الجهود المبذولة للحفاظ على المها العربي في السعودية
تعمل المملكة بشكل كبير على الحفاظ على الحياة البرية وحمايتها، من خلال إنشاء المحميات وتنظيم القوانين التي تحمي الحياة البرية فيها، ومن بين الحيوانات المهددة بالانقراض التي تسعى المملكة لحمايتها هي المها العربي .
تاريخ المها العربي بشبه الجزيرة العربية
المها العربي أو المها الأبيض (Oryx leucoryx) هو نوع من الظباء ذات الحجم المتوسط والذي يتميز بنتوء مميز في كتفيها وقرون طويلة مستقيمة يبلغ طولها حوالي 70 سم، وتتميز هذه القرون بنهايتها الحادة، ولديها ذيل متوسط الطول. يبلغ وزن المها العربي حوالي 130 كجم وطولها حوالي 170 سم، وهي أصغر نوع في جنس الأوريكس الأصلي. يتواجد في الصحراء ومناطق السهوب في شبه الجزيرة العربية. في أوائل السبعينيات، انقرضت المها العربي في البرية، ولكن تم الحفاظ عليها في حدائق الحيوان والمحميات الخاصة، وتم إعادة إدخالها في البرية ابتداء من عام 1980. وفي عام 1986، تم تصنيف المها العربي على أنه معرض للانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة .
تم اختيار المها القطري المسمى بـ `أوري` كالعبة التميمة الرسمية لدورة الألعاب الآسيوية لعام 2006 في الدوحة. وتم عرضه على ذيل طائرات شركة طيران الشرق الأوسط القطرية. كما يعتبر المها الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويعتبر حيوانا هاما جدا في المملكة حيث يسعى لحمايته من الانقراض باستمرار. يبلغ عدد المها العربي في المملكة حوالي 1331 منها 27 ذكرا و79 أنثى و1180 نوعا غير معروفا .
مجهودات المملكة في الحفاظ على المها العربي من الانقراض
تسعى المملكة منذ سنوات عديدة إلى حماية المها العربي من الانقراض، عن طريق إعادة توطينه في عدد من المحميات، وقد نفذت المملكة أول برنامج لإعادة توطين المها العربي عام 1986، وذلك في محمية محازة الصيد، وتم إطلاق أولى المجموعات في المحمية عام 1990، حتى وصل عدد المها فيها إلى 800، إلا أن هذا العدد الكبير كان هو استيعاب المحمية، بالإضافة إلى تعرض المحمية للجفاف عدة سنوات، بداية من عام 1999، الأمر الذي أدى إلى أن أصبح عدد المها العربي في المحمية بحلول عام 2011 حوالي 357 رأس .
جدير بالذكر أن محمية محازة الصيد ليست المحمية الوحيدة الذي قامت المملكة بإعادة التوطين فيها، وإنما نفذت برنامج إعادة توطين آخر في محمية عروق بني معارض، وذلك عام 1995، ووصل عدد المها العربي في هذه المحمية مع نهاية عام 2011 إلى حوالي 200 رأس، وتقول الإحصائيات أن عددهم وصل الآن في هذه المحمية إلى 300 رأس، كما وصل في محمية محازة الصيد إلى 600 – 800 رأس، بالإضافة إلى 200 – 300 رأس في مركز أبحاث الحياة الفطرية في الطائف .
أولا : إعادة التوطين في محمية محازة الصيد
تبلع مساحة محمية محازة الصيد حوالي 2200 كم مربع، وتقع في الوسط الغربي من المملكة على هضبة نجد، وهي على بعد 160 كم شمال شرق المركز، وقد تم إنشائها بعد إنشاء المركز العربي لأبحاث الحياة الفطرية مباشرة، وتعد هذه المحمية هي المحمية الوحيدة المسيجة في المملكة، وتتم فيها عملية إعادة توطين المها العربي، وحيوانات أخرى مهددة بالانقراض مثل الحباري والنعام والغزال الرملي .
ثانيا : إعادة التوطين في محمية عروق بني معارض
تم إنشاء هذه المحمية منذ عام 1994، وتبلغ مساحتها حوالي 12650 كم مربع، وتقع في صحراء الربع الخالي، تحديدا على الطرف الغربي منها، وقد تم إعادة توطين المها العربي فيها منذ عام 1995، من قبل المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية، حيث نقل المركز مجموعات صغيرة من الأسر إلى هذه المحمية بصورة سنوية، كما أطلقت فيها مجموعات بداية من عام 2006 من محمية محازة الصيد، وبخلاف المها العربي يقوم مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية، بإعادة توطين الغزال الرملي والعزالي الجبلي في المحمية .
ثالثا : مواقع أخرى يتم إعادة توطين المها العربي فيها
تتم إعادة توطين المها العربي في عدة مواقع أخرى بخلاف المحميات السابقة المذكورة، حيث تم التبرع بمجموعات من المها العربي والنعامة منذ عام 2005 في بعض المجموعات الخاصة التي يرى المركز أن قدراتها تتوافق مع المعايير والشروط التي وضعها، وقد أنشأت الهيئة العديد من المحميات، حوالي 16 محمية، حيث أن بعضها جاهز للتوطين بالفعل، مثل محمية الخنفة في شمال المملكة، حيث تم إنشاء سياج حولها، ومجموعة المحميات الصغيرة في جبال السروات أيضا .