الحضارات القديمة في شبه الجزيرة العربية
شهدت شبه الجزيرة العربية في الماضي الكثير من الحضارات القديمة والعريقة، وكانت هذه الحضارات مختلفة بشكل كبير عن وضعها الحالي، فاليوم تبدو شبه الجزيرة على أنها منطقة صحراوية جرداء، ولكن الكثير من الناس لا يعلمون أنها كانت في الماضي مزدهرة في العديد من المجالات.
اهم الحضارات القديمة في شبه الجزيرة العربية
تحدث العديد من الكتب، ومن بينها القرآن الكريم، عن حضارات العرب القديمة، وخاصةً تلك التي تم تأسيسها في شبه الجزيرة العربية. ومن بين القبائل القديمة في تلك المنطقة: عاد وثمود والعمالقة وقوم سبأ. وفيما يتعلق بالحضارة العربية، تم تقسيمها من قبل اليونان إلى ثلاثة أقسام
بلاد العرب السعيدة هي الدول التي تقع في جنوب جزيرة العرب.
تقع بلاد العرب الصحراوية في وسط الجزيرة وفي الغرب.
تقع بلاد العرب الصخرية في شمال الجزيرة العربية وتمتد حتى بادية الشام.
كان للمؤرخين العرب رأي مختلف في تقسيم التاريخ، وتم تقسيمه على النحو التالي:
العرب البائدة
من بين القبائل التي كانت تسكن شمال الجزيرة العربية، ثمود وتدمر، وهناك قليل جدًا من المصادر المتاحة عنهم.
العرب العاربة
ينتمي القحطانيون إلى سكان الجنوب، وشهدت المنطقة نشأة العديد من الحضارات العظيمة بما في ذلك سبأ وحمير ومعين.
العرب المستعربة
هم من سكان الشمال والوسط ونشأت بينهم العديد من الممالك، بما في ذلك الحيرة والغساسنة وغيرها.
تُعَدُ الحضارات البائدة للعرب من بين الحضارات الأكثر اهتمامًا، ومن بينها حضارة قوم ثمود وقوم مدين وغيرهم، وتم ذكر حضارة قوم ثمود بالتفصيل على النحو التالي:
قوم ثمود
قوم ثمود هم قبائل سكنت شمال الجزيرة العربية في مدائن صالح، ويؤكد ذلك حادث وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم خلال غزوة تبوك. نهى الرسول ومن معه عن الإقامة في تلك المدينة التي عصت نبي الله صالح، إذ كان قوم ثمود ينحتون البيوت في الجبال ويتخذون من الحجر بيوتا. وعلى الرغم من أن المساكن المتواجدة الآن في تلك المنطقة تعود إلى الأنباط، فإن الكتب تؤكد وجود قوم ثمود في المنطقة.
قوم مدين
قوم مدين هم قوم سكنوا شمال غرب شبه الجزيرة العربية بالقرب من منطقة تبوك، وشهدت المنطقة نشاطا تجاريا كبيرا، وتم العثور على نقش فرعوني يحمل اسم الملك رمسيس في تلك المنطقة، مما يشير إلى وجود تبادل تجاري بين مصر وتبوك في ذلك الوقت. ذكرت مدين في القرآن الكريم باسم قوم شعيب، وحثهم على طاعة الله، وهي نفس المدينة التي هرب منها موسى من بطش فرعون.
يذكر أن الجزيرة العربية في القدم كانت من المناطق المجهولة للكثير من الممالك من حولها، فقد كانت تلك المنطقة من المناطق الوعرة عليهم ولم تنجح الكثير من الممالك في السيطرة عليها حتى تمكنت من النجاح في السيطرة على المنطقة الشمالية منهم الفراعنة ويذكر أن أحمس هو أول من غزا تلك البلاد خلال عام 1700 قبل الميلاد عملا على القضاء على الهكسوس بعد أن احتلوا مصر لفترة من الزمن.
وبعد ذلك بمئة عام، ظهر تحوتمس الثالث الذي نجح في السيطرة على الكثير من الأراضي في شبه الجزيرة العربية وتمكن أيضا من الانتصار على الحيثيين في معركة مجدو. وقد تمكن الآشوريون أيضا من التوغل في بلاد العرب، وفقا للعديد من الكتب التاريخية.