يجب على الشخص أن يكون لديه القدر اللازم من التكيف النفسي والاجتماعي ليعيش حياة سوية، والتكيف الاجتماعي هو العملية التي تسهل التفاعلات الاجتماعية، ويتضمن لدى كل فرد في الجماعة مجموعة من القيم والعادات التي تسهل عملية تكيفه وانضمامه لهذه الجماعة، وكان روبرت كي ميرتون أول من عرف التكيف الاجتماعي في عام 1949 .
معوقات التكيف الاجتماعي
تعتبر الحروب من أكبر المشاكل التي تعيق التكيف الاجتماعي، حيث تسبب في شعور الفرد بعدم الأمن والاستقرار، وهذا يعيق شعور الفرد بأنه متكيف مع المكان .
يعتبر هذا العصر عصر الصراعات النفسية، وبما أن الشخص يعاني من صراعات نفسية، فإنه لن يستطيع التكيف مع المجتمع .
يمكن أن يؤدي اضطراب العلاقات بين الأشخاص إلى عدم القدرة على التكيف الاجتماعي، حيث يصبح من الصعب على الشخص التفاعل والتأقلم مع أفراد المجتمع الآخرين .
قد يكون المرض أو تناول العقاقير المدمنة وغيرها من الظروف الصحية عاملًا يؤثر على قدرة الشخص على التكيف الاجتماعي وشعوره العام .
يُعد سوء التنشئة الاجتماعية واحدًا منأسباب عدم تمكُّن الفرد من التكيُّف الاجتماعي مع الآخرين ومجتمعه، وقد ينجم ذلك عن تربية خاطئة وغير سوية .
مقياس التكيف الاجتماعي
مقياس التكيف الاجتماعي هو مقياس يمكن من خلاله تحديد مدى تكيف الشخص من الناحية الاجتماعية، ويحصل الشخص على مجموعة من الدرجات التي تحدد هذا، ويعتمد مقياس التكيف الاجتماعي على مدى توافق الشخص النفسي، ومدى توافقه مع الآخرين، وحال المجتمع الذي يعيش فيه الشخص، حيث أن استقرار المجتمع وخلوه من الاضطرابات والكوارث والحروب وغيرها يؤثر في مقياس التكيف .
التكيف الاجتماعي للمعاقين
بدأت الكثير من الدول في الفترة الأخيرة بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين في المجتمع، من أجل تحقيق التكيف الاجتماعي، ويمكن أن يتم تحقيق مفهوم التكيف الاجتماعي للمعاقين من خلال تحقيق الدمج بمفهومه الشامل أي الدمج الأكاديمي، والاجتماعي، والمهني، وهذا يساعد المعاقين على الاندماج، والعيش حياة طبيعية قدر الإمكان.
ويتم تعريف مفهوم الدمج على أنه : التكامل الاجتماعي والتعليمي للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين في الفصول العادية، وجزء من اليوم الدراسي على الأقل”، حسب تعريف شقير عام 2002. والدمج لا يقتصر على الجانب التعليمي فقط، بل يشمل جوانب الحياة كافة، مثل السكن والعمل والحياة الاجتماعية والزواج والتربية والرياضة وغيرها. وبالطبع، يعد هذا أفضل من عزل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وإبعادهم عن الاندماج في المجتمع .
وأشكال عملية الدمج للمعاقين هي :
1- الدمج المكاني : يشير إلى اشتراك المؤسسة أو مدرسة التربية الخاصة مع المدارس العادية .
2- الدمج التربوي أو الأكاديمي : يتم تطبيق الاشتراك بين الطلاب العاديين والطلاب ذوي الإعاقة في نفس المدرسة، مع وجود اختلاف في المناهج الدراسية والأساليب والوسائل المستخدمة بالطبع .
التكيف الاجتماعي للمراهقين
يختلف التكيف الاجتماعي في مرحلة المراهقة عن التكيف الاجتماعي في مرحلة الطفولة، حيث يتميز التكيف الاجتماعي في المراهقة بخصائص مميزة. في بعض الأحيان يتمثل التكيف في التأقلم، وفي بعض الأحيان في الانزواء والابتعاد. معظم تصرفات المراهق الإيجابية تكون تجاه أقرانه فقط وليس تجاه أسرته، ويجب أن يشارك المراهق في مجموعات موجهة تساعده على التكيف في مرحلة المراهقة، مثل الكشافة والنوادي والجمعيات والألعاب المنظمة وغيرها، ويتم التكيف الاجتماعي في هذه المرحلة في المجالات التالية
1- يتضمن مجال الثقة بالنفس والتعامل بناءً على الدور والمكانة .
الابتعاد عن الأنانية وتنمية روح التعاون بين المراهق والجماعة هو ما يجب العمل به .
3- الاعتراف بأهمية العلاقات الاجتماعية وتأثيرها المتبادل بين الفرد والمجتمع وبين المجتمع والفرد .
يساعد توسيع آفاق التفاعل الاجتماعي على توعية المراهق بالمسؤوليات والحقوق الاجتماعية التي يتحلونها في المجتمع .
ينبغي علينا أن ندرك أن سلوك المراهق في مرحلة المراهقة ودرجة تكيفه تتوقف بشكل أساسي على الكبار، حيث يقلد ويحاكي الكبار، سواء في الأسرة أو المدرسة أو غير ذلك، مما يظهر أهمية بيئة المراهق والتفاعل مع الكبار في هذه المرحلة. وأكثر ما يساعد المراهق على التكيف النفسي والاجتماعي هو معاملته بأنه إنسان، وإشراكه في المسؤوليات، وإظهار قيمته ووضعه. وتشير دراسات إلى أن مشاكل المراهقين تتعلق بالتعليم والدراسة وطرق التدريس، وكيفية التعامل بين المراهق والمعلم وأسرته .