السر وراء قتل الخيول عندما تكسر ساقها
تعد الخيول رفيقة مقربة للبشر منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث اعتمد الإنسان عليها بشكل كامل كوسيلة للتنقل والسفر من مكان إلى آخر، ويرجع ذلك إلى ذكاء الخيول الذي سهل التواصل بينها وبين البشر، وكذلك سرعتها المميزة التي تميزها عن باقي الحيوانات التي كانت تستخدم في نقل الإنسان من قبل .
الخيل لم تكن مجرد وسيلة للتنقل لدى البشر، بل كانت أيضاً تستخدم في الحروب ونقل الأشخاص والبضائع وفي الأنشطة التي تتطلب مجهود بدني كبير، ولذلك يتم حساب قوة وسرعة أي جهاز إلكتروني بوحدة قياس تسمى “الحصان”، وهذا يدل على قوة وسرعة الخيل .
ومع ذلك، يوجد شيء غريب يمكن أن يثير دهشة البعض، وهو أن الخيول يتم قتلها إذا تم كسر ساقها، ولفهم السبب وراء ذلك،يجب علينا أولاً التعرف على تشريح ساق الخيل .
تشريح ساق الخيل
تعرف أنواع الخيول بسرعتها الفائقة حيث أنها في بعض الاحيان لا تلمس الأرض من شدة السرعة ، وقد يحتوي ساق الخيل على 80 عظمة ولا تمتلك أي عضلات تحت ركبتها ، وعلى الرغم من ان هذا التكوين المميز يمنحها قوة وسرعة خارقة ، إلا أنه في حالة كسر ساقها يصبح من المستحيل التئامها مرة اخرى ، وهذا لان جميع العظام تتحول إلى فتات صغيرة للغاية.
تعتمد الخيول بشكل أساسي على حوافرها ودورة الدم التي تمر في أجسامها بأكملها، لذلك عندما تتوقف الخيل عن الحركة، يتأثر دوران الدورة الدموية في جسمها بالكامل، مما يؤثر على مختلف أعضاء جسدها .
وتشير العديد من الأبحاث المتخصصة في مجال الطب البيطري أن وزن جسد الحصان البالغ يتراوح ما بين 450 كيلو غرام إلى 1000 كيلو غرام ، مما يجعل من الصعب جداً على ساق الحصان السليمة أن تتحمل كل هذا الوزم ، مما سيؤدي في الأخير إلى إصابته بالتهاب المفاصل والغضاريف التي من الممكن أت تؤدي إلى بتر ساق أخر .
إضافة إلى ما سبق، يزيد امتلاك الخيل لعدد كبير من العظام من مأساوية وضعف احتمالية علاج الخيل عند تعرضه للكسر. حيث يؤدي كسر العظام إلى إصابة جلد الخيل بتمزقات بالغة التي يمكن أن تؤدي إلى نزيف حاد .
لماذا يعد علاج كسر ساق الخيل أمرًا صعبًا؟
بعد كل ما ذكرناه في الفقرات السابقة، يمكننا الآن معرفة السبب الرئيسي وراء صعوبة شفاء كسور الساق لدى الخيول، ولكن هناك سببين آخرين يعدان من أهم الأسباب أيضًا
أولا، الخيول لا تستطيع الوقوف ساكنة لفترات طويلة، ومهما حاول الفريق الطبي التحكم في ذلك بربط الحصان أو ما شابه، فقوتها ستجعلها تتحرك، مما يعني استحالة التئام الكسور الموجودة في ساق الخيل، والتي ستحتاج إلى وقت طويل جدا من الراحة.
بالإضافة إلى ذلك، تكون تكاليف هذا العلاج مرتفعة جدا، وبعد دفع هذه المبالغ الطائلة، يظل احتمالية شفاء الحصان ضعيفة جدا. وفي حالة شفاء الحصان وتئام عظامه، ستنمو العظام بشكل ملتو تماما، مما يزيد احتمالية حدوث كسر جديد في نفس المكان بشكل كبير جدا. وبالإضافة إلى ذلك، سيعاني الحصان أيضا من آلام شديدة جدا عندما يحاول التحرك على الساق التي تم علاجها من الكسر .
يمكن أن يرون الأطباء المختصون، استنادًا إلى ما سبق، أن قتل الخيول التي تعاني من كسر في ساقها، هو خيار أكثر رحمة بكثير من علاجها، ويمكن للخيل أن تتم إعدامها عن طريق متخصصين وتكون الخطوة الأولى هي إعطاء الخيل جرعة كبيرة من المخدرات حتى لا يشعر بأي ألم .