صحة

العادات الصحية الخاطئة للطلاب في المدارس

أسلوب حياة طلاب اليوم غير صحي! » مؤلم أن تكون هذه العبارة حقيقة مشاهدة! هل تريدون الشاهد ؟ إليكم هذه الحالة : «وائل » طالب في في مدرسة متوسطة. يستقيظ متأخرا بعد سهر أمام جهاز سوني تلاحقه والدته بإفطاره، يرفض الحاحها فليس لديه وقت لذلك. يهرول نحو السيارة ليوصله السائق لمدرسته التي تبعد 500 متر عن منزله، يدخل المدرسة وقد شارف الاصطفاف الصباحي على الانتهاء ويذهب بعدها إلى الصف ليجلس في مقعده الحصة تلو الأخرى، حتى تبدأ الفسحة الأولى وقد وصل به الجوع منتهاه، فيذهب لمقصف المدرسة ليشتري ما يسد به جوعه، وبعد انتظار في الصف، يشتري علبة شراب البرتقال – وليس العصير- وفطيرة جبن جافة مغلفة مع أصبع شكولاته. يجلس ليأكل مع أصدقائه على عجل قبل انتهاء الفسحة، ينتهي دون بسملة ولا حمد ثم يعود أدراجه لمقعده في الصف ليكمل باقي الحصص والنعاس يغالبه! تصل فسحة صلاة الظهر فيصلي جماعة ويعود مرة أخرى لمقعده ليكمل يومه الدراسي. وفي نهاية يومه، يخرج فيجد السائق في انتظاره عند باب المدرسة ليعود للمنزل ليجد الغداء جاهزا، يأكل الأرز وقطعة من دجاج ،ويشرب مشروبه الغازي المفضل التي تمتلئ الثلاجة به! وهنا يكون النعاس سيد الموقف ، يذهب للنوم حتى المغرب عندما توقظه أمه لحل واجباته، ينهض بصعوبة ولا يبدأ في حل واجباته إلا بعد أن ينهي أحد مراحل لعبته المفضلة،أثناء ذلك يتصل به أصحابه ليدعوه للخروج معهم ليجربوا مطعم الوجبات السريعة الجديد، يعود بعدها متأخرا للمنزل بعد أن أكل وجبة الهمبرجر مع طبق البطاطس المقلي والمشروب الغازي الكبير،يطلع على فروضه المدرسية بعبث و على عجل ويعود ليكمل لعبته حتى يغلبه النوم

وائل نموذج ينطبق على غالبية طلبة اليوم، ولا تختلف يوميات الطالبات كثيرا عن يوميات وائل، باستثناء عدم وجود حصص رياضية لهن، ونتيجة لأسلوب حياة وائل المعروف بالسمنة والمشاكل الصحية المترتبة عليها، وهذه ظاهرة منتشرة بشكل كبير في مدارسنا وتعد مؤشرا خطيرا على صحة جيلنا الواعد. وأود أن أعيد التأكيد أن هذه الظاهرة ليست محصورة في مجتمعنا فقط، بل أصبحت محل اهتمام جميع دول العالم، حيث بدأت العديد من الدول بالفعل بتنفيذ برامج وطنية لمكافحة هذه الظاهرة والحد من مرض السمنة والخمول الذي ينتشر في المجتمعات. إذ تشير الإحصائيات إلى وجود معدلات خطيرة للسمنة في المجتمعات العربية بصورة عامة وفي مختلف الفئات العمرية، حيث يصل معدل السمنة إلى ١٢-٢٥٪ لدى الأطفال في المرحلة الابتدائية، وتتضاعف هذه النسبة في سن المراهقة لتصل إلى ٢٠-٤٥٪. وبالإضافة إلى ذلك، يزداد عدد الأشخاص الذين يتناولون الطعام خارج المنزل، مما يعرضهم لتناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة ذات السعرات الحرارية العالية. كما ينتشر أيضا العادات الغذائية السلبية مثل تناول الوجبات غير الصحية والمشروبات السكرية وتجاهل وجبة الفطور والتقليل من تناول الفواكه والخضروات.

توصيات منظمة الصحة العالمية

إن نمط الحياة الخامل وغير الصحي الذي يعيشه أبناءنا من طلبة وطلبات هو نتيجة التغيرات المجتمعية المصاحبة للمظاهر العصرية في عالم اليوم  فمع توفر وسائل المواصلات الحديثة وانتشار وسائل الترفيه المتعددة والمتجددة التي تعتمد على الجلوس، من العاب إليكترونية وتلفاز، وانترنت، وتزايد المطاعم والوجبات السريعة تحديدا، انتشر معها قلة الحركة والأكل غير الصحي لدى الناشئة. فقد اظهرت دراسة حديثة قام بها الباحثون ، والتي أجريت على عينة عشوائية من طلبة وطالبات المدارس الثانوية في الرياض وجدة والدمام رصدت خلالها السلوكيات الحياتية لدى تلك الفئة العمرية، أن نسبة كبيرة من العينة غير نشيطين بما يكفي لتعزيز الصحة حسب توصيات منظمة الصحة العالمية للنشاط البدني الضروري للحفاظ على الصحة، وخاصة لدى الفتيات، فعلى سبيل المثال ٩١ ٪ من الفتيات في العينة يقضين ساعتين فأكثر في الأنشطة الخاملة مثل مشاهدة التلفاز، بينما ٢٢ ٪ فقط منهن يقمن بأنشطة حركية متوسطة الشدة وهذا أمر يدعو للقلق الكبير خاصة مع ازدياد نسبة السمنة وزيادة الوزن لدى كامل العينة واتباع اسلوب التغذية غير الصحي. وكما هو معروف فإن الخمول وقلة النشاط البدني والعادات الغذائية السيئة هي أحد الأسباب المؤدية للسمنة، والسمنة وقلة النشاط البدني هي من أهم عوامل الخطر للإصابة بالأمراض غير السارية مثل السكري وأمراض القلب والشراين وبعض أنواع السرطان.

قلة النشاط البدني

ان قلة النشاط البدني لا تؤثر على الصحة البدنية للنشء فحسب، بل إن الدراسات الحديثة بينت أثرها على الصحة العقلية كذلك فهناك علاقة قوية بين انخفاض النشاط البدني الذي يمارسه الطفل وبين انخفاض القدرات العقلية مثل القدره على الفهم والذاكرة والتحكم العقلي، وكذلك انخفاض الآداء الدراسي بالرغم من خطورة هذا الأمر وأثره على صحة النشء إلا أن الحل بسيط وممكن ولكنه يتطلب العمل على مستويات متعددة، على مستوى الفرد، والأسرة، والمجتمع، والدولة. وقد عملت جهات عديدة في الوطن العربي لوضع استراتيجية لمكافحة السمنة وتعزيز النشاط البدني ومنها الاستراتيجية العربية لمكافحة السمنة وتشجيع النشاط البدني التي كانت من توصيات المؤتمر العربي الثالث للسمنة والنشاط البدني الذي عقد في البحرين ، ومن الأهداف الاستراتيجية المقترحة والموجهة للمدارس هي تحسين البيئة المدرسية والنشاطات التعليمية المتعلقة بتعزيز النشاط البدني والتغذية الصحية عند طلبة المدارس، والاستفادة من المدرسة والإمكانات المتوافرة فيها لتعزيز ممارسة النشاط البدني والتغذية الصحية عند الطلبة، وأولياء الأمور وبقية أفراد المجتمع. بالإضافة إلى زيادة مشاركة الطلبة والمدرسين وأولياء الأمور في ايجاد حلول عملية لتشجيع النشاط البدني والسلوكيات الغذائية الصحية. وقد اقترحت الاستراتيجية آليات بسيطة وعملية للتطبيق. فعلى سبيل المثال، أحد الآليات المقترحة إدماج نشاطات وبرامج لتعزيز النشاط البدني والتغذية الصحية في الخطة الصحية المدرسية وكذلك إدماج مفاهيم ومعلومات ومهارات تتعلق بالنشاط البدني والتغذية الصحية والوزن الصحي في المواد المدرسية ذات العلاقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى