التربية الاخلاقية في سورة الحجرات
سورة الحجرات” هي سورة نزلت في المدينة، وفيها ذكرت العديد من المكارم الأخلاقية المهمة في التعاملات، ولذلك سميت باسم “سورة الأخلاق”. ويعود تسميتها بـ”الحجرات” إلى حجرات منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتحثنا الآيات الكريمة في هذه السورة على اتباع الخلق الحميد في التعامل مع الله سبحانه وتعالى، ومع نبيه الكريم، ومع العلماء، ومع جميع المؤمنين، وحتى مع من نختلف معهم .
تفصيل التربية الأخلاقية في سورة الحجرات
في هذه السورة الكريمة، خاطب الله جل وعلا المؤمنين بندائه خمس مرات، وفي كل مرة يأتي معها قيمة أخلاقية معينة تدعو إلى التصرف بالأفضل، وفي المرة السادسة، دعا الله جميع الناس للتوجه إلى هدايته لحفظ أمنهم وسلامتهم .
الآية الأولى
قال الله تعالى :يا أيها الذين آمنوا، لا تقدموا بين يدي الله ورسوله، واتقوا الله، إن الله سميع عليم”، وتحذير في هذه الآية للمؤمنين بألا يقدموا رأيهم عما جاء في النهج القرآني والشريعة الإسلامية، وأن لا يتدخلوا في الدين بشيء يخالف الكتاب والسنة .
الآية الثانية
قال تعالى :يا أيها الذين آمنوا، لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون.” في هذه الآية، نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين عن رفع أصواتهم فوق صوت رسول الله في مجلسه، ويجب عليهم أن يحتفظوا بالسكينة والوقار والاحترام وأن يتأدبوا أمامه، وقد نزلت هذه الآية فيما يتعلق بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما عندما اختلفا في شأن ما أمام رسول الله، ورفعا صوتهما فوق صوته .
الآية السادسة
قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } ، وهذه الآية حث فيها ربنا جل وعلا المؤمنين من التيقن من الأخبار التي ترد إليهم وعدم السير وراء الإشاعات ، والتثبت والتيقن والبحث عن الحقيقة ، وهذه الآية توحي لينا طريقة التعامل بشيء من الحذر مع الفاسقين لإتقاء الفتنة .
الآية الحادية عشر
قال تعالى: أيها الذين آمنوا، لا يجب أن يستهزئ قوم بقوم، فقد يكونون أفضل منهم، ولا يجب أن تستهزئ نساء بنساء، فقد يكن بعضهن أفضل من البعض. ولا ينبغي لكم أن تشتموا أنفسكم وتستخدموا الألقاب السيئة، فالاسم الفاحش بعد الإيمان هو أمر سيء. ومن لم يتوب فإنه ظالم. يوضح لنا هذا الآية الكريمة السلوك الصحيح في التعامل مع الآخرين، حيث يحثنا على تجنب الاستهزاء والتحقير. فقد يكون الشخص الذي نستخف به أفضل وأعلى منا في المرتبة. ويحثنا أيضا على عدم السب والتشهير، فهذه التوجيهات القرآنية تعتبر قدوة لنا في تجنب هذه السلوكيات السيئة .
الآية الثانية عشر
قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا، اجتنبوا كثيرا من الشك، فإن بعض الشك إثم، ولا تتجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا؟ فكرهتموه، واتقوا الله، إن الله تواب رحيم}، نهانا الله في هذه الآية عن الشك والتجسس والتصرف بأسرار الناس بدون إذنهم، ونهانا عن الغيبة بمثال يبشع هذا الفعل .
الآية الثالثة عشر
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } ، خطاب عام لبني البشر وتذكيرهم بأنهم من نفس واحدة ولا تمييز بينهم عند الله إلا بالتقوى .