الحكم العطائية مكتوبة
ما هي الحكم العطائية
إن الحكم العطائية هي كتاب من كتب الوعظ الذي كان على المنهج الصوفي، ولم يخل من تأثير الصوفية في إشارات التوحيد، وتم في الحكم العطائية شرح أسس الطريقة على المذهب الخاص بهم، وإن ابن عطاء الله الذي كتب هذه الحكم العطائية كان أحد رؤوس الشاذلية، وهو من فروع الصوفية، وتمت طباعة الحكم العطائية في كتاب يحتوي على 31 صفحة، وكانت الحكم العطائية من أروع وأبدع ما كتب في الحكم بالإضافة إلى المواعظ، وعلما أن هذا الكتاب يحتوي على 264 حكمة، وتتضمن هذه الحكم شرح الطرق التي تساهم في تنمية النفس بالإضافة إلى تطورها نحو درجات الكمال والتقدم الروحي.
ابن عطاء الله السكندري وتصوفه
يقول النص: إن ابن عطاء الله السكندري هو من علماء التصوف، وينسب إلى الطريقة الشاذلية الصوفية. وذكر الحافظ ابن حجر في كتابه “الدرر الكامنة” أن أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله تاج الدين الإسكندراني الشاذلي، صاحب الشيخ أبا العباس المرسي ومن أنصار الشاذلية. وقد كتب مناقبه ومناقب شيخه، وكان يتحدث باسم الصوفية في زمانه وهو ممن قام على الشيخ تقي الدين ابن تيمية، وتناول هذا الموضوع بشكل كبير. وكان يتحدث إلى الناس وله في ذلك العديد من الكتب، وتوفي في نصف جمادى الآخرة سنة 709 هـ في المدرسة المنصورية كهلا، وكانت جنازته حافلة. وقد وصفه الذهبي بأنه كان له جلالة عجيبة ووقع في النفوس ومشاركة في الفضائل، وكان يتحدث بالجامع الأزهر فوق كرسي بكلام يروح النفوس، ومزج كلام القوم بآثار السلف وفنون العلم فكثر أتباعه وكانت عليه سيما الخير. وقد ذكره الزركلي في كتابه “الأعلام” بأن أحمد بن محمد بن عبد الكريم، أبو الفضل تاج الدين، ابن عطاء الله الإسكندري متصوف شاذلي، من العلماء، كان من أشد خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية، وله تصانيف منها: “الحكم العطائية في التصوف”، و”تاج العروس في الوصايا والعظات”، و”لطائف المنن في مناقب المرسي وأبي الحسن”. وينسب إليه كتاب “مفتاح الفلاح”، ولكنه ليس من تأليفه.
متن الحكم العطائية مكتوبة
صاغ ابن عطاء الله السكندري، أحد علماء الصوفية، مجموعة الحكم العطائية، وهي مجموعة من الحِكَم الصوفية الشهيرة
- من علامات الاعتماد على العمل هو فقدان الأمل عند وجود الأخطاء.
- يجب أن تكون إرادتك في التخلص من الرغبات الخفية مع تركيزك على الله، وإرادتك في التخلص من الأسباب مع التركيز على الله يؤدي إلى انحطاط من الهمة العالية.
- سَوَابِقُ الهِمَمِ لا تَخْرِقُ أَسْوارَ الأَقْدارِ.
- لا تقم بعمل ما قام به شخص آخر لصالحك إذا كان قد قام به بالفعل.
- يعد اجتهادك فيما يمنح لك وتقصيرك فيما يُطلب منك دليلاً على ضَعْف بصيرتك.
- عدم تأخر عملية العطاء مع الالحاح في الدعاء يجعل يأسك غير مبرر، فهذا يضمن لك الاستجابة فيما يختاره الله لك، ليس فيما تختاره أنت لنفسك. وهذا يحدث في الوقت الذي يريده الله، ليس في الوقت الذي تريده أنت.
- لا تشككن في الوعد بعدم وقوع الموعود، حتى لو استغرق الأمر بعض الوقت، حتى لا يؤثر ذلك سلبًا على تفكيرك ويخمد نور ضميرك.
- إذا فَتَحَ لَكَ وِجْهَةً مِنَ التَّعَرُّفِ فَلا تُبْالِ مَعَها إنْ قَلَّ عَمَلُكَ. فإِنّهُ ما فَتَحَها لَكَ إلا وَهُوَ يُريدُ أَنْ يَتَعَرَّفَ إِليْكَ؛ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ التَّعَرُّفَ هُوَ مُوْرِدُهُ عَلَيْكَ والأَعْمالَ أَنْتَ مُهديها إلَيهِ. وَأَينَ ما تُهْديهَ إلَيهَ مِمَّا هُوُ مُوِرُدهُ عَلَيْكَ ؟!
- تَنَوَّعَتْ أَجْناسُ الأَعْمالِ لَتَنَوُّعِ وارِداتِ الأَحْوالِ.
- الأعمال صور قائمة، وروحها وجودُ سر الإخلاص فيها.
- اختبئ في أرض الخخمول ودفن وجودك هناك، لأن ما لم يدفن لا ينبت ولا يحمل ثماره.
- لا يفيد القلب شيئًا مثل العزلة التي يدخل فيها حقل فكرة.
- كَيْفَ يُشْرِقُ قَلْبٌ صُوَرُ الأَكْوَانِ مُنْطَبِعَةٌ فِى مِرْآَتِهِ ؟، أمْ كَيْفَ يَرْحَلُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُكَبَّلٌ بِشَهَوَاتِهِ ؟ أَمْ كَيْفَ يَطْمَعُ أَنْ يَدْخُلَ حَضْرَةَ اللهِ وَهُوَ لَمْ يَتَطَهَّرْ مِنْ جَنَابَةِ غَفَلاَتِهِ ؟أَمْ كَيْفَ يَرْجُو أَنْ يَفْهَمَ دَقَائِقَ الأَسْرَارِ وَهُوَ لَمْ يَتُبْ مِنْ هَفَوَاتِهِ ؟
- الكون كله مظلم، وإنما ينيره ظهور الحق فيه، فمن رأى الكون ولم يشهد فيه أو عنده أو قبله أو بعده فقد نقص من وجود الأنوار، وحجبت عنه شموس المعارف بسبب سحب الآثار .
- يدل على وجود قهر الله سبحانه وتعالى أنه حجب عنك ما ليس بوجوده معه.
- كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي أَظْهَرَ كُلَّ شَيءٍ! كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ بِكُلِّ شَيءٍ! كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ فِي كُلِّ شَيءٍ!كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ لِكُلِّ شَيءٍ! كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الظّاهِرُ قَبْلَ وُجودِ كُلِّ شَيءٍ! كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ أَظْهَرُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ! كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الواحِدُ الَّذِي لَيْسَ مَعَهُ شَيءٌ! كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ أَقْرَبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ! وكَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَلولاهُ ما كانَ وُجودُ كُلِّ شَيءٍ! يا عَجَباً كَيْفَ يَظْهَرُ الوُجودُ في العَدَمِ! أَمْ كَيْفَ يَثْبُتُ الحادِثُ مَعَ مَنْ لَهُ وَصْفُ القِدَمِ!
- مَنْ يُرِدْ أَنْ يَحْدُثَ شيئًا خلافَ ما أَظْهَرَه الله في الوقت المناسب، فلن يتبقى لديه أيّ جهلٍ.
- تحيل أعمالك على وجود فراغ في روعات نفسك.
- – لا تطلب منه أن يخرجك من حالة لكي يستخدمك في شيء آخر، فإذا أراد ذلك لاستخدمك دون الحاجة إلى إخراجك.
- ما أَرادَتْ هِمَّةُ سالِكٍ أَنْ تَقِفَ عِنْدَ ما كُشِفَ لَها إلا وَنادَتْهُ هَواتِفُ الحَقيقةِ: الَّذي تَطْلُبُ أَمامَكَ. وَلا تَبَرَّجَتْ ظَواهِرُ المُكَوَّناتِ إلا وَنادَتْهُ حَقائِقُها: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ.
- طلبك منه اتهام وطلبك منه غياب وطلبك من غيره قلة حيائك منه وطلبك من غيره وجود بعدك عنه.
- كل نفس لها مصير يقرره الله وحده.
- لا تَتَرَقَّبْ فَرَاغَ الأَغْيَارِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَقْطَعُكَ عَنْ وُجُودِ المُراقَبَةِ لَهُ فِيمَا هُوَ مُقِيمُكَ فِيهِ.
- لا تَسْتَغْرِبْ وُقُوعَ الأَكْدَارِ، مَا دُمْتَ فِي هَذِهِ الدَّارَ، فَإِنَّهَا مَا أَبْرَزَتْ إِلا مَا هُوَ مُسْتَحَقُّ وَصْفِهَا وَوَاجِبُ نَعْتِهَا.
- لا يتوقف مطلبك من ربك، ولا يُيَسَّر مطلبك من نفسك.
- من علامات النجاح الحقيقي هو الرجوع إلى الله في بداية الأمر.
- مَنْ أَشْرَقَتْ بِدايَتُهُ أَشْرَقَتْ نِهايَتُهُ.
- كل ما يتم وضعه في أسرار الغيب يظهر في شهادة الأشياء الظاهرة.
- هناك فرق بين الاستدلال بواسطة شيء والاستدلال عليه. الاستدلال بواسطة يعرف الحق لأهله، ويؤكد وجوده. والاستدلال عليه يعني عدم الوصول إليه، وإلا فمتى يغيب حتى يتمكنوا من استدلاله؟ ومتى يحدث بعد ذلك حتى يكون الآثار هي التي توصل إليه؟
- لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ}: الواصِلونَ إلَيْهِ. {مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ}: السّائِرونَ إلَيْهِ.
- اهْتَدَى الرَّاحِلُونَ إِلَيْهِ بَأَنْوَارِ التَّوَجُّهِ ، وَالْوَاصِلُونَ لَهُمْ أَنْوَارُ الْمُوَاجَهَةِ ، فَالأَوَّلُونَ لِلأَنْوَارِ ، وَهَؤُلاَءِ الأَنْوَارُ لَهُمْ ؛ لأَنَّهُمْ للهِ لاَ لِشَىْءٍ دُونَهُ {قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ.
- تَشَوُّفُكَ إلى ما بَطَنَ فيكَ مِنَ العُيوبِ خَيْرٌ مِنْ تَشَوُّفِكَ إلى ما حُجِبَ عَنْكَ مِنَ الغُيوبِ.
- الْحَقُّ لَيْسَ بِمَحْجُوبٍ، وَإِنَّمَا الْمَحْجُوْبُ أَنْتَ عَنِ الْنَّظَرِ إِلَيْهِ، إِذْ لَوْ حَجَبَهُ شَيْءٌ – لَسَتَرَهُ ماحَجَبَهُ، وَلَوْ كَانَ لَهُ سَاتِرٌ – لَكَانَ لِوُجُوْدِهِ حَاصِرٌ، وَكُلُّ حَاصِرٍ لِشَيْءٍ – فَهُوَ لَهُ قَاهِرٌ {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}.
- اخرج من أوصاف بشريتك، وابتعد عن كل وصف يتعارض مع عبوديتك، لتكون مجيبًا لنداء الحق وقريبًا من حضرته.
- أصْلُ كُلَّ مَعْصِيَةٍ وَغَفْلَةٍ وَشَهْوَةٍ الرَّضَا عَنِ النَّفْس، وأصْلُ كُلَّ طَاعِةٍ وَيَقَظَةٍ وَعِفَّةٍ عَدَمُ الرَّضَا مِنْكَ عَنْها. ولأنْ تَصْحَبَ جَاهِلاً لا يَرْضَى عَن نفسِه خيرٌ لكَ مِن أنْ تَصْحَبَ عَالِماً يرضى عَنْ نَفْسِه. فأيُّ عِلْمٍ لعَالِمٍ يَرْضَى عَنْ نفسِه؟! وَأيُّ جَهْلٍ لجَاهِلٍ لا يَرْضَى عَنْ نَفْسِه؟!.
- يشهد لك شعاع البصرية بقربه منك، وتشهد لك عين البصرية بعدم وجوده، ويشهد لك حق البصرية بوجوده، لا بعدمه ولا وجوده.
- الله كان ولا شيء معه، وهو الآن كما كان.
- لا تتجاوز نية همتك إلى ما هو خارجها، فالكريم لا تتجاوزه الآمال.
- لا ينبغي أن ترفع حاجة على غيرك إذا كان هو المورد لها عليك، فكيف سيتمكن غيرك من رفع ما وضعه المورد الأصلي؟، ومن لا يستطيع رفع حاجته الخاصة كيف يمكنه أن يكون قادرًا على رفع حاجة غيره؟
- إنْ لم تحسِّنْ ظنَّكَ بهِ لأجلِ وَصْفِهِ، فحَسِّنْ ظنَّكَ بهِ لأجْلِ معاملتِهِ مَعَكَ، فهَلْ عوَّدكَ إلاَّ حَسَنًا؟ وهَلْ أسدى إليْكَ إلاّ مِننًا؟.
- العَجَبُ كُلُّ العَجَبِ مِمَّنْ يَهْرُبُ مِمَّنْ لا انْفِكاكَ لَهُ عَنْهُ، وَيَطْلُبُ ما لا بَقاءَ لَهُ مَعَهُ (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور.
- لا تتنقل من كون إلى آخر لتصبح كالحمار الذي يدور حول الرحى، فهو يسير ويعود إلى نفس المكان الذي انطلق منه، ولكن انطلق من الأشكال الظاهرية إلى المكونات الأساسية، واعلم أن العودة هي إلى ربك.
- لا تصاحب أحداً لا يُعزز حالتك ولا يوجهك نحو الله بكلامه.
- رُبَّمَا كُنْتَ مُسِيئًا فَأَرَاكَ الإِحْسَانَ مِنْكَ صُحْبَتُكَ مَنْ هوَ أَسْوَأُ حَالاً مِنْكَ.
- مَا قَلَّ عَمَلٌ بَرَزَ مِنْ قَلْبٍ زَاهِدٍ ، وَلاَ كَثُرَ عَمَلٌ بَرَزَ مِنْ قَلْبٍ رَاغِبٍ.
- حسن الأعمال هو نتيجة حسن الحالات، وحسن الحالات هو تحقق في مقامات الإنزال.
- لا تَتْرُكِ الذِّكْرَ لِعَدَمِ حُضورِكَ مَعَ اللهِ فيهِ ، لِأَنَّ غَفْلَتَكَ عَنْ وُجودِ ذِكْرهِ أَشَدُّ مِنْ غَفْلتِكَ في وُجودِ ذِكْرِهِ. فَعَسى أَنْ يَرْفَعَكَ مِنْ ذِكْرٍ مَعَ وُجودِ غَفْلةٍ إلى ذِكْرٍ مَعَ وُجودِ يَقَظَةٍ، وَمِنْ ذِكِرٍ مَعَ وُجودِ يَقَظَةٍ إلى ذِكِرٍ مَعَ وُجودِ حُضورٍ، وَمِنْ ذِكِرٍ مَعَ وُجودِ حُضورٍ إلى ذِكِرٍ مَعَ وُجودِ غَيْبَةٍ عَمّا سِوَى المَذْكورِ، {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ
- مِنْ عَلَامَاتِ مَوْتُ الْقَلْبِ عَدَمَ الْحُزْنِ عَلَىَ مَا فَاتَكَ مِنَ الْمُوَافِقَاتِ، وَتَرْكُ الْنَّدَمِ عَلَىَ مَافَعَلَهُ مِنْ وُجُوْدِ الْزَلّاتِ.
- لا يَعْظُمِ الذَنْبُ عِنْدَكَ عَظَمَةً تَصُدُّكَ عَنْ حُسْنِ الظَّنِّ باللهِ تَعالى، فإنَّ مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ اسْتَصْغَرَ في جَنْبِ كَرَمِهِ ذَنْبَهُ.
- ليست صغيرة عندما تواجه عدلًا، ولا كبيرة عندما تواجه فضلًا .
- لا عَمَلَ أَرْجى لِلْقُلوبِ مِنْ عَمَلٍ يَغيبُ عَنْكَ شُهودُهُ ويُحْتَقَرُ عِنْدَك وُجودُهُ.
- إِنَّمَا أَوْرَدَ عَلَيْكَ الْوَارِدَ لِتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ وَارِدًا.
- أَوْرَدَ عَلَيْكَ الْوَارِدَ لِيَتَسَلَّمَكَ مِنْ يَدِ الأَغْيَارِ ، وَلِيُحَرِّرَكَ مِنْ رِقِّ الآَثَارِ.
- سأذكر لك ما ورد لي حتى يخرجك من سجن وجودك إلى فضاء شهودك .
- الأنْوارُ مَطايا القُلوبِ وَالأَسْرارِ.
- يعتبر النور جندًا للقلب، تمامًا كما تعتبر الظلمة جندًا للنفس، وإذا أراد الله أن ينصر عبده، فسيمده بجنود الأنوار وسيقطع مدد الظلم والأغيار.
- النُّورُ لَهُ الْكَشْفُ ، وَالْبَصِيرَةُ لَهَا الْحُكْمُ ، وَالْقَلْبُ لَهُ الإِقْبَالُ وَالإِدْبَارُ .
- لا تفرحك الطاعة لأنها برزت منك، بل افرح بها لأنها برزت من الله إليك، كما جاء في القرآن الكريم: `قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ`.
- قطع السائرين والواصلين إليه عن رؤية أعمالهم وشهود أحوالهم، وذلك لأن السائرين لم يتحققوا الصدق مع الله فيها، والواصلون لأنه غيبهم بشهوده عنها.
- ما بَسَقَتْ أَغْصانُ ذُلٍّ إلّا عَلى بَذْرِ طَمَعٍ.
- مَا قَادَكَ شَيْءٌ مِثْلُ الْوَهْمِ .
- أنت حر فيما تريد وتختار، ولكنك تصبح عبدًا لما تطمح إليه.
- من لم يتقرب إلى الله بمحاسن الإحسان، سيُقيّد به في سلاسل الاختبار.
- مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النِّعَمَ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِزَوالِها، وَمَنْ شَكَرَها فَقَدْ قَيَّدَها بِعِقالِها.
- خَفْ مِنْ وُجُودِ إِحْسَانِهِ إِلَيْكَ وَدَوَامِ إِسَاءَتِكَ مَعَهُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً لَكَ ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
- مِنْ جَهْلِ الْمُرِيدِ أَنْ يُسِىءَ الْأَدَبَ فَتُؤَخَّرُ الْعُقُوْبةُ عَنْهُ، فَيَقُوْلُ: لَوْ كَانَ هَذَا سُوَءُ أَدَبٍ لَقَطَعَ الإمْدَادَ ، وَأَوْجَبَ الإِبْعَادَ ، فَقَدْ يَقْطَعَ المَدَدَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا مَنْعَ المَزِيدِ ، وَقَدْ يُقَامُ مَقامَ البُعدِْ وَهُوَ لَا يَدْرِي ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا أَنْ يُخَلِّيَكَ وَمَا تُرِيدُ
- إِذَا رَأَيْتَ عَبْدًا أَقَامَهُ اللهُ تَعَالَى بِوُجُودِ الأَوْرَادِ ، وَأَدَامَهُ عَلَيْهَا مَعَ طُولِ الإِمْدَادِ فَلاَ تَسْتَحْقِرَنَّ مَا مَنَحَهُ مَوْلاَهُ ؛ لأَنَّكَ لَمْ تَرَ عَلَيْهِ سِيمَا الْعَارِفِينَ ، وَلاَ بَهْجَةَ الْمُحِبِّينَ ، فَلَوْلاَ وَارِدٌ مَا كَانَ وِرْدٌ.
- هناك أشخاص يقومون بخدمة الحق وآخرون يتميزونبمحبة الله، وكل هؤلاء يحصلون على عطاء من الله، ولا يحرم أحد من عطاء الله.
- نادرًا ما تأتي الوحيات الإلهية فجأة، حتى لا يدعي الناس وجود الاستعداد لها.
- إذا وجدت شخصًا يجيب عن كل سؤال، ويعبر عن كل شهادة، ويتذكر كل شيء علمه، فهذا يدل على جهله .
- جعل الله الدار الآخرة مكانًا لجزاء عباده المؤمنين، لأن هذه الدار لا تتسع لما يريد أن يعطيهم، ولأنها محطة نهائية لأقدارهم، وليس هناك دار بقاء فيها.
- إذا وجد شخص ثمار عمله عاجلاً، فهذا يدل على قبوله في المستقبل .
- إذا أردت أن تعرف مدى قدرتك عليه، فانظر في ماذا يقيمك.
- إذا أنعم الله عليك بالطاعة والثراء بفعلها، فاعلم أنه قد وهبك نعمة ظاهرة وباطنة.
- خَيْرُ مَاتَطْلُبُهُ مِنْهُ مَا هُوَ طَالِبُهُ مِنْكَ .
- عدم الارتقاء بالطاعة بعد فقدانها يعتبر إحدى علامات الغرور والتكبر.
- مَا الْعَارِفُ مَنْ إِذَا أَشَارَ وَجَدَ الْحَقَّ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ إِشَارَتِهِ ، بِلِ الْعَارِفُ مَنْ لاَ إِشَارَةَ لَهُ لِفَنَائِهِ فِي وُجُودِهِ وَانْطِوَائِهِ فِي شُهُودِهِ.
- الرَّجَاءُ مَا قَارَنَهُ عَمَلٌ، وَإِلاَّ فَهُوَ أُمْنِيةٌ.
- مطلب العارفين من الله هو الصدق في العبودية والقيام بحقوق الربوبية.
- بَسَطَكَ كيْ لا يُبْقِيَكَ مَعَ القَبْضِ وَقَبَضَكَ كَيْ لا يَتْرُكَكَ مَعَ البَسْطِ وَأَخْرَجَكَ عَنْهُمَا كَيْ لا تَكُونَ لَشَيءٍ دُونَهُ.
- الْعَارِفُونَ إِذَا بُسِطُوا أَخْوَفُ مِنْهُمْ إِذَا قُبِضُوا ، وَلاَ يَقِفُ عَلَى حُدُودِ الأَدَبِ فِى الْبَسْطِ إِلاَّ قَلِيلٌ.
- تحصل النفس من البسط على حظها في الفرح، ولكن لا يوجد حظ للنفس في القبض.
- قد يعطيك الله ثم يمنعك، وقد يمنعك ثم يعطيك.
- عندما يُتيح للإنسان فهم المنع، يعود المنع ليصبح مصدرًا للعطاء.
- تتميز الأكوان بظاهرها الخارجي بالغموض وباطنها بالعبرة، حيث ترى النفس الظاهر الغامض، ويرى القلب العبرة الداخلية.
- إذا كنت تريد أن يكون لك عز لا ينتهي، فلا تعتمد على عز ينتهي.
- الطي الحقيقي هو أن تقلل مسافة الدنيا عن نفسك حتى ترى الآخرة أقرب إليك من نفسك.
- العطاء من الخلق يؤدي إلى حرمان، والمنع من الله هو إحسان.
- طلب ربنا أن يعامل العبده نقدًا ليجازيه على سوء فعله.
- إن كفاية جزائه تجاهك بالنسبة للطاعة هي أن يرضيك عنها .
- يكفي العاملين جزاءً ما هو فاتح على قلوبهم في طاعته، وما هو مورده عليهم من وجود مؤانسته.
- مَنْ عَبَدَهُ لِشَىْءٍ يَرْجُوهُ مِنْهُ ، أَوْ لِيَدْفَعَ بِطَاعَتِهِ وُرُودَ الْعُقُوبَةِ عَنْهُ فَمَا قَامَ بِحَقِّ أَوْصَافِهِ.
- إذا أعطاك شخص شهادته ببراءتك، أو منعك شهادتك بالقهر، فإنه في كلتا الحالتين يعرفك ويقدم لطفه لك.
- المنع يؤلمك فقط لأنك لا تفهم به الله.
- ربما يوفر لك الله فرصة الطاعة، ويمكن أن يكون الخطيئة هي السبب في تحقيق القبول.
- مَعْصِيَةٌ أَورَثَتْ ذُلاً وافْتِقاراً خَيرٌ مِنْ طاعَةٍ أوْرَثَتْ عِزّاً وَاسْتِكْباراً.
- هناك نعمتان لا يمكن لأي شيء أن يتجاوزهما، ويجب على كل شخص أن يشعر بهما: نعمة الوجود، ونعمة الإمداد.
- أنتَعَمَ عليك أولاً بالعثور، وثانياً بالمزيد من الإمداد .
- فَاقَتُك لَكَ ذَاتِيَّةٌ ، وَوُرُودُ الأَسْبَابِ مُذَكِّرَةٌ لَكَ بِمَا خَفِيَ عَلَيكَ مِنْهَا والفَاقَةُ الذَّاتِيَّةُ لا تَرْفعُهَا العَوَارِضُ.
- خَيْرُ أَوْقَاتِكَ وَقْتٌ تَشْهَدُ فِيهِ وُجُودَ فَاقَتِكَ ، وَتُرَدُّ فِيهِ إِلَى وُجُودِ ذِلَّتِكَ.
- إذا شعرت بالوحدة من خلق الله، فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الرفقة والسعادة.
- إذا طلبت، فاعلم أنه يريد أن يعطيك.
- العَارِفُ لا يَزُولُ اضْطِرَارُهُ وَلاَ يَكُونُ مَعَ غَيْرِ اللّهِ قَرَارُهُ.
- أَنَارَ الظَّوَاهِرَ بِأَنْوَارِ آَثَارِهِ ، وَأَنَارَ السَّرَائِرَ بِأَنْوَارِ أَوْصَافِهِ؛ لِأَجْلِ ذَلِكَ أفَلَتْ أَنْوَارُ الظَّوَاهِرِ، وَلَمْ تَأْفَلْ أَنْوَارُ القُلُوبِ وَالسَّرَائِرِ ؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ : إِنَّ شَمْسَ النَّهَارِ تَغْرُبُ باللَّيْلِ وَشَمسُ القُلُوبِ لَيْسَتْ تَغِيبُ.
- ليُخَفِّفْ أَلمَ البَلاءِ عَلَيْكَ عِلْمُكَ بِأَنَّهُ سُبْحانَهُ هُوَ المُبْلي لَكَ. فَالَّذي واجَهَتْكَ مِنْهُ الأقْدارُ هُوَ الَّذي عَوَّدَكَ حُسْنَ الاخْتِيارِ.
- من يعتقد أن انحراف لطفه عن قدره، فذلك بسبب ضعف نظره .
- لا تخشى أن تضيع الطريق، ولكن الخوف هو يأتي من هيمنة الهوى عليك.
- يُثنى على الله الذي يحفظ سر الخصوصية في ظل ظهور الجنس البشري، ويظهر عظمته الربانية في إظهار العبودية.
- لا تطلب من ربك تأخير مطلبك، بل اطلب من نفسك تأخير أدبك.
- إذا جعلك الله مطيعًا لأمره في الظاهر ومستسلمًا لقهره في الباطن، فقد أعظم النعمة عليك.
- ليس كل من تم تخصيصه يكتمل تخليصه.
- لا يَسْتَحْقِرُ الوِرْدَ إلا جَهولٌ. الوارِدُ يُوْجَدُ في الدّارِ الآخِرَةِ، وَالوِرْدُ يَنطَوي بانْطِواءِ هذِهِ الدّارِ. وأَوْلى ما يُعْتَنى بِهِ: ما لا يُخْلَفُ وُجودُه. الوِرْدُ هُوَ طالِبُهُ مِنْكَ، وَالوارِدُ أنْتَ تَطْلُبُهُ مِنْهُ. وَأيْنَ ما هُوَ طالِبُهُ مِنْكَ مِمّا هُوَ مَطْلَبُكَ مِنْهُ؟!.
- وُرودُ الإمْدادِ بِحَسَبِ الاسْتِعْدادِ.
- إن الغافل هو من ينظر إلى ما يقوم به، وأمّا العاقل فهو من ينظر إلى ما يفعله الله به.
- إن العباد والزهاد يشعرون بالوحدة والاستنكار من كل شيء بسبب غيابهم عن الله في كل شيء، فإذا شاهدوه في كل شيء، لم يشعروا بالوحدة من أي شيء.
- أمرك في هذا المكان بالنظر إلى مكوناته، وسيكشف لك في تلك المكان عن كمال ذاته.
- عَلِمَ مِنكَ أَنَّكَ لاَ تَصْبِرُ عَنْهُ، فَأَشهَدَكَ مَا بَرَزَ مِنهُ.
- عندما يعرف الحق منك وجود الملل ، يحثك على الطاعات. وعندما يعرف وجود الشره فيك ، فسيخيرك بين إقامة الصلاة والتخلي عنها ، ليكون همك إقامتها وليس وجودها. فليس كل من يصلي يحافظ على صلاته.
- الصلاة هي التطهير للقلوب وطردًا لأدنى الخطايا، وهي مدخل لباب الغيوب.
- الصلاة هي مكان المناجاة ومصدر التطهير؛ حيث تتسع ميادين الأسرار وتشرق شوارق الأنوار. وإذ تدرك وجود الضعف فيك، تقلل من أعدادها، وتعرف حاجتك إلى فضله، فيكثر إمدادها .
- عندما تطلب تعويضًا عن عمل ما، يجب أن يتم الطلب بوجود الصدق فيه، وأن يكون المريب هو وجدان السلامة.
- لا تطلب عوضًا عن عمل لم تقم به، فكافة المكافآت التي تتلقاها عن عملك يجب أن تكون مستحقة.
- إذا أراد أن يظهر فضله عليك، سيصف خصالك ويشير إليها.
- لا توجد نهاية لتسبيحاتك إذا رجعتها إليك، ولا تفرغ تمجيداتك إذا أظهر الله جوده عليك.
- كن متعلقًا بأوصاف ربوبيتك ومتحققًا من أوصاف عبوديتك
- يمنع مَنَعَكَ من الادعاء بما ليس لك من حقوق المخلوقين، فهل يجوز لك الآن الادعاء بوصفه وهو رب العالمين؟.
- كيف يمكنك تحقيق العوائد إذا لم تتمكن من تحقيق العوائد بنفسك؟.
- لا يهم وجود الطلب، بل يهم أن تكون مطرودًا بسبب سوء الأدب.
- ما يُطلب لك بالإكراه، ولا يأتيك مثل الذل والحاجة، ولا يسارع إليك الهدايا مثل الخضوع والفقر.
- لَوْ أَنَّكَ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ إِلاَّ بَعْدَ فَنَاءِ مَسَاوِيكَ وَمَحْوِ دَعَاوِيكَ لَمْ تَصِلْ إِلَيْهِ أَبَدًا ؛ وَلَكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَصِّلَكَ إِلَيْهِ غَطَّى وَصْفَكَ بِوَصْفِهِ ، وَنَعْتَكَ بِنَعْتِهِ ، فَوَصَلَكَ إِلَيْهِ بِمَا مِنْهُ إِلَيْكَ ، لاَ بِمَا مِنْكَ إِلَيْهِ .
- لولا ستر الله لم يكن هذا العمل مقبولًا.
- أنْتَ إلى حِلْمِهِ إذا أَطَعْتَهُ أَحْوَجُ مِنْكَ إلى حِلْمِهِ إذا عَصَيْتَهُ.
- السَّتْرُ عَلَى قِسْمينِ: يطلب العامة من الله الستر في المعصية والستر فيها، خوفًا من فقدان مكانتهم في نظر المجتمع، في حين يطلب الخاصة الستر عن المعصية خوفًا من عقاب الله وفقدان مكانتهم في نظر الله.
- من كرمك فقد أكرم فيك ستره الجميل، فالحمد لله الذي سترك، والحمد ليس لمن أكرمك وشكرك.
- لم يرافقك إلا من يرافقك، وهو يعرف عيوبك، وهذا لا يمثل إلا مولاك الكريم.
- لو تمكنت من رؤية نور اليقين، لرأيت الآخرة أقرب إليك من الرحيل إليها، ولرأيت جمال الدنيا وهو يتلاشى بسرعة.
- مَا حَجَبَكَ عَنِ اللهِ وُجُودُ مَوْجُودٍ مَعَهُ ، وَلَكِنْ حَجَبَكَ عَنْهُ تَوَهُّمُ مَوْجُودٍ مَعَهُ
- لولا ظهوره في المكونات، لما حدث تواجد إبصار، وإذا ظهرت صفاته، ستتلاشى مكوناته.
- يكشف كل شيء لأنه الداخل، ويطوي وجود كل شيء لأنه الظاهر.
- أذن لك الله بالنظر في مكونات الكون ولم يأذن لك بالوقوف معها، حيث قال: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ}، وفتح لك باب الإدراك ولم يقل: “انظروا إلى السماء” حتى لا يشير لك بوجود الأجرام فيها.
- الكون ثابت بإثباته، وهو متغير بأحداثه .
- النّاسُ يَمْدَحونَكَ لِما يَظُنُّونَهُ فيكَ، فَكُنْ أنْتَ ذاماً لنَفسِكَ لِما تَعْلَمُهُ مِنها.
- إذا تم مدح المؤمن، فسوف يشعر بالخجل من الله تعالى ولا يرغب في وصف نفسه بأفضل منه.
- أجْهَلُ النّاسِ مَنْ تَرَكَ يَقينَ ما عِنْدَهُ لِظَنِّ ما عِنْدَ النّاسِ.
- إِذَا أَطْلَقَ الثَّنَاءَ عَلَيْكَ وَلَسْتَ بِأَهْلٍ فَأَثْنِ عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ.
- عندما يُمدح الزهاد، يتقلصون لشدة استحقاقهم للثناء من الناس، وأما العارفون، فعندما يُمدحون، يتوسعون في سعادتهم وفخرهم بما يرونه من ملك الحق.
- متى كنت إذا أعطيت بسطك العطاء، وإذا منعت قبضك المنع، فاستدل بهذا على ثبوت طفوليتك، وعدم صدقك في عبوديتك.
- إذا ارتكبت خطأ ما، فلا ينبغي أن يكون سببًا لليأس من تحقيق الاستقامة مع ربك، فقد يكون هذا هو الخطأ الأخير الذي تم تحميلك به.
- إذا أردت أن يفتح لك باب الرجاء، فاشهد ما منه إليك، وإذا أردت أن يفتح لك باب الخوف، فاشهد ما منك إليه.
- ربما يكون مفيدًا لك في ليلة القبض ما لم تستفد منه في إشراق نهار البسط. لا تعرفون أي منهم أقرب لكم فائدة.
- مَطَالِعُ الأَنَوَارِ – القُلُوبُ وَالأَسْرَارُ .
- النور هو كنز مدفون في قلوبنا، ويستمد من نور الغيوب الذي يمتد إليها بلا حدود .
- نُورٌ يَكْشِفُ لَكَ بِهِ عَنْ آثَارِهِ ، وَنُورٌ يَكْشِفُ لَكَ بِهِ عَنْ أَوْصَافِهِ .
- رُبَّمَا وَقَفَتِ الْقُلُوبُ مَعَ الأَنْوَارِ كَمَا حُجِبَتِ النُّفُوسُ بِكَثَائِفِ الأَغْيَارِ .
- يُخْفَى أسرارٌ مهمة بإظهارٍ زائف، وتُحَجَبُ الحقائق برؤيةٍ مُشَوَّشَة، لتجنب التعرض والإفشاء العلني لها والتعرض للتصوير السلبي.
- يُمدحُ الله الذي لم يجعل الدليل على أوليائه إلا في المواضع التي يدلّ عليها، ولم يُعرض عليهم الدليل إلا عندما يريد أن يعرضه عليهم.
- ربما يُظهِرَكَ اللهُ على أسرار مملكته الغيبية، ويحجب عنك النظر في أسرار العباد .
- مَنِ اطَّلَعَ عَلَى أَسْرَارِ العِبَادِ ، وَلَمْ يَتَخَلَّقْ بِالرَّحْمَةِ الإِلَهِيَّةِ كَانَ اطلاعه فتنة عليه ، وسببا لجر الوبال إليه .
- حَظُّ النَّفْسِ فِى الْمَعْصِيَةِ ظَاهِرٌ جَلِىٌّ ، وَحَظُّهَا فِى الطَّاعَةِ بَاطِنٌ خَفِىٌّ ، وَمُدَاوَاةُ مَا يَخْفَى صَعْبٌ عِلاَجُهُ.
- قد يتسلل الرياء إليك من حيث لا يراه الآخرون.
- اسْتِشْرَافُكَ أَنْ يَعْلَمَ الْخَلْقُ بِخُصُوصِيَّتِكَ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ صِدْقِكَ فِى عُبُودِيَّتِكَ.
- انظر إلى نظر الله إليك ولا تهتم بنظر الناس إليك، وكن مراقباً لاهتمام الله بك وليس لاهتمام الناس بك.
- من عرف الحق شهد له في كل شيء، ومن غاب عنه فقد فني في كل شيء، ومن أحبه لم يفضل عليه شيئًا.
- إنَّما قد حجَبَ الحقَّ عنكَ شِدَّة قُربِهِ منكَ.
- احتجب الله بسبب شدة ظهوره، وأخفاه عن الأبصار بسبب عظمة نوره.
- لا يجب أن يكون طلبك هو السبب في إعطائه، حتى لا يقل فهمك عنه، بل يجب أن يكون طلبك لإظهار العبودية والوفاء بحقوق الربوبية .
- كيف يمكن لطلبك اللاحق أن يكون سببًا في عطائه السابق؟
- جَلَّ حُكْمُ الأَزَلِ أَنْ يَنْضَافَ إِلَى الْعِلَلِ .
- اهتمامه بك لا يأتي من شيء فيك، وأين كنت عندما واجهت اهتمامه ورعايته؟ لم يكن هناك اختيار أفضل أو وجود أفضل من الإحسان والكرم والمنحة العظيمة في الأزل .
- علم الله أن الناس يترقبون ظهور سر الرعاية والإحسان، فقال: {يختص برحمته من يشاء}. وعلم أنه لو خلّاهم وتركهم لأنفسهم، لتركوا العمل واعتمدوا على الأزل، فقال: {إن رحمة الله قريبة من المحسنين}.
- كل شيء يعتمد على المشيئة ولا شيء يعتمد على شيء آخر .
- قد يدلهم الأدب على ترك الطلب والاعتماد على قسمتهم وذكرهم لمشكلتهم بدلاً من التشغيل بها .
- إنما يتم تذكير من يمكن أن ينسى وتنبيه من يمكن أن يتهاون .
- وُرُودُ الفَاقَاتِ أَعيَادُ المُرِيدِينَ.
- ربما تجد في الأفق ما لا تجده في الصوم والصلاة .
- الْفَاقَاتُ بُسُطُ الْمَوَاهِبِ.
- إِنْ أَرَدْتَ وُرُودَ الْمَوَاهِبِ عَلَيْكَ صَحِّحِ الْفَقْرَ وَالْفَاقَةَ لَدَيْكَ {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ.
- تَحَقَّق بِأَوْصَافِكَ يُمِدُّكَ بِأَوْصَافِِهِ، تَحَقَّقْ بِذَلِكَ يُمِدُّكَ بِعِزِّهِ، تَحَقَّق بِعَجْزِكَ يُمِدُّكَ بِقُدْرَتِهِ، تَحَقَّق بِضَعْفِكَ يُمِدُّكَ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ.
- رُبَّمَا رُزِقَ الْكَرَامَةَ مَنْ لَمْ تَكْمُلْ لَهُ الاسْتِقَامَةُ.
- مِنْ عَلاَمَاتِ إِقَامَةِ الْحَقِّ لَكَ فِى الشَّىْءِ : إِقَامَتُهُ إِيَّاكَ فِيهِ مَعَ حُصُولِ النَّتَائِجِ.
- إذا عبر الشخص عن إحسانه بطريقة ما، فإن الإساءة ستصمت، وإذا عبر الشخص عن إحسان الله تجاهه، فلن يصمت إذا تعرض للإساءة .
- تَسْبِقُ أَنْوَارُ الْحُكَمَاءِ أَقْوَالَهُمْ ، فَحَيْثُ صَارَ التَّنْوِيرُ وَصَلَ التَّعْبِيرُ.
- يظهر كل كلام ويتضح من خلاله حقيقة القلب الذي ينبض به.
- إذا أذن للشخص بالتعبير، سيتم فهم عباراته وإشاراته بسهولة من قبل الآخرين.
- قد تظهر الحقائق بشكل محبط، إذا لم يسمح لك بإظهارها .
- تعبيراتهم إما تعبر عن فَيَضٍ من المشاعر، أو تهديد لتوجيه المراد، فالأول يعكس حال المسلكين، والثاني يعكس حال أصحاب النفوذ والمحققين.
- تُعَدُ العبارات قوتًا لعائلة المستمعين، وليس لك إلا ما تأكله.
- ربما يعبر عن المقام من يتأمله، وربما يعبر عنه من يصل إليه، وهذا يبقى غامضاً إلا بالنسبة لمن لديه بصيرة.
- ينبغي للسالك أن لا يُعبّر عن وارداته، لأن ذلك يُقِلّ عملها في قلبه ويمنع وجود الصدق مع ربه.
- لا تقم بالتدخل في خلق الله والأخذ منهم ما لم ترهم مولاك، فإذا كنت كذلك، فخذ ما يتفق مع علمك .
- رُبّما يستحي الشخص المتعلم من طلب حاجته من سيّده، لأنّه قَدْ يكتفي بمشيئته، فكيف لا يستحي من طلبها من خَالِقِهِ؟.
- إذا واجهتك أمران متشابهان، فانظر إلى الأثقل على النفس واتبعه، لأن الشخص لن يشعر بالثقل إلا بما هو حقيقي.
- تشمل علامات اتباع الهوى السريعة للأعمال الخيرة والتقصير في القيام بالواجبات .
- يُحْصَرُ تأدية الطاعات بأوقات محددة حتى لا يعوقك التسويف عن تنفيذها، ويتم توسيع الوقت لك حتى تحتفظ بحصتك من الاختيار .
- عَلِمَ قِلَّةَ نُهُوضِ العِبَادِ إِلَى مُعَامَلَتِهِ ، فَأَوْجَبَ عَلَيْهِمْ وُجُودَ طَاعَتِهِ ، فَسَاقَهُمْ إِلَيْهِ بِسَلاَسِلِ الإِيجَابِ (عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ قَوْمٍ يُسَاقُونَ إِلَى الجَنَّةِ بِالسَّلاسِلِ).
- واجب عليك أن تطيعه، ولا يوجب عليك إلا دخول جنته .
- من يستغرب أن ينقذه الله من شهوته، ويخرجه من حالة الغفلة، فقد أعرب عن عجزه عن قدرة الله الإلهية (وكان الله على كل شيء قديرا) .
- رُبَّمَا وَرَدَتْ عَلَيْكَ الأَنْوَارُ فَوَجَدَتِ القَلْبَ مَحْشُوَّاً بِصُوَرِ الآثَارِ فَارتَحَلَتْ من حَيْثُ جَاءَتْ .
- مَنْ لَمْ يَدِرْ قدر النعم بوجودها، فإنه يدركها عندما يفقدها .
- لا تُدْهِشْكَ وَارِدَاتُ النِّعَمِ عَنِ القِيَامِ بِحُقُوقِ شُكْرِكَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يَحُطُّ مِنْ وُجُودِ قَدْرِكَ .
- تمكن الحب من القلب هو المرض الذي لا يُعالج.
- الشهوة لا تخرج من القلب إلا بسبب خوف مزعج أو شوق مقلق .
- كما أن العمل المشترك غير محبوب، فإن القلب المشترك لا يحب العمل المشترك، حيث إن العمل المشترك غير مقبول من القلب المشترك .
- هناك أضواء مصممة للدخول وأضواء مصممة للخروج .
- رُبَّمَا وَرَدَتْ عَلَيْكَ الأَنْوَارُ فَوَجَدَتِ القَلْبَ مَحْشُوَّاً بِصُوَرِ الآثَارِ فَارتَحَلَتْ من حَيْثُ جَاءَتْ .
- افرغ قلبك من الأشياء الضارة واملأه بالمعارف والأسرار.
- لا تَسْتَبْطِئْ النَّوَالَ، وَلَكِنْ اسْتَبْطِئْ مِنْ نَفْسِكَ وُجُودَ الإِقْبَالِ.
- هناك حقوق يمكن قضاؤها في بعض الأوقات، ولكن حقوق الأوقات لا يمكن قضاؤها، حيث إنه كلما مر وقت فإن لله عليك حقًا جديدًا وأمرًا ملزمًا، فكيف تقضي حق غيرك وأنت لم تقضِ حق الله فيه .
- ما فات من عمرك لا يمكن استرداده، وما حصل لك منه لا يستحق القلق .
- لم تحب شيئًا إلا كنت له عبدًا، وهو لا يحب أن تكون لغيره عبدًا.
- لا تنفعه طاعتك ولا تضره معصيتك، فإنما أمرك بهذا ونهاك عن ذاك لما يرجع إليك.
- لا يزيد عز الشخص عندما يقترب منه شخص آخر، ولا ينقص عزه عندما يبتعد عنه شخص آخر.
- إذا وصلت إلى العلم به، فإنك وصلت إلى معرفة الأمر، وإلا فسيقضي ربنا أن يتصل بشيء آخر .
- إن الاقتراب منه يعني أن تشاهده، وإلا فمن أين أنت وأين وجودك بالقرب منه.
- تظهر الحقائق بشكل مجمل عندما تتجلى، وبعد الإدراك يأتي البيان، كما قال الله عز وجل {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ عَلَيْنَا بَيَانُهُ}.
- عندما تتلقى الوحيات الإلهية، ينهار العائد الذي كسبته، كما جاء في القول: `إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها`.
- الوارد يأتي من حضرة القهار، وبالتالي لا شيء يمكن أن يصطدم به إلا أن يتحطم، بل تُلْقىالحق على الباطل فيدمغه، فإذا هو زاهق .
- كيف يتم إخفاء الحقيقة في شيء، والذي يتم إخفاؤه هو موجود وظاهر؟.
- لا تيأس من قبول عمل لا يتضمن الأشخاص الذين ترغب في العمل معهم، فربما سيتيح لك العمل فرصًا لم تكن تتوقعها.
- لا تُزَكِّيَنَّ وَارِداً لا تَعْلَمُ ثَمَرَتَهُ، فَلَيْسَ المُرَادُ مِنَ السَّحَابَةِ الإِمْطَارَ، وَإِنَّمَا المُرَادُ مِنْهَا وُجُودُ الأَثْمَارِ الإِثمار .
- لا تَطْلُبَنَّ بَقَاءَ الوَارِداتِ بَعْدَ أَنْ بَسَطَتْ أَنْوَارَهَا وَأَوْدَعَتْ أَسْرَارَهَا , فَلَكَ فِي اللهِ غِنىً عَنْ كُلِّ شَيْءٍ , وَلَيْسَ يُغْنِيكَ عَنْهُ شَيْءٌ .
- تَطَلُّعُكَ إِلَى بَقَاءِ غَيْرِهِ دَلِيْلٌ عَلَى عَدَمِ وِجْدَانِكَ لَهُ وَاسْتِيَحاشُك بِفِقْدَانِ مَا سِوَاهُ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ وُصْلَتِكَ بِهِ .
- يتمثل النعيم، ومهما اختلفت مظاهره، في رؤية الله واقتراب المؤمن منه، ويتمثل العذاب، ومهما اختلفت مظاهره، في وجود الحجاب بين المؤمن والله، وسبب العذاب هو وجود الحجاب، ويتم استكمال النعيم برؤية وجه الله الكريم.
- مَا تَجِدُهُ القُلُوبُ مِنَ الهُمُومِ وَالأَحْزَانِ فَلأَجْلِ مَا مُنِعَتْه مِنْ وُجُودِ العِيَانِ .
- من نعم الله الكاملة عليك أن يرزقك ما يكفيك ويحميك من ما يضرك.
- لتكثر ما تفرح به، ولتقل ما تحزن عليه .
- إِنْ أَرَدْتَ أَنْ لا تُعْزَلَ فَلاَ تَتَوَلَّ وِلاَيةً لا تَدُومُ لَكَ.
- إِنْ رَغَّبَتْكَ البِدَايَاتُ زَهَّدَتْكَ النِّهَايَاتُ , إِنْ دَعَاكَ إِلَيْهَا ظَاهِرٌ نَهَاكَ عَنْهَا بَاطِنٌ .
- جعلها الله محلاً للأغنياء ومعدناً للأكدار، تزخر بها الأرض لكي تتمتع بها.
- علم أنك لا تقبل المجرد من النصح بالقول، فذوق لك من ذواقها ما يسهل عليك فراقها.
- العِلْمُ النَّافِعُ الَّذِي يَنْبَسِطُ فِي الصَّدْرِ شُعَاعُهُ ، وَيَنْكَشِفُ بِهِ عَنِ القَلْبِ قِنَاعُهُ .
- خَيْرُ العِلْمِ مَا كَانَتِ الخَشْيَةُ مَعَهُ.
- العِلْمُ إِنْ قَارَنَتهُ الخَشْيَةُ فَلَكَ ، وَإِلاَّ فَعَلَيْكَ.
- مَتَى آلمَكَ عَدَمُ إِقْبَاِلِ النَّاسِ عَلَيْكَ ، أَوْ تَوَجُّهُهُمْ بِالذَّمِّ إِلَيْكَ ، فَارْجِعْ إِلَى عِلْمِ اللهِ فِيكَ , فَإنْ كَانَ لا يُقْنِعُكَ عِلْمُهُ فِيكَ بك , فَمُصيبَتُكَ بِعَدَمِ قَنَاعَتِكَ بِعِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ مُصِيبَتِكَ بِوُجُودِ الأَذَى مِنْهُم .
- أحدث الأذى على أيديهم فقط لكي لا يكونوا مرتاحين إليك، وأراد إزعاجك بكل شيء حتى لا تنشغل بشيء آخر .
- إذا كنت تعلم أن الشيطان لا يغفل عنك، فلا تغفل أنت عن نفسك وعنمن حولك وكن حذراً دائماً .
- جعله عدوًا لك ليحوشك به إليه، وحرك النفس عليك لتستمر في الاقتراب منه .
- إن من أثبت تواضعًا لنفسه فهو المتكبر حقًا، فالتواضع لا يأتي إلا من من يمتلك رفعة. وعندما تثبت تواضعًا لنفسك فإنك تكون المتكبر.
- المتواضع ليس من يتواضع ويرى نفسه فوق ما قد صنعه، بل هو الذي إذا تواضع رأى نفسه دون ما قد صنعه.
- التواضع الحقيقي هو الذي ينشأ بناءً على مشاهدة عظمته وتجلي صفاته .
- لا يُخْرِجُكَ عَنِ الوَصْفِ إِلاَّ شُهُودُ الوَصْفِ .
- يشتغل المؤمن بالثناء على الله أكثر من أن يكون شاكرًا لنفسه، ويشتغل بحقوق الله أكثر من أن يكون ذاكرًا لحظوظه .
- لَيْسَ المُحِبُّ الَّذِي يَرْجُو مِنْ مَحْبُوبِهِ عِوَضاً وَيَطْلُبُ مِنْهُ غَرضاً فَإِنَّ المُحِبَّ مَنْ يَبْذُلُ لَكَ, لَيْسَ المُحِبُّ مَنْ يُبْذَلُ لَهُ .
- لولا اختلاف أفكار الناس، ما تحقق السير للسائرين، فلا يوجد مسافة بينك وبينه حتى تطويها رحلتك، ولا يوجد قطيعة بينك وبينه حتى تمحوها وصلتك .
- وضعك في العالم المتوسط بين ملكه وملكوته ليعلمك جلالة قدرك بين المخلوقات، وأنك جوهرة تحتوي على أصداف مكوناتها .
- إِنَّمَا وَسِعَكَ الكَوْنُ مِنْ حَيْثُ جِسمَانِيَّتُكَ (جثمانيتك) وَلمْ يَسَعْكَ مِنْ حَيْثُ ثُبُوتُ رُوحَانِيَّتِكَ .
- يوجد في الكون كائنات لم تكشف أسرارها، وهي محصورة في هيكلها ومحبوسة في محيطاتها .
- أَنْتَ مَعَ الأَكْوَانِ مَا لَمْ تَشْهَدِ المُكَوِّنَ ، فَإِذَا شَهِدْتَهُ كَانَتِ الأَكْوَانُ مَعَكَ لا يَلْزَمُ مِنْ ثُبُوتِ الخُصُوصِيَّةِ عَدَمُ وَصْفِ البَشَرِيَّةِ , إِنَّمَا مَثَلُ الخُصُوصِيَّةِ كَإِشْرَاقِ شَمْسِ النَّهَارِ , ظَهَرَتْ فِي الأُفُقِ وَلَيْسَتْ مِنْهُ ، تَارَةً تُشْرِقُ شُمُوسُ أَوْصَافِهِ عَلَى لَيْلِ وُجُودِكَ ، وَتَارَةً يَقْبِضُ ذَلِكَ عَنْكَ فَيَرُدُّكَ إِلَى حُدُودِكَ ، فَالنَّهارُ لَيْسَ مِنْكَ وإِلَيْكَ وَلَكِنَّهُ وَارِدٌ عَلَيْكَ .
- دَلَّ بِوجودِ آثَارِهِ عَلَى وُجُودِ أَسمَائِهِ ، وَبِوُجُودِ أَسمَائِهِ عَلَى ثُبُوتِ أَوْصَافِهِ ، وَبِوُجُودِ أَوْصَافِهِ عَلَى وُجُودِ ذَاتِهِ ، إِذْ مُحَالٌ أَنْ يَقُومَ الوَصْفُ بِنَفْسِهِ , فَأَهْلُ الجَذْبِ يَكْشِفُ لهمْ عَنْ كَمَالِ ذَاتِهِ ، ثُمَّ يَرُدُّهُمْ إِلى شُهُودِ صِفَاتِهِ ، ثُمَّ يَرُدُّهُمْ إِلى التَّعَلُّقِ بِأَسمَائِهِ ، ثُمَّ يَرُدُّهُمْ إِلى شُهُودِ آثَارِهِ ، وَالسَّالِكُونَ عَلَى عَكْسِ هَذَا ، فَنِهَايَةُ السَّالِكِينَ بِدَايَةُ المَجْذُوبِينَ لكِنْ لا بِمَعْنَىً وَاحِدٍ ، فَرُبمَّا التَقَيَا في الطَّرِيق ِ، هَذَا في تَرَقِّيهِ وَهَذا في تَدَلِّيهِ .
- لا يعرف حجم الأسرار وأنوار القلوب إلا في الغيب الذي عنده ملكوت الله، كما لا تظهر أنوار السماء إلا في إعتراف الملك .
- وِجْدَانُ ثمَرَاتِ الطَّاعَاتِ عَاجِلاً وَبَشَائِرُ العَامِلِينَ بِوُجُودِ الجَزَاءِ عَلَيْهَا آجِلاً .
- كيفية الطلب على التعويض عن عمل يتمتع بالصدق والتزامك به، أو كيفية الطلب على الجزاء عن صدقك وإخلاصك فيه.
- يوجد قومٌ تسبق أنوارُهم أذكارهم، وقومٌ تسبق أذكارهم أنوارهم، وقومٌ تتساوى أذكارهم وأنوارهم، وقومٌ لا يملكون أذكارًا ولا أنوارًا. نعوذُ باللهِ من هذهِ الأخيرة .
- ذَاكِرٌ ذَكَرَ لِيَسْتَنِيرَ بِهِ قَلْبُهُ فَكَانَ ذَاكِرًا ، وَذَاكِرٌ اسْتَنَارَ قَلْبُهُ فَكَانَ ذَاكِرًا ، وَالَّذِى اسْتَوَتْ أَذْكَارُهُ وَأَنْوَارُهُ فَبِذِكْرِهِ يُهْتَدَى ، وَبِنُورِهِ يُقْتَدَى .
- مَا كَانَ ظَاهِرُ ذِكْرٍ إِلاَّ عَنْ بَاطِنِ شُهُودٍ أَوْ فِكْرةٍ .
- أَشْهَدَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يسْتَشْهَدَكَ , فَنَطَقَتْ بِأُلُوهِيَّتِهِ الظَّواهِرُ ، وَتَحَقَّقَتْ بِأَحَدِيَّتِهِ القُلُوبُ وَالسَّرَائِرُ .
- أَكْرَمَكَ بكَرَامَاتٍ ثَلاَث : جعلك الله ذاكرًا له، ولولا فضله لم تكن أهلًا لذكره، وجعلك من المذكورين عنده، حيث حقق نسبته لديك وجعلك محفوظًا عنده، ليتمَّ نعمته عليك .
- قد تتسع آمال الإنسان في عمر معين وتقل موارده، وقد تقل آماله وتكثر موارده في عمر آخر آخر .
- من يتمتع ببركة الله في عمره، فإنه يدرك بسهولة ما لا يمكن التعبيرعنه بالكلمات أو التعبيرات، وما لا يمكن وصفه بالإشارات .
- يعتبر التفريغ من الأعمال ثم عدم التوجه إليها وتقليل العوائق وعدم الوصول إليها من أكبر الأخطاء والتقصير
- الفِكْرَةُ سَيْرُ القَلْبِ فِي مَيَادِينِ الأَغْيَارِ .
- الفكرة هي سراج القلب، فإذا ذهبت، فليس هناك إضاءة للقلب .
- الفِكْرَةُ فِكْرَتَانِ : فِكْرَةُ تَصْدِيقٍ وَإيمَانٍ , وَفِكْرَةُ شُهُودٍ وَعِيَانٍ ، فَالأُولَى لأَرْبَابِ الاعتبار، وَالثَّانِيَةُ لأَرْبَابِ الشُّهُودِ وَالاستِبْصار .
حكم قراءة الحكم العطائية
توضح حكم قراءة الحكم العطائية أن علماء الدين وجدوا فيها بشكل عام حاجة للتوضيح والتبيين، وهناك بعض الألفاظ التي تحتاج أيضا إلى التعيين، ووجدوا أن هناك بعض الكلمات غامضة وبعض العبارات تحتوي على ألغاز أحيانا، فتحتاج إلى شرح لكي يستفيد منها، وقام بشرحها بعض العلماء المنتسبين إلى الطرق الصوفية وهم من أصحاب البدع، وهؤلاء الأشخاص غير موثوق بهم ويعيرون العبارات معان أكثر مما تحمله في طياتها، ويكون الشرح وفقا لأذواقهم ومواجيدهم.
في الزمان السابق، الأئمة نهوا عن كتب تفوق كتاب ابن عطاء الله السكندري وأفضل منه مثل الحارث المحاسبي. وذكر الخطيب البغدادي في تاريخه أن سعيد بن عمرو البرذعي قال: `شهدت أبا زرعة وسألته عن الحارث المحاسبي وكتبه؟ فأجاب السائل: ابتعد عن تلك الكتب، فهي كتب مبتدعة وضالة. اعتمد على الأثر، فستجد فيه ما يغنيك عن تلك الكتب`. وقيل له: هل هناك فائدة في تلك الكتب؟ فقال: من لم يستفد من كتاب الله، فلن يستفد من تلك الكتب. ولقد صنف مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة الأولياء تلك الكتب في الأخطار والشبهات والأمور الضارة. إنهم قوم يخالفون أهل العلم. يأتونا مرة بالحارث المحاسبي، ومرة بعبد الرحيم الديبلي، ومرة بحاتم الأصم، ومرة بشقيق`. ثم قال: `كم هم سريعون في التسابق نحو البدع.