صحة

الحالات المرضية المسببة لـ احتباس البول

يعد احتباس البول مرضا يتميز بفقدان المريض القدرة على تفريغ المثانة بشكل سلس، وغالبا ما يصيب الرجال الذين تجاوزوا سن الخمسين عاما، ولكنه قد يحدث نتيجة لعدد من الحالات المرضية الخاصة بالعدوى في الجهاز البولي (المسالك البولية) أو الفشل الكلوي. يعمل الكلى على استخلاص البول وتنقيته من الجسم، ثم يتم نقله إلى الحالب، ثم إلى المثانة للتخزين والتفريغ الطبيعي. ويحدث الاحتباس البولي عند حدوث أي خلل في أي مرحلة من هذه المراحل، ويتمثل هذا الخلل في عدم تخليص الجسم من البول. وهناك العديد من الأسباب والحالات المرضية التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض الاحتباس البولي .

الحالات المرضية و الاسباب لـ احتباس البول : 

هناك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث حالات احتباس البول، ومن بينها الأسباب التالية:

عدوى الجهاز البولي : إنها عدوى بكتيرية تصيب جزءا من المسالك البولية، وإذا أصابت الجزء السفلي، فإنها تسمى التهاب المثانة، وإذا أصابت الجزء العلوي، فإنها تسمى التهاب الحويصلة أو عدوى الكلى. وتصاحب هذه العدوى التبول المؤلم أو احتباس البول نهائيا، وتكون الأعراض محدودة عند كبار السن باحتباس البول، ولكن عند الأطفال يكون التبول المؤلم هو الأكثر شيوعا. والسبب الأساسي لهذه العدوى هو الإشريكية القولونية، وتحدث بعض الحالات النادرة نتيجة فيروس أو بعض الفطريات. وعادة ما تصيب النساء أكثر من الرجال مرة واحدة على الأقل في العمر، ويمكن علاج هذه العدوى بسهولة .

الحصوات : تتسبب الأملاح والمعادن في تكوين حصوات صغيرة تشبه البكتيريا في مجرى البول والحالب، مما يؤدي إلى احتباس البول وتشكيل كتل صلبة تستمر في النمو حتى تعوق تدفق البول، مما يتسبب في آلام شديدة وعدم قدرة الحالب على ضخ البول إلى المثانة .

تسبب بعض الأمراض مثل سرطان المثانة وتضخم البروستاتا احتباسا للبول أو وجود عيوب خلقية في مجرى البول، فيمنع الإنسان التبول بعد فترة من النمو، ولكن يمكن حل هذه المشكلة بالتدخل الجراحي، ولا يوجد أي آثار جانبية لهذا العلاج .

تسبب بعض الإصابات العصبية مثل الجلطات والتصلب العصبي والتهابات النخاع الشوكي احتباس البول لدى الإنسان نتيجة لتلف الأعصاب المسؤولة عن التحكم في البول، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في ضخ البول ويسبب إما سلس البول أو احتباس البول .

أنواع الاحتباس البولي :

يختلف شدة احتباس البول وفقًا للحالة الصحية للمريض، وعندما يجد المريض صعوبة في التبول يصاب بحالة تسمى احتباس البول ويمكن تقسيم هذه الحالة إلى نوعين:

الاحتباس المزمن Chronic retention :  هذا هو النوع الأكثر شيوعا وشيوعا ويحدث نتيجة عدم التخلص الكامل من كمية البول في المثانة، مما يؤدي إلى تقطع التبول بشكل متكرر، وبالتالي يحتاج المريض في هذه الحالة إلى التبول بشكل مستمر .

الإحتباس البولي الحاد Acute Retention : هذا هو النوع الأكثر خطورة ويحدث نتيجة تطور الحالة الأولى. يصبح المريض عاجزا تماما عن التبول، وله العديد من المضاعفات التي تهدد حياة المريض بشكل كامل .

مضاعفات إحتباس البول : لا تكمن خطورة المرض في حدوث المرض نفسه، بل تتجلى في المضاعفات التي تحدث لاحقا. من بين أهم تلك المضاعفات هي إصابات الكلى. الكلى هي العضو الأول الذي ينتج منه عملية التبول، وأي ضرر يحدث له يمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي. بالإضافة إلى ذلك، يحدث تليف في المثانة. المثانة هي العضو الذي يتجمع فيه البول ويتم إخراجه عبر الجهاز التناسلي. نتيجة لتجمع البول في المثانة بسبب الضغط الزائد عليها، يحدث تليف مع مرور الوقت. أيضا، يحدث التهاب في مجرى البول نتيجة لانسداد البول فيه لفترات طويلة، وهذه هي أقل المضاعفات خطورة وأسهلها في العلاج .

أعراض احتباس البول : تم تحديد بعض أعراض الإصابة التي تعتمد على الشعور الحسي للمريض وبعضها يعتمد على استنتاج الطبيب وملاحظته للحالة. ويتميز عملية التبول بصعوبة وهي الدليل الأول على احتباس البول ويشعر المريض بعدم الارتياح أو الألم والحرقة في مجرى البول. كما أن لون البول يشير عادة إلى الإصابة بالاحتباس ويكون مائلا للون الأحمر، ويشعر المريض أحيانا بالرغبة في التبول مرارا وتكرارا بسبب عدم تفريغ المثانة بالكامل .

طرق العلاج و الوقاية : هناك الكثير من الطرق لعلاج احتباس البول، وتحددها الطبيب وفقا لحالة المريض، ومن أمثلة الوسائل العلاجية تركيب القسطرة، وهي الأكثر شيوعا واستخداما، وهدفها تفريغ مجرى البول تماما من البول وتستخدم في الحالات المؤقتة، أما التدخل الجراحي فيمكن أن يكون الحل الوحيد عندما يقوم الطبيب بإجراء توسيع لمجرى البول ليبقى مفتوحا لمرور البول، ويتم الجراحة إذا فشلت الأدوية العادية في حل المشكلة، وفي الغالب يكون العلاج حسب كل حالة .

للوقاية من احتباس البول، يجب شرب الماء بكميات كافية تصل إلى 8 أكواب يوميًا، أي ما يعادل لترين من الماء، وتجنب تناول المشروبات الكحولية والكافيين، حيث إن تأثير الخمور يؤثر كثيرًا على مجرى البول، كما يجب زيارة الطبيب عند حدوث أي ألم أو حرقان أثناء التبول .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى