العلاقة بين البيتا كاروتين و سرطان الرئة
مادة البيتا كاروتين هي مادة طبيعية تحتوي على تركيب كيميائي معين وتتواجد في النباتات بشكل طبيعي. وتعتبر البيتا كاروتين مشتقا منها، وتعطي اللون البرتقالي الموجود في بعض النباتات الطبيعية مثل الجزر. كما لها خصائص مضادة للأكسدة وتلعب دورا أساسيا في تعزيز الصحة والمناعة وتحسين الحياة الصحية لأجهزة الجسم. ومع ذلك، يشير الأبحاث الحديثة إلى أن الإفراط في تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على البيتا كاروتين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، خاصة بين المدخنين والأشخاص الأكثر عرضة لمادة الأسبستوس
◄ الفوائد الطبيعية للبيتا كاروتين : مادة البيتا كاروتين هي مادة طبيعية تتحمل المسؤولية عن اللون البرتقالي الموجود في الخضروات والفواكه التي تحتوي عليه بكميات كبيرة، ومن أبرزها الجزر والمشمش والمانجو والبطاطا الحلوة، بالإضافة إلى صفار البيض والجبن والخضروات الورقية مثل السبانخ والبروكلي وغيرها. وتتحول مادة البيتا كاروتين في الجسم إلى فيتامين A، الذي يلعب دورا أساسيا في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، ومن أبرزها قدرته على حماية الجلد وتحسين جمال البشرة، وصحة العينين والحفاظ على الرؤية. كما يستخدم أيضا في علاج حب الشباب وكمضاد للأكسدة، حيث يساهم في تقوية جهاز المناعة، وله دور أساسي في تقوية العظام والأسنان والوقاية من التهابات المفاصل وبعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والدم. ويعتبر نقص فيتامين A في الجسم مسؤولا عن الإصابة بالعمى الليلي وضعف الرؤية والتهابات العظام والأسنان، وضعف المناعة، ومشاكل البشرة والجلد ..
◄ البيتا كاروتين و سرطان الرئة : في الأبحاث الأخيرة، وجد الباحثون أن الاستخدام المفرط لمضادات الأكسدة قد يسبب ضررا كبيرا في الجسم بدلا من حمايته. يعلم الجميع فوائد مضادات الأكسدة وقدرتها على محاربة الجذور الحرة والسامة، والتي تسبب العديد من الأمراض والمشاكل الصحية. ولكن عند الإفراط في تناولها، قد يكون سببا في التعرض لمشكلات أكثر تعقيدا، وأهمها السرطان. ومن بين مضادات الأكسدة المشهورة هي البيتا كاروتين. قامت جامعة فنلندا وجامعة الولايات المتحدة الأمريكية بعدد من الأبحاث الخاصة بدراسة البيتا كاروتين والإفراط في تناوله والأضرار المترتبة عليه. وقامت الجامعتان بإجراء بعض الأبحاث على المرضى المدخنين والأكثر عرضة لمادة الأسبستوس، وتم تقسيمهم إلى فريقين. تناولت المجموعة الأولى مكملات غذائية تحتوي على كميات كبيرة من البيتا كاروتين يوميا، وتناولت المجموعة الأخرى دواء وهميا لا يحتوي على البيتا كاروتين .
◄ النتائج النهائية : أظهرت الأبحاث في كلتا الجامعتين وجود صلة وثيقة بين البيتا كاروتين واختطار سرطان الرئة. في جامعة فنلندا، كانت نسبة المرضى الذين أصيبوا بسرطان الرئة ١٦٪، بينما وصلت النسبة في الجامعة الأمريكية إلى ٢٨٪. وبالتالي، ينصح المعهد الوطني للأورام بضرورة تجنب مادة البيتا كاروتين لدى المدخنين أو المرضى الأكثر عرضة للأمراض المصاحبة للتعرض للأسبستوس، والابتعاد عن استهلاكها إلا في حالات الضرورة .
◄ الكمية اللازمة من البيتا كاروتين : الاحتياج اليومي والمناسب من مادة البيتا كاروتين للرجال البالغين هو 900 ميكروجرام، أما للنساء البالغات فيبلغ 700 ميكروجرام. في حالة الحوامل، يحتاجن إلى 770 ميكروجرام من البيتا كاروتين يوميا، وكبار السن والمرضعات يحتاجون إلى 1300 ميكروجرام يوميا من البيتا كاروتين. يمكن الحصول على الكمية الأكبر من الاحتياج اليومي من خلال تناول الخضروات والفواكه الغنية بالبيتا كاروتين خمس مرات يوميا .