التاريخزد معلوماتك

الحضارات القديمة التي سكنت ” اريحا “

تقع مدينة أريحا في الجانب الغربي من غور الأردن أو ما يعرف بغور أريحا، وتكون المدينة أقرب إلى الحافة الجبلية لوادي الأردن المنحدر منها إلى نهر الأردن، وتقع على الخط الفاصل بين البيئة الجبلية في الغرب والبيئة الغورية في الشرق .

لذلك، المدينة كانت نقطة عبور مهمة منذ القدم للقوافل التجارية والحملات الحربية، التي كانت تتجه غربا نحو القدس وشرقا نحو عمان، كما أنها الممر الغربي لنهر الأردن والبحر الميت.

تعد مدينة أريحا مركزًا هامًا عبر العصور، حيث يمر منها الحجاج المسيحيون والقادمون من القدس في طريقهم إلى نهر الأردن والبحر الميت. كما كانت تعد بوابة شرق فلسطين، حيث عبرت من خلالها الكثير من الجماعات البشرية المهاجرة إلى فلسطين .

تسمية مدينة أريحا
و مدينة أريحا هي أقدم مدينة في فلسطين كما أنها من أولى المدن التي سكنتها المجتمعات البشرية على مر العصور ، و ذلك يرجع إلى موقعها الاستراتيجي الهام في ربطها بين المجتمعات القديمة التي كانت قائمة في مصر ، و بلاد الشام بالعلاوة إلى بلاد الرافدين ، وكان يطلق على المدينة في القدم مسمى مدينة القمر .

يعود اسم المدينة الأصلي إلى اللغة الكنعانية، ولكن العبرانيون أعادوا تسميتها باسم “يريحو” عندما احتلوها، وتقعالمدينة تحت مستوى سطح البحر بمقدار 258 مترًا .

الحضارات القديمة التي سكنت أريحا
يوجد عدد من الحضارات القديمة التي سكنت مدينة أريحا ، و يعتبر الخبراء الأثريون أن مدينة أريحا هي من أقدم المدن الفلسطينية إذ يرجع التاريخ الخاص بالمدينة إلى العصر الحجري القديم أي نحو ما مدته 7000 سنة قبل الميلاد.

ويعتقد بعض الناس أن هذه المدينة هي أقدم مدينة مستمرة الوجود في العالم حتى الآن، وحدد الخبراء موقع المدينة الأصلي في تل السلطان، الذي يقع على بعد 2 كيلومتر شمال المدينة الحالية بالقرب من ينبوع عين السلطان.

وقد استوطنت المدينة عددا من الشعوب، وأقيمت بها العديد من الحضارات، فقد استضافت المدينة العديد من السلالات البشرية التي عاشت في أقدم الأزمنة، ومنها المجتمعات البدائية الأولى قبل عشرة آلاف عام، ثم جاء العصر الحجري بسكانه الكنغانيون، ثم حدث في عام 1750 قبل الميلاد أن احتلت المدينة جماعات الهكسوس، واستمر حكمهم لمدة 150 عاما.

ثم جاء احتلال بني إسرائيل لها ، و الذين حرقوها بشكل كامل ، و بكل من يسكنها ثم كان عصر المؤابيين ، و الذين قاموا بتحرير المدينة من دنس احتلال بني إسرائيل ثم تلا ذلك العصر الكلاسيكي ، و المتمثل في حكم أبناء بلاد فارس ثم العصر الروماني ، و الذي ازدهرت به المدينة بشكل كبير .

مع توالي الأزمان، زادت شهرة المدينة بزيارة عيسى عليه السلام وزيارة زكريا عليه السلام، والفضل الأصلي في تعمير المدينة وازدهارها يعود إلى الرومان، حيث انتشرت الديانة المسيحية في عهد قسطنطين الكبير (306-327 قبل الميلاد)، وتم بناء العديد من الكنائس والأديرة تبعا لذلك .

هذا بالإضافة إلى الازدهار القوي الدرجة للمدينة على يد البيزنطيين إلى أن جاء العهد الإسلامي في القرن السابع الميلادي ، و جدير بالذكر أن المدينة في أثناء الحكم الإسلامي لها كانت من أهم المدن الزراعية في الغور ، و ذلك يرجع إلى انتشار زراعة كل من النخيل ، و قصب السكر ، و الموز بها .

بعد غزو الصليبيين لفلسطين، أدى إلى خضوع المدينة لحكمهم، وأصبحت مركزا هاما للجيوش الصليبية بقيادة ريموند. ثم غادر ريموند المدينة بجيشه بعد سماعه بقدوم الأيوبيين بقيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي. ثم جاء الحكم المملوكي للمدينة، وأصبحت جزءا من مملكة دمشق، ثم حكمتها الدولة العثمانية حتى احتلتها بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى .

ثم تم تحويل إدارة المدينة إلى الحكومة الأردنية، ثم جاء الاحتلال الإسرائيلي للمدينة في عام 1967، ثم دخلت المدينة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية بعد احتلال اليهود لعدة مناطق بهدف بناء المستوطنات ومراكز يهودية رسمية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى