كم نحتاج إلى انتشار الخير والألفة والسلام والتسامح في المجتمع ؛ بل كم نحتاج أيضًا إلى انتشار العفو والتسامح بين الأقارب وأفراد الأسرة الواحدة ، حيث أنه من المؤسف أن الكثير من الأقارب والإخوة اليوم أصبحوا في قطيعة رحم دائمة نتيجة العديد من الأسباب وهذا ما يخالف ما أوصانا به الخالق عز وجل رسوله الكريم .
التسامح
يمكن تعريف التسامح بأنه صفة تجعل صاحبه يتحلى بغض الطرف والعفو عن الآخرين والتجاوز عن أخطائهم وزلاتهم من أجل الحفاظ على روح المحبة والتوافق بين العائلة والأقارب والأصدقاء، وبالتالي ينتشر الحب والتعاون والسلام بين جميع أفراد المجتمع، ويصبح هذا المجتمع قادرا على التنمية والتقدم بفضل روح المحبة والتسامح التي تسود بين أفراده، ويعتبر التسامح أحد أهم تعاليم الدين الإسلامي .
صله الرحم بين الأقارب
يعد قطع صلة الرحم من أهم الأمور المحرمة شرعا، وحذرنا الله تعالى منها. ولقد جاء في القرآن والسنة عدد كبير من المواقف في حياة الأنبياء -عليهم السلام- والصحابة -رضي الله عنهم- التي أكدت على ضرورة الحفاظ على صلة الرحم بين الأقارب حتى وإن كانت درجة الخلاف بينهم كبيرة. ومن الأمثلة على ذلك، ما يلي
– عندما أراد إخوة سيدنا يوسف أن ينكلوا به ويقتلوه، قاموا بتنفيذ ذلك. ولكن نصر الله كان مع سيدنا يوسف عليه السلام، وفي النهاية تمكن من أن يصبح عزيزا في مصر. وعندما اعتذروا له إخوته عن ما فعلوه ضده، رد سيدنا يوسف في القرآن قائلا: {لا يوجد لكم اليوم شيء عليه توبيخ، يغفر الله لكم وهو الرحمن الرحيم} (سورة يوسف، آية 92) .
– واحدة من مظاهر حرص الدين الإسلامي على تعزيز روح العفو والتسامح هي قول رسول الله – صل الله عليه وسلم – : { وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا }، وقوله: { من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء }، وقد جعل الله تعالى التسامح من أهم صفات المؤمنين في قوله تعالى: { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } سورة آل عمران [الآية: 134] .
من مظاهر التسامح في الإسلام حفظ حقوق غير المسلمين والتعامل معهم بالأخلاق الحسنة، وعدم إكراه أحد على دخول الدين، بالإضافة إلى دعوة الجميع للتعايش السلمي مع أصحاب الديانات الأخرى .
هذا يؤكد بشكل واضح على أهمية نشر روح التسامح والعفو والصفح عند الإخوة والأقارب وجميع أفراد المجتمع بشكل عام .
أثر العفو والتسامح
يعرف الجميع أن العفو والتسامح والمحبة لهم أثر كبير على الإنسان ومجتمعه، ومنأهم هذه الآثار:
تعزيز العلاقات العائلية ونشر المحبة، والتخلص من الكراهية والضغينة والعنف والرغبة في الانتقام .
ينبغي التحلي بالعفو والتسامح والحرص على نشرهما بين الجميع، فهما من الأسباب التي يرضى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عنها .
يساعد التسامح في تحسين الراحة النفسية والتخلص من الشحناء والغضب المؤدي إلى العديد من الاضطرابات الصحية .
يساعد التسامح على تعزيز معنى الرحمة تجاه المسيء، بالإضافة إلى تقدير الضعف البشري للإنسان المخطئ، خاصةً أن أي إنسان يمكن أن يقع في براثن الضعف البشري في أي وقت .
يساعد التسامح في حل الخلافات بين الأقارب والأخوة وأبناء العمومة، ويعمل على تعزيز المحبة بينهم وتعزيز أهمية التواصل الأسري وبر الوالدين وزيارة الأقارب بشكل مستمر، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى تحقيق التوازن والمحبة في المجتمع .