الزعيم أحمد بن بلة اول رئيس جزائري بعد الاستقلال
أحمد بن بلة هو الزعيم الذي تولى رئاسة الجزائر بعد استقلالها عن الاحتلال الفرنسي. استمرت فترة رئاسته من عام 1963 حتى 1965، وقدم جهودا عظيمة للحصول على استقلال الجزائر. شارك في تأسيس جبهة التحرير الوطني عام 1954، وشارك أيضا في إشعال الثورة التحريرية، وبالتالي أصبح رمزا وقائدا للثورة الجزائرية. واصل بن بلة رئاسة الجزائر حتى تم الإطاحة به في انقلاب من قبل وزير الدفاع هواري بومدين. وكان بن بلة مناضلا ثوريا وسياسيا ملتزما بحقوق الإنسان، وكان شخصية عربية مخلصة لدعم القضايا العربية .
سيرته :
ولد بن بلة في مدينة مغنية جنوب وهران عام 1916 من عائلة بسيطة يرجع أصلها لمراكش ، وبدأ تعليمه في زاوية لتعليم القرآن ثم تلقى دراستة الإبتدائية الفرنسية ثم الإعدادية بمدينة تلمسان ، وفي عام 1937 وحتى عام 1940 التحق بن بلة في الجيش الفرنسي للخدمة العسكرية الإلزامية ، وتدرج في المناصب العسكرية ونال وسام صليب الحرب .
ولد بن بلة في مدينة مغنية جنوب وهران عام 1916 من عائلة بسيطة يرجع أصلها لمراكش ، وبدأ تعليمه في زاوية لتعليم القرآن ثم تلقى دراستة الإبتدائية الفرنسية ثم الإعدادية بمدينة تلمسان ، وفي عام 1937 وحتى عام 1940 التحق بن بلة في الجيش الفرنسي للخدمة العسكرية الإلزامية ، وتدرج في المناصب العسكرية ونال وسام صليب الحرب .
تم استدعاء بن بلة مرة أخرى للمشاركة في حرب الفرنسيين والحلفاء ضد ايطاليا وألمانيا ضمن مجموعة من المغاربة ، وضمن الكتيبئة الخامسة للقناصين حيث حمل برتبة رقيب أول ثم مساعد ، كما اشترك في معركة مونتي كاسينو ، وقد قلده الجنرال ديغول الميدالية العسكرية بعد تحرير روما عام 1944 ، وهو أعلى وسام في فرنسا وقد كان الوحيد الذي نال هذا الوسام .
كان بن بلة مهتمًا بالرياضة وكان بطلاً في سباق العدو على مسافة 400 متر، وكما لعب في فريق كرة القدم لنادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي حيث عرض عليه الاحتراف ولكنه رفض وعاد إلى الجزائر، كما لعب لنادي الاتحاد الرياضي لبلدية مغنية .
نضال بن بلة لاستقلال الجزائر :
توالت مجازر الفرنسيين بالجزائر عام 1945 في سطيف وخراطة وعدة مدن جزائرية ، مما أثر فيه ودفعه للالتحاق بصفوف الحركة الوطنية واشترك في حزب الشعب الجزائري ، وحركة انتصار الحريات الديمقراطية بقيادة مصالي الحاج ، ثم انتخب مستشارا لبلدية مغنية حيث عمل جاهدا لخدمة الشعب ومحاربة الاستعمار .
انضم بن بلة إلى مجموعة المنظمة الخاصة حيث انتقل إلى العاصمة، وبدأ الإعداد لثورة مسلحة. وكان مسؤولًا عسكريًا يقود ما يقارب خمسة آلاف مقاتل جزائري، ثم أصبح أحد القادة التسعة للجنة الثورية للوحدة والعمل التي فجرت ثورة التحرير في عام 1954 .
بعد سنوات من النضال، اكتشف الفرنسيون المنظمة السرية التي كان ينتمي إليها بن بلة ورفاقه، وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، ولكنه تمكن من الهروب في عام 1952 من سجن البليدة وانضم إلى آيت أحمد وخيضر في مكتب القاهرة، وشكلوا جبهة التحرير في الخارج. بعد هروبه، سافر بن بلة إلى فرنسا بوثائق سفر مزورة، وتم حل المنظمة السرية هناك، واستمر في السفر حتى وصوله القاهرة، حيث التقى بجمال عبد الناصر وتباحث معه لتوريد السلاح للجزائريين .
بجانب توريد السلاح للجزائر كان بن بلة يقوم بالتدريب العسكري وتجنيد الجزائريين بين طلاب الأزهر ، وهنا أصبح بن بلة يشكل خطرا على الإستعمار الفرنسية مما دفعها للسعي لإغتياله مرتين الأولى بالقاهرة والأخرى في طرابلس بليبيا ، وبذلك أصبح بن بلة قائدا لثورة الفاتح الجزائرية عام 1954 بقيادة حزب جبهة التحرير الوطني .
في عام 1958 أعلن تأسيس حكومة جزائرية مؤقتة في المنفى ، ترأس المجلس الوزاري فرحات عباس وكان بن بلة ومحمد بوضياف نائبيين لرئيس الحكومة ، وفي عام 1959 بدأت المفاوضات بين جبهة التحرير والجنرال ديغول ، وبعد العديد من المفاوضات بين الطرفين تم التوصل لإتفاقيات إيقيان ، وتم البدء بوقف إطلاق النار في 1962 ، وتم الإفراج عن القادة المسجونين وبن بلة ، ثم الإستقلال عام 1962 .
تولى بن بلة رئاسة الجزائر في عام 1962، ومنذ ذلك الحين بدأ العمل الدؤوب لإدخال الجزائر إلى المجتمع الدولي، فانضمت الجزائر إلى منظمة الأمم المتحدة في عام 1963، وبدأت الجزائر في دعم حركات التحرير في دول عدة مثل جنوب أفريقيا وزيمبابوي وأنغولا .
الانقلاب على بن بلة :
استمرت العلاقة طيبة بين ن بلة حتى انعقاد مؤتمر حزب جبهة التحرير عام 1964 ، وظهور الخلافات بينهما والصراع على السلطة ، ثم عمل بومدين على الحشد والتخطيط للإطاحة ببن بلة بعيدا عن السلطة حتى تم اعتقاله والإنقلاب عليه من قبل بومدين ، وقد تم الحكم على بن بلة بالسجن لخمسة عشر عاما .
استمر احتجاز بن بلة حتى وصول الشاذلي بن جديد للسلطة، حيث تم وضع بن بلة تحت الإقامة الجبرية في مسيلة، بعد أن أصدر له عفو ثم تم إطلاق سراحه في عام 1980 ومغادرته الجزائر. بعد ذلك، استمر بن بلة في نشاطه السياسي في ظل الاختلافات السياسية التي تشهدها الجزائر، حتى تولى عبد العزيز بوتفليقة الحكم ودعمه المصالح السياسية، مما دفع بن بلة لدعمه وعودته للجزائر، وقد قام أيضا بإقناع جبهة الإنقاذ بترك السلاح، وشارك في الدفاع عن حقوق بعض المتوبين وفقا للاتفاقات الموقعة مع النظام الجزائري .