السبعة المكثرين من رواية الحديث
تختلف الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في ما نقلوه عن النبي صلى الله عليه وسلم وسنة النبوة الشريفة، ويرجع ذلك لسببين. السبب الأول هو اختلاف قدرتهم في الحفظ، والسبب الثاني هو اختلاف مدة ملازمتهم للنبي صلى الله عليه وسلم. قال الأئمة المحدثون إن معيار زيادة في رواية الحديث هو الألف حديث عند الجمع. وقد وجد أن سبعة من الصحابة هم الأكثرون في رواية أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ويطلق عليهم السبعة الكبار في الرواية، وهم:
1) الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه :- عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني كان اسمه مختلفا وأشتهر بكنيته، ونسب إليه النبي صلى الله عليه وسلم اسم عبد الرحمن وكنية أبا هريرة لأنه شاهده يلهو بقطة صغيرة. هاجر من اليمن إلى المدينة عام فتح خيبر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد استخلفه على المدينة المنورة أثناء الغزوة. كان أبو هريرة يلازم النبي صلى الله عليه وسلم وكان رضي الله عنه شديد الحفظ، إذا سمع شيئا حفظه هو من السبعة المكثرين بالرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه 5374 حديثا. دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالحفظ، وروى عنه أكثر من ثمانمائة صحابي وتابعي، وتوفي بالمدينة في سنة 58 هجرية عن عمر يناهز 78 عاما .
2) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :- – هو عبد بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رباح العرشي العدوي، وهو يلقب بأبي عبد الرحمن، وهو ابن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخته إم المؤمنين حفظة بنت عمر رضي الله عنها. ولد في العام الثالث من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم وهو صغير لم يبلغ الحلم. هاجر قبل أبيه، ولم يشهد معركة بدر لأن النبي صلى الله عليه وسلم أستصغره فرده. كان يلازم النبي صلى الله عليه وسلم بشدة، وكان يحرص بشدة على اتباع السنة النبوية، ولا يأكل طعاما إلا ومعه يتيم من السبعة المكثرين لرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى 2630 حديثا. توفي في مكة عام 73 هجرية عن عمر 84، وهو أصح الأسانيد عنه سلسلة الذهب، وروى عنه مالك عن نافع عن ابن عمر .
3) أنس بن مالك رضي الله عنه :- أنس بن مالك بن النضير بن ضمضم الأنصاري الخزرجي، والملقب بأبي حمزة، هو خادم النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء به أمه لخدمة النبي وهو في العاشرة من عمره. دعا له النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: “اللهم بارك له في ماله وولده وأطل عمره واغفر ذنبه”. وكان أنس بن مالك آخر الصحابة المتوفين في البصرة، وروى 2286 حديثا، وأخرج له الشيخان 318 حديثا، وروى الإمام البخاري 80 حديثا والإمام مسلم 70 حديثا، وتوفي بعد أن تجاوز المائة عام في عام 93 هجرية .
4) أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما :- هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، التي كان أبوها من أفضل الناس عند الرسول عليه الصلاة والسلام، وكانت صاحبة الرسول في الغار، وكانت أول خليفة للمسلمين، وكان الرسول يكنيها بـ`أم عبد الله` لشدة ملازمة عبد الله بن الزبير لها، وكان لديها ابنة اختها اسمها أسماء بنت أبي بكر، ولدت في العام الرابع من البعثة وأسلمت وهي صغيرة، وخطبها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ودخل بها المدينة، ولم يتزوج بكر سواها، ونزل القرآن يبرئها بعد حادث الإفك، كانت صوامة وقوامة، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ٢٢١٠ حديثا، وتوفيت في سنة ٥٤ هجرية ودفنت في البقيع، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه .
5) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، وهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم من أمه لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية، وشقيق أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وولد قبل الهجرة بثلاث سنوات، وأسلم وهو صغير، وسافر مع أبيه عام الفتح وشهد مع الرسول فتح مكة والطائف وحنين وحجة الوداع، وحظي بقرب من النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم باللهم فقهه في الدين، ولقب بحبر الأمة وترجمان القرآن، وأثنى عليه الصحابة الكرام وشهدوا له بالعلم الغزير، وبلغ مجموع رواياته 1660 حديثا، وأخرج له الإمام البخاري والإمام مسلم 234 حديثا، وتوفي بالطائف سنة 68 هجرية .
6) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما :- – جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام السلمي الأنصاري، الملقب بأبي عبد الله، هو الشخص الذي شهد مع والده بيعة العقبة الثانية، وشهد جميع الغزوات باستثناء غزوة بدر وأحد. كان حريصا على سماع الأحاديث النبوية وسافر إلى الشام للاستماع إلى حديث من عبد الله بن أنيس، وكان من بين القلة الذين يحفظون الحديث. وقد روى 1540 حديثا، وكان له حلقة في المسجد النبوي الشريف حيث يتم الاستفادة من علمه. توفي في المدينة سنة 78 هجرية عن عمر يناهز 94 عاما، وكان آخر الصحابة الذين توفوا في المدينة .
7) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:- هو سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، يلقب بـأبو سعيد الخدري، وهو أحد الخمسة الذين بايعوا النبي مع العهد بأنهم لا يأخذون لومة لائم في سبيل الله. كان أفقه أحداث الصحابة وأفضلهم فهما للحديث، حيث روى 1170 حديثا، وقد قام الشيخان بجمعهما. وتوفي في السنة 74 هجرية عن عمر يناهز 86 عاما .