الرواية هي أحد فنون الأدب النثري الذي يقوم بالاعتماد على الأسلوب السردي، والتي تتشابه فيما بينها وبين القصص ولكنها أطول من القصة والتي تكون عبارة عن مجموعة كبيرة من الأحداث المترابطة والمتتالية يجسدها عدد من الأشخاص ما بين الأشخاص الأساسية والثانوية، وغالباً ما تستغرق تلك الأحداث وقتاً زمنياً طويلاً على مدار عمر البطل أو أعمار أكثر من متتابعة، وقد كانت النشأة الأولى للرواية العربية بمصر نتيجة ما عاصره الوطن العربي من أزمات ثقافية، اجتماعية، وسياسية.
نشأة الرواية العربية
بعد انتهاء الحكم العثماني واستقلال مصر من الاحتلال الفرنسي، بدأ العرب يتعرضون للثقافة والأدب الغربي، وبدأوا في تأليف القصص وترجمتها إلى العديد من اللغات، وقام رفاعة الطهطاوي بتأليف كتابه “تلخيص الإبريز في تلخيص باريز”، والذي عرض به رحلته في باريس بأسلوب السرد القصصي، وقد اعتبره الباحثون حجر أساس في نشأة الرواية التعليمية بالأدب الحديث، ومن بين الكتب الأكثر مبيعا في العالم والتي تصنف كرواية عربية هي:
-
شَرَف: صنع الله مسعود هو الكاتب الذي كتب هذه الرواية التي تنتمي إلى أدب السجون. يعرض الكاتب في هذه الرواية ما يتعرض له المسجون من ظلم وما يترتب عليه من أبعاد إنسانية وأحيانا افتراء. يتمثل ذلك في حالات توقيع عقوبات طويلة الأمد. صدرت هذه الرواية عام 1997.
- ثلاثية غرناطة: رواية غرناطة ليست رواية واحدة، بل هي ثلاث روايات كتبتها الكاتبة (رضوى عاشور)، وتحكي عن حياة الناس الذين بقوا في غرناطة بعد سقوط الأندلس وخيبة آمالهم وتطلعاتهم.
- ساق البامبو: ساق البامبو” هي واحدة من الكتب الأكثر مبيعا في العالم، وهي رواية للروائي الكويتي (سعود السنوسي) والذي اختار البطل في روايته (هوزيه مندوزا بالفلبينية) وهو عيسى راشد الطاروف، ابن أم فلبينية ووالد كويتي، الأمر الذي جعله يواجه صعوبات وتحديات في المجتمع الكويتي، وقد حصلت هذه الرواية على جائزة البوكر العربية، وعرضت في عام (2016م) على شاشات التلفزيون الكويتي.
- في قلبي أنثى عبرية: إنها واحدة من أشهر وأنجح الروايات والكتب التي تمت كتابتها في بدايات القرن الحادي والعشرين، وقد كتبتها الدكتورة (خولة حمدي)، وتحكي قصة فتاة يهودية اعتنقت الإسلام، وتتحدث عن القصة المؤثرة لفتاة مسيحية وشاب مسلم وكيف يتعاملون مع الاختلافات الدينية التي تحول دون حبهما.
أكثر الروايات العالمية مبيعاً بالعالم
لا تقتصر الكتب الأكثر مبيعا في التاريخ على اللغة العربية فقط، بل هناك العديد من الروايات العالمية الأجنبية التي حققت نجاحا كبيرا وحظيت باهتمام قرائها، سواء القديمة أو الحديثة، حيث تتميز بأحداث غنية وبراعة في سرد الشخصيات. ومن بين تلك الروايات:
مائة عام من العزلة
تم تأليف هذه الرواية بواسطة (غابرييل غارسيا ماركيز)، وهي رواية عالمية أمريكية إسبانية حازت على جائزة نوبل في عام (1982م). تم ترجمتها بعد ذلك إلى العديد من اللغات المختلفة. في هذه الرواية، يحكي الكاتب قصة عائلة تدعى (أوريليانو) التي استمرت سيرتها لمدة عشرة عقود تقريبا. يتناول الكاتب فيها العائلة التي كانت تهتم بالغواية، ولم يكن هناك فردان أو اثنان فقط يمارسون هذه الهواية، بل جميع رجال العائلة ونسائها. قدم الكاتب مزيجا من الواقع والخيال، ووصف المشاكل والتحديات التي واجهتها الأشخاص الطيبون والأشرار في العائلة، واختتم الرواية بأحداث غير متوقعة للقارئ.
أريد ساقاً أقف عليها
تم تصنيفها كرواية اجتماعية، تروي أحداثا حقيقية وتجربة شخصية للكاتب نفسه، وهو الدكتور البريطاني أوليفر ساكس، طبيب الأعصاب. يعبر الكتاب عن معاناته من المرض وتجربته الشخصية فيه من خلال الجانب الإنساني والدور الكبير للعوامل النفسية في عملية التعافي، ويتحدث عن الصعوبات النفسية والصحية التي واجهها أثناء رحلته لتسلق الجبال، حيث فقد الشعور بساقه وتأثر بها.
الرواية تنقسم إلى جزئين، الأول يتحدث فيه الكاتب عن تجربته المؤثرة والملهمة بأسلوب أدبي سخي ورصين، ويتضمن العديد من المصطلحات الطبية التي لم تؤثر على تدفق أحداث الرواية، أما الجزء الثاني والأخير فيميل إلى الطابع العلمي، حيث يتناول الطبيب الرواية من الناحية الاجتماعية والعلمية، نتيجة للتحولات المتتالية في الحياة، ويقدم الأساليب الأمثل للتعامل معها.
رواية الغجرية
هي رواية إسبانية تم تأليفها من قبل الروائي (ثربانتس)، وتتناول قصة فتاة يتم تربيتها وتبنيها من قبل سيدة غجرية عجوز تدعى (بريثيوسا)، وتروي الرواية مغامرات تلك الفتاة وما تعيشه. في هذه الرواية، يتبين أن جميع أفراد القبيلة الغجرية، سواء الإناث أو الذكور، هم أبناء لصوص نشأوا وتربوا بنفس الطريقة التي نشأ بها والديهم. تعلموا فنون السرقة والتجسس بمهارة عالية واعتمدوها كمهنة لكسب العيش. ومن بين هؤلاء الأفراد السابقة وصفهم السيدة الغجرية العجوز، وقد اعتزلت السرقة واللصوصية وبدأت تعتني بفتاة صغيرة تدعى بريثونا، واعتبرتها كأنها حفيدتها، حيث علمتها فنون السرقة وجميع أساليبها حتى أصبحت واحدة من أمهر الغجر وأكثرهم براعة، وتتوالى الأحداث في الرواية.
قواعد العشق الأربعون
قام بتأليف تلك الرواية العالمية التي تمكنت من تحقيق نجاح عظيم في كلاً من الوطنين العربي والغربي الروائية التركية (أليف شافاق) والتي ولدت عام (1971م) مما يدل على مدى حداثة الرواية، ولدى الكاتبة مقدرة على الكتابة باللغتين الإنجليزية والتركية ببراعة وخبرة، ولمدى النجاح الذي حققته الرواية تم ترجمتها إلى ثلاثين لغة مختلفة، والتي تهتم بمسألة التصوف الديني لدى المسلمين.
تدور أحداث الرواية فيما بين زمنين مختلفين أحدهما يتعلق بالماضي والذي يعود لى القرن الثالث عشر الميلادي وأبطال ذلك الزمان هم الشاعر الصوفي الإسلامي (جلال الدين الرومي)، والمرشد الروحي والعاشق له (شمس الدين التبريزي)، وكيف نشأت محبتهما في عشق الله ومحبته التي يجدانها في كي مكان وكل موقف.
بينما العصر أو الزمن الثاني تنصب أحداثه على الكاتبة الأمريكية المتزوجة ولديها أبناء ولكنها تعيش حياة بائسة وتعيسة بسبب الروتين والبعد في العلاقة بينها وبين زوجها، وقد تأثرت بقصة الشاعر جلال الدين الرومي ورفيقه شمس الدين التبريزي أثناء رحلتهما في البحث عن الروح والحب، وقد حاولت البحث مثلهما ولكن من خلال شبكة الإنترنت، وبالفعل تتمكن من إيجاده ولكن النهاية لن تكون كما كانت تتمنى.
ومن أشهر حكم وأقوال الشاعر المتصوف (جلال الدين الرومي): لا تكن حزينا، فكل ما تفقده سيعود إليك بشكل مختلف”، “الوداع لا يحدث إلا لمن يعشق بعينيه، أما من يحب بروحه وقلبه فلن يكون هناك انفصال أبدا”، “ما تسعى للعثور عليه سيسعى للعثور عليك.