الصناعات التراثية في الإمارات
إن تقدم الإمارات في الوقت الحاضر وتربعها في الصفوف الأولى بين الدول المتقدمة ليس وليد اللحظة بل نتاج لعمل وجهد غزير طوال سنوات مرت ، ونظرا لتنوع البيئة في دول الإمارات واختلافها بين الصحراوية والساحلية والجبلية نجد اختلاف وتنوع كبير في الصناعات الحرفية التراثية والتي يخدم كل منها بيئته وسكانه ، وبرع المواطن في استغلال المواد الأولية في البيئة المحيطة به وتطويعها لخدمته وتطوير حياته ، وكان للرجل والمرأة مشاركة بارزة في تلك الصناعات التراثية القديمة .
صناعات وحرف تراثية في الإمارات :
– صناعة التلي : حرفة قديمة مارستها المرأة في الإمارات قديما ، وتعرف هذه الحرفة باسم تلي بوادل ، وتلي بتول ، والتلى عبارة عن شريط مزركش وملون بالأبيض والأحمر ، مع خيوط فضية ، ويصنع التلي باستخدام الكوجة ، وهي أداة معدنية تستخدم للتطريز تتكون من قاعدة على شكل قمعين بهما حلقتين لتثبيت وسادة دائرية يلف عليها الخيط الذهبي أو الفضي المستخدم في التطريز .
– صناعة الخوص : تعتبر الصناعة في الإمارات منتشرة بشكل كبير بسبب وفرة النخيل، حيث يتم استخدام سعف النخيل بعد جمعه وتعريضه للشمس حتى يجف، ثم يتم تنظيفه وصبغه بألوان مثل الأحمر الغامق والأخضر والبنفسجي، ويتم بعد ذلك تبليل الخوص بالماء لتسهيل تشكيله، وتشمل هذه الصناعة صناعة الخوص الحصير والسرود وهي فرش أرضية تشبه السجاد المستخدمة لتناول الطعام، وكذلك صناعة السلال والحبال والأقفاص وسجاد الصلاة وأسرة الأطفال المواليد، وكانت النساء هن أكثر المبدعين في هذه المهنة .
– صناعة السدو : كانت المرأة الإماراتية تستخدم آلة يدوية تشبه النول في السابق لصنع النسيج بأشكال هندسية جميلة وألوان متعددة. وكان السدو يستخدم في صناعات مختلفة مثل العشيرية، وهي سجادة كبيرة تتألف من أربعة أجزاء طولية وتستخدم كفواصل للخيام لفصل مجالس الرجال والنساء، أو لتقسيم الخيمة إلى عدة غرف، وغالبا ما تتميز بالألوان الحمراء والخضراء، وتصنع عادة من صوف الجمال الخشن. والساحة هي قطعة فنية مستطيلة توضع على ظهر الجمال، مزينة بنقوش وخطوط متعرجة .
– صناعة الطين : والمقصود بها صناعة الفخار، وهي واحدة من أقدم صناعات الإمارات القديمة، واستخدمت في تصنيع أواني الطعام مثل الجرار والقدور وأواني الشرب. يتم استخدام الطين لتشكيل هذه الأواني ثم جفافها وحرقها في أفران مخصصة. ومن الطين يتم صنع عدة أواني مثل الخرس، وهو إناء كبير يستخدم لتخزين التمور أو تبريد الماء في فصل الصيف، والمدخن الذي يستخدم لوضع العود والبخور، والمصب المستخدم في صناعة القهوة العربية، والتنور الذي يعتبر حفرة في الأرض يستخدم لشوي وتسوية الطعام .
– صناعة السفن : بسبب طول الساحل الإماراتي وارتباط الحياة بالخليج كمصدر رزق أساسي من العديد من الموارد مثل الصيد واستخراج اللؤلؤ والتجارة، كان من المنطقي والضروري ظهور صناعة السفن منذ القدم وتطورها على مر السنين، إضافة إلى توفر المواد الخام اللازمة لهذه الصناعة، ومن هنا تعددت أنواع السفن في الإمارات وشملت القلافة والسنبوك والجالبوت والبتيل واللنج والعصماء وغيرها .
– صناعة الجابول : حزام النخل هو حزام من الحبل يستخدمه متسلقو النخل لحماية أنفسهم من السقوط، وعادة ما يصنع من ليف النخيل بعد نقعه في الماء وتجفيفه، ثم يفتل ليشكل يدويا على هيئة حبال طويلة، ويغطى بالقماش ليشكل جديلة .
– صناعة حفظ الأسماك : هذه صناعة قديمة نشأت بسبب الحاجة البيئية لسكان الإمارات، نظرا لتوافر المناطق الساحلية الواسعة على ساحل الخليج العربي وكميات كبيرة من الأسماك. وبسبب عدم توفر طرق لحفظ الأسماك في الماضي، اضطر سكان الإمارات إلى تمليح وحفظ الأسماك حتى يحتاجون إليها، وتخزينها في أواني محكمة الإغلاق لمنع تلفها لفترة طويلة. وبناء على ذلك، اكتسبت فئة كبيرة من الصيادين خبرة في حفظ الأسماك واستخدام بعض الأنواع المعروفة مثل سمك القباب والكنعد والجيذر .
كما يمكنك الاطلاع على مقالات أخرى :
رجل الاعمال الاماراتي سيف أحمد الغرير
مجموعة سيف الغرير
بنك دبي … Dubai Bank