منوعات

التعليم ونقص الخبرة العملية في اوطاننا العربية

كتابة الدرس ثلاث مرات مع حفظ النشيد ، في إجازة الصيف اكتب المنهج بالكامل أربع مرات…. لأنهم يعذبوننا بكثرة الواجبات والفروض… سئمت وآلمني أصبعي يا أمي .

كثيرا ما نسمع من أولادنا شكاوى بهذا الشكل بخصوص الواجبات الدراسية وضرورة الحفظ والصم  بالرغم من مرور السنين واختلاف العالم اختلافا كثيرا عما كانت عليه ايامنا من قبل من حداثة وتطور واختراع وانتشار لوسائل التواصل التي تستخدم احدث الطرق ، فلماذا لم يصب تعليمنا بالعدوى من هذه الامور ليصلح حال نفسه ويرحم الاطفال .

1. الشخص الذي يشعر دائمًا بالإعجاب عند رؤية كل ما هو مستورد من المجتمعات الغربية .

نشأت فكرة التبعية أيضًا، وهي فكرة اتباع المألوف والخوف من التجديد والجديد، حيث تأثرت عقولنا بإبهار الغرب، واختفت فكرة التجديد إلا عندما نأخذه منهم .

3 . عدم وجود قدوة عربية من العصر الحديث حسنة السيرة يمكن للشباب اتباعها ، فاغلب من يظهرون على السطح محاولين ابتكار جديد يتم التشويش عليهم واتهامهم بالعمالة والخيانة وعدم الانتماء و تواطؤهم مع اجندات خارجية ، مما افقد الشباب القدرة على التمييز بين الصالح والطالح والجيد والسيء .

4 . هذا وان ظهرت القدوة التي تتبع ، فانه يتم وبسرعه التشويش عليها من قبل بعض الكارهين للنجاح ، ولا نستطيع ان نقول ان تشويه القدوة شيء ممنهج ، او ننسبه كما يفعل البعض بأنه تم التدبير له من قبل قوي خارجية لأضعاف عالمنا العربي ، فنظرية المؤامرة التي تحاك في كل شيء لتفسده انما هي من نسج خيالنا فقط .

يشير مصطلح `التسعير` إلى ممارسة التجارة بالمحتوى العلمي، حيث يسعى العديد من المشغّلين في مجال التعليم اليوم إلى تحويل المحتوى العلمي إلى ملفات قابلة للبيع، وعندما يتم ذلك، يمكن أن يضيع جزء من المحتوى أو المعاني التعليمية التي تحملها بهدف جني الأرباح .

عدم تطوير المناهج الدراسية بما يناسب عقول شبابنا، فبعد رؤيتهم لما وصل إليه العالم من تطور وحداثة، بدأ الشباب يستخف بالمواد العلمية الموجودة في كتبهم، التي تفتقر إلى الواقعية ولا تزودهم بالمهارات اللازمة للتطبيق العملي .

6. عدم الاهتمام بالتعليم العملي والخبرة المكتسبة منه يمنع الطالب من اكتساب المرونة في التعامل مع الأمور العملية والتجارب المدروسة التي تعزز فهمه للأسباب والطرق العملية. في وقتنا الحالي، نشهد العديد من الدراسات التي تشير إلى فشل المشاريع الصغيرة التي يقوم بها الشباب بسبب نقص الخبرة وعدم الممارسة الصحيحة للتجارة، وعدم الفهم لأسباب وطرق عمل رأس المال، وفشل القدرة على الإدارة، وهذا ناتج عن نظام التعليم النظري والمناهج النظرية .

أشارت المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا، إلى مشكلة مزمنة يعاني منها الشباب اليوم، وهي عدم تطابق المهارات التي يتعلمونها مع المهارات المطلوبة في سوق العمل .

يقترح حلًا لمشكلة البطالة في المجتمعات الذي يتمثل في توفير التدريب العملي اللازم للفئات المستهدفة، حتى يتمكنوا من العمل والعناية بأنفسهم بدلاً من الاعتماد على الحكومات وانتظار الوظائف الحكومية التي تزيد من معدلات البطالة .

وقد وعى الغرب هذه المشكلة منذ اطلاق القمر الصناعي الروسي “سبوتنيك Sputnik ” من قبل الاتحاد السوفيتي عام 1975 ، ومنذ لك الحين خضعت مناهج التعليم في امريكا للتطوير المستمر الدوري  ، حيث ظهر في فترة اطلاق هذا القمر دورية بعنوان “أمة في خطر” لنشر خطورة تأخر التعليم في امريكا .

وعلى إثر ذلك، لفتت انتباه المسؤولين عن التعليم في الولايات المتحدة إلى أن التعليم في ألمانيا وكوريا يتفوق على التعليم في الولايات المتحدة. وبالتالي، عقد الكونغرس اجتماعا فوريا لمناقشة مسألة تأخر التعليم، وأشاروا آنذاك إلى أنه إذا استمر مستوى التعليم بهذا الشكل لمدة عشرين عاما قادمة، فإن الولايات المتحدة ستتأخر كثيرا عن المجتمعات المتقدمة مثل اليابان وألمانيا، مما سيؤثر على الأمن القومي الأمريكي نظرا لانتشار الجهل وزيادة مستويات عدم الرضا بين الناس .

حدث ذلك في ماليزيا، على الرغم من فقر سكانها، عندما قررت أن تصبح دولة صناعية. فقد قامت بتغيير نظام التعليم وتنظيم الابتعاث، وحققت تجربة ديمقراطية في نشر التعليم بين الأبناء بالعدل، بغض النظر عن فقرهم أو ثراءهم، وأصبحت مثالًا يحتذى به .

يحاول العالم العربي التخلص من آثار التبعية في التعليم ونشر الفكر المستقل من خلال توجيه وتنمية الشباب، ولكن السؤال المطروح هو: أين وزارات التربية والتعليم؟ هل يتعين عليها التركيز على هذه القضية؟ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى