الحكمة من مشروعية صلاة الاستخارة
يشعر الإنسان في بعض الأحيان بالحيرة وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في حياته. ولذلك، شرع الله سبحانه وتعالى صلاة الاستخارة، التي يستخدم فيها العبد الدعاء لربه ليختار الله ما هو أفضل بالنسبة له. وقد نصح الرسول صلى الله عليه وسلم باستخدام هذا الدعاء للجوء إلى الله في جميع الأمور، وتبدو الحكمة في مشروعية هذه الصلاة عظيمة بما تحمله من خير للإنسان.
ما هي الاستخارة
يعني مفهوم الاستخارة في اللغة طلب الخيرة في الشيء ، وتعرف اصطلاحا بمعنى طلب الاختيار ، ولذلك فإن صلاة الاستخارة تكون من أجل طلب تحديد الخير من الشر للأمر الواقع فيه الإنسان في حيرة ؛ حيث أنه لا يستطيع تحديد ما يمكن أن يكون خير له ، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة كيفية الاستخارة ومدى أهميتها في كافة الأمور الحياتية لأن الله تعالى هو الأعلى والأعلم بكل شي.
الحكمة من مشروعية صلاة الاستخارة
تتجلى حكمة صلاة الاستخارة في العديد من الأمور المهمة، من بينها:
تعمل صلاة الاستخارة على تحقيق معنى العبادة للمولى عزّ وجل ؛ حيث أنها تتضمن الخضوع له واليقين في قدرته وإظهار الضعف بين يديه من خلال استعطافه سبحانه وتعالى وطلب الخيرة منه ، وهو ما يحقق مفهوم التوحيد لله الواحد القهار ؛ حيث أن الله تعالى خلق الإنس والجن بهدف العبادة والتوحيد ، وقد قال الله تعالى في سورة الذاريات “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)”
صلاة الاستخارة تعني الوصول إلى معنى الإيمان، حيث تعتبر إقرارا بأن الله تعالى هو الذي يحكم كل شيء ويعلم الأمور الخفية في السماوات والأرض. وبالتالي، يمكن لله سبحانه أن يختار الخير لعباده. هذا يؤكد توحيده كربوبيته، كما قال في سورة الأنعام: `وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين` (59)
تشير صلاة الاستخارة إلى ثقة العبد بالله والرضا بقضائه في كل الأحوال ، وفي ذلك توكل على الله تعالى والاطمئنان لاختياره واليقين في الحصول على أفضل الأمور ، وبذلك تطمئن القلوب وتستريح النفوس وتطرد الهموم والضعف والخوف ، وفي ذلك تحقيق لأحد أركان الإيمان وهو الرضا بقضاء الله تعالى دون خوف أو شك
أداء صلاة الاستخارة يؤدي إلى الحصول على توفيق من الله تعالى، وإذا قدر الله التوفيق لعبده، يكون قد حصل على نعمتين وهما استجابة الله تعالى لدعائه. هذا يدل على صلاح العبد بإذن الله تعالى، والنعمة الثانية هي الحصول على توفيق من الله في الأمر الذي استخار فيه، وبالتالي الوصول إلى الخير والتوجيه الصحيح بدلا من الهلاك أو الضياع نتيجة سوء الاختيار.
كيفية صلاة الاستخارة
يتم أداء صلاة الاستخارة في خطوات متتالية، حيث تبدأ بالوضوء المعروف للصلاة. ثم يتم توجيه النية قبل بدء الصلاة. بعد ذلك، يبدأ الشخص في أداء صلاة اثنتين من الركعات. من السنة أن يقرأ سورة الكافرون في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية. بعد الانتهاء من الصلاة، يتم التسليم. ثم يتوجه الشخص إلى الله، مستحضرا عظمته وقدرته، ويقوم بقراءة الدعاء الذي يبدأ بحمد الله تعالى والثناء عليه. ثم يذكر صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. من الأفضل أيضا ذكر الصلاة الإبراهيمية في التشهد. بعد ذلك، يتم قراءة دعاء الاستخارة الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي النهاية، يتذكر صيغة صلاة على النبي كما ذكرت في بداية الدعاء.