثير البشري يؤثر مباشرة على مناخنا. في الأزمنة الأولى لتاريخ البشرية، كان تأثير البشر على المناخ ضئيلا جدا. ولكن مع زيادة عدد السكان وتقطيع الأشجار بأعداد كبيرة، زاد التأثير السلبي على المناخ. فعلى سبيل المثال، تمتص الأشجار ثاني أكسيد الكربون وتنتج الأكسجين، ولكن قطعها سيؤدي إلى انخفاض عدد الأشجار وبالتالي زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجو.

لقد كان للثورة الصناعية التي بدأت في نهاية القرن التاسع عشر تأثير كبير على المناخ، حيث استندت إلى اختراع المحرك وزيادة احتراق الوقود الأحفوري، مما أدى في المقابل إلى زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

الأقاليم المناخية في قارة أوروبا

اقليم مناخ شمال أوروبا

يمتد مناخ الشمال على الأجزاء الشمالية التي تطل على المحيط المتجمد الشمالي، ويشمل ذلك الدول الإسكندنافية وأيسلندا.

ويتميز هذا المناخ بفصل الشتاء الرطب والبارد جدا بسبب انخفاض درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر المئوي، ويستمر هذا الانخفاض لمدة تسعة أشهر، ويزداد تدريجيا عند التوجه نحو الشرق، بسبب ابتعاد المنطقة الشرقية عن تيار الخليج الدافئ، بالمقابل، في الجهة الغربية يكون انخفاض درجات الحرارة أقل بسبب التأثير المباشر لتيار الخليج الدافئ القريب منها، وبالتالي يكثر تساقط الثلوج في فصل الشتاء وتغطي الأراضي والمساحات الخضراء، مما يجعل فترة النمو قصيرة، وبسبب الفترة الطويلة للسكون في فصل الشتاء، فإن فترة نمو النباتات والأعشاب تكون قليلة.

أما في فصل الصيف، يكون مناخها أيضاً رطب معتدل، مائل للبرودة.

اقليم مناخ شرق أوروبا

ويعرف بالمناخ القاري، و يغطي هذا المناخ القاري الجزء الأوسط والشرقي من أوروبا، ويتميز بمدى حراري كبير، حيث أنه يتراوح بين 18 و 39 م، فمن الخصائص الرئيسية لنوع المناخ هي فترة فصل الشتاء الباردة الطويلة الأمد، والتي تنخفض فيها درجة الحرارة في إلى ما دون الصفر المئوي مسببة تجمد الأنهار .

ويكون فصل الصيف حار، حيث ترتفع فيه درجات الحرارة، بسبب تعرض هذا الاقليم لكتل هوائية ساخنة قادمة من آسيا شرقاً، بالإضافة إلى سقوط الأمطار في فصل الصيف وتبلغ أقصاها في شهري حزيران وتموز، وتتناقص كميتها كلما اتجهنا شرقاً، وهي غالباً تكون أمطار انقلابية بسبب الرياح الغربية.

ومن أجل الحفاظ على العشب الأخضر في ظل هذه الظروف القاسية، يختار Barenbrug أصنافًا يمكنها تحمل قسوة الشتاء والصيف. ومع ذلك، يتضح أن المناطق التي تقترب من البحر الأبيض المتوسط أو البحر الأسود تحتوي على مناخ أكثر اعتدالًا بسبب التأثيرات الناتجة عن البحر.

اقليم مناخ وسط قارة أوروبا

ينتقل هذا الاقليم بين مناخ غرب القارة وشرقها، حيث أن درجات الحرارة والأمطار تتباين نظراً لتباين مظاهر السطح فيه، فكلما ارتفعنا نجد أن درجات الحرارة تنخفض، ويتأثر الانخفاض الجوي الذي يحدث طول سنة في هذا القسم بالانخفاض الجوي الايسلندي في فصل الشتاء و الكتل القطبية القارية.

في فصل الصيف، يكون هذا الإقليم هدفًا للكتل الهوائية المدارية البحرية والكتل المدارية القارية، بالإضافة إلى الرياح الشمالية الغربية والجنوبية الغربية، وبالنسبة للأمطار، فإنها تتوزع على مدار السنة.

مناطق جنوب أوروبا و مناخ البحر المتوسط

يتواجد هذا المناخ في الأجزاء الجنوبية من القارة التي تطل على البحر المتوسط، وتشمل البلدان التي ينتشر فيها هذا المناخ إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا وإيطاليا واليونان وتركيا.

يتميز هذا المناخ بأربع خصائص مناخية، حيث تتجلى في أمطاره التي تسقط في فصل الشتاء والصيف الجاف، ويتميز بدرجة حرارة معتدلة في فصل الشتاء التي لا تقل عن 4.4 درجة مئوية، وفي فصل الصيف يصبح الجو مشمسًا وترتفع درجة الحرارة إلى أكثر من 31 درجة مئوية.

تعتبر مشكلة الجفاف وجودة المياه الضعيفة للري من أكبر المشاكل التي يجب على مدراء العشب التعامل معها. ولذلك، قامت Barenbrug بتضمين أصناف وخلطات تتحمل الجفاف للمناطق الجنوبية.

اقليم مناخ شبه قاري

يتجلى هذا الإقليم بين المنطقة المناخية القارية والمتوسطية، وهو منطقة انتقالية و يسمى بالمناخ شبه القاري، و تنتمي شمال إيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا جزئيًا إلى هذا الاقليم، وفي فصل الصيف ترتفع درجات الحرارة فيه ويكون الجو حار كما هو الحاف في منطقة البحر الأبيض المتوسط، أما في فصل الشتاء فتنخفض درجات الحرارة ويرافقها الصقيع ويكون شديد البرودة كما هو الحال في مناطق المناخ القاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى