السفير فوزان سابق .. عميد الدبلوماسية السعودية
فوزان بن سابق بن فوازن الفوزان، من عشيرة آل عثمان، هو أحد أبناء قبيلة الدواسر التي استوطنت في بلاد نجد، وهو أحد رجال الملك عبد العزيز الذي حظي بثقته العالية، حيث تم تكليفه بمهام سياسية ودبلوماسية من قبل الملك، حيث وثق فيه الملك المؤسس وعينه نائبا له في بلاد الشام، ثم وزيرا مفوضا في القاهرة، وما زالت إنجازاته وأعماله الدبلوماسية والسياسية تخدم المملكة السعودية وولائه لحكام المملكة يجلبان الاحترام والتقدير، ويذكره المؤرخون والباحثون كأحد رجال الدولة المخلصين .
نشأته وتعليمه :
وليد فوزان بن سابق بن عثمان بن فوزان العثماني، ولد في مدينة البريد بالقصيم عام 1265 هـ – 1859 م. بدأ فترة تعليمه الأولية في بلدته بريدة، حيث تلقى تعاليم وحفظ مبادئ القرآن الكريم من قبل شيوخ وعلماء بلدته. ثم انتقل إلى مدينة الرياض لمواصلة تعليمه واكتساب المعرفة، وكان من شيوخه هناك الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ال الشيخ. واستمر في السعي للحصول على المعرفة حيث انتقل إلى الزبير ثم الكويت، ودرس على يد الشيخ أمين الشنقيطي. ثم انتقل إلى العراق، وبعد ذلك انتقل إلى الهند للحصول على المعرفة من خلال تعليم الشيخ حسن خان. ولكن لم يتمكن من ذلك، فاضطر إلى أخذ المعرفة من الشيخ نذير حسين، وهو محدث هندي .
بعد ذلك، عاد إلى مدينة بريدة في المملكة العربية السعودية لاستكمال تعليمه وحفظه للقرآن الكريم. حيث استفاد من المعرفة في العلوم العربية والتوحيد والتفسير والفقه الإسلامي .
بداية الدبلوماسية :
بعد تعيين الملك عبد العزيز الملك مندوبا وسفيرا في القاهرة، قام السفير فوزان، الذي كان معروفا سابقا بمكانته العلمية والأدبية، بنشر وتعريف المعتقد السعودي بين علماء مصر. وأظهر لهم وعرفهم المعتقد السعودي الذي يتبع المنهج الإسلامي المعتدل، وأنهم ينتمون إلى مذهب أهل السنة والجماعة في الأصول والفروع، ويتبعون مذهب الإمام أحمد بن حنبل .
بقي السفير فوزان قائم بأعمل المفوضية في مصر مدة 12 عاما , وظل هناك مدة تصل الى 30 عام , ليأخذ لقب عميد السلك الدبلوماسي , حيث نال ثقة الملك عبدالعزيز , وأصبحت له مكانة عند الملك , الذي يكن بالنسبة له موظف عادي . انما كان يعامل كشخص له مكانته العلمية في المجتمع , وبما يليق مع اخلاصه وتفانيه في خدمة بلاده .
مهام الدبلوماسية :
في عام 1310 هـ – 1902م، قام الشيخ فوزان بالاتصال بالملك عبدالعزيز بعد دخوله للرياض، حيث شارك معه في معركة جراب في عام 1333 هـ – 1915م .
في عام 1340 هـ – 1921 م، عين الملك عبد العزيز آل سعود وكيلا له في بلاد الشام، حيث كانت سوريا تحت الانتداب الفرنسي، وعرف بوكيل عظمة سلطان نجد .
في عام 1344 هـ – 1925 م قام الملك عبد العزيز بالسماح للشيخ فوزان بالسفر من الشام إلى مصر، حيث تم تكليفه بالعمل والإشراف على مملكة الحجاز .
سيرته التجارية :
عندما كان فوزان سابقا طالبا للعلم في بداية حياته، استفاد من رحلته العلمية في مختلف البلدان وتعرف على طبائع الشعوب وعاداتهم المختلفة. تعرف على متطلباتهم ونمط حياتهم في كل بلد زاره. استنتج من ذلك مجال نشاطه التجاري وبدأ في تجارة بيع وشراء الأبل والخيول. كان يشتري الخيول من أسواق نجد ويعرضها للبيع في بلاد الشام والعراق ومصر. اشتهرت تجارته وانتشر صيته في مجال تجارة الخيول. أصبح واحدا من أكبر تجار الخيول العربية الأصيلة. زادت حركة تجارته وانتقلت من الشام والعراق إلى مصر وتوسعت حتى وصلت إلى ليبيا. في ذلك الوقت، كان معروفا باسم أمير العقيلات .
وفاته :
ولد فوزان، سابق آل عثمان، في مدينة بريدة بالقصيم في ٱلمملكة ٱلعربية ٱلسعودية عام 1265 هـ -1859 م، بدأ حياته كطالب للعلم، ثم سافر وانتقل إلى بلاد عديدة، حافظ على القرآن ونال العلم من أيادي كثير من المشايخ والعلماء الجلاء، ثم عمل في المجال الدبلوماسي وقدم الكثير لخدمة بلاده، وكان من الصحاب الثقة لواة وحكام المملكة السعودية، حاز على لقب عميد الدبلوماسية، وعمل في أمور تجارة الإبل والخيل ونجح فيها وذاع صيته وتجارته، احيل للتقاعد عام 1367 هـ-1948 م، وذلك بناء على طلبه من الملك عبد العزيز، وكان عمره في ذلك الوقت يبلغ 90 عاما، وقبل وفاته وفي عام 1373 سافر السفير فوزان إلى المملكة لأداء فريضة الحج وواجه الملك عبد العزيز في مدينة الطائف، حيث كان هذا هو آخر لقاء بينه وبين الملك عبدالعزيز، وفي يوم السبت الموافق الرابع من شهر جمادى ٱلأول عام 1373 هـ الموافق التاسع من شهريناير عام 1954 م قام الشيخ فوزان ليتوضأ ويصلي، وعندما انتهى من الوضوء وبدأ في الصلاة أصيب باغماءة وتوفي رحمه الله .