البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه
يمكن الوصول إلى خطوات البحث العلمي وفهمها من خلال فهم المعنى العام للبحث العلمي ومعرفة طرقه. يعرف البحث بأنه عملية استقصائية منهجية تتضمن جمع البيانات وتحليلها لفهمها وتوثيقها وفقا للمنهجيات المناسبة في كل مجال من مجالات العمل والتخصص الأكاديمي.
مفهوم البحث العلمي
يتم إجراء البحث بهدف تقييم وتفسير الفرضيات من حيث صحتها أو عدم صحتها، ثم يتم جمع المعرفة والمعلومات المكتشفة وتوثيقها من خلال الرجوع إلى الدراسات والأبحاث السابقة والبحوث الأدبية وجميع المصادر التي تساهم في كتابة الأبحاث بجميع أنواعها، بما في ذلك الأبحاث العلمية.
يمكن تعريف البحث العلمي بأنه دراسة تتطلب التخطيط الجيد والمنهجية العلمية للقيام بها بشكل صحيح. يتم ذلك من خلال تحديد الموضوع أو القضية التي تريد دراستها، وتخطيط الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك، وتحديد المنهجية العلمية اللازمة لتنفيذ البحث بشكل صحيح.
يعرف البحث العلمي بأنه مجموعة إجراءات تتبع لتعميق الفهم من خلال التفكير النقدي، حيث يساعد على توضيح التفسيرات واستكشاف كل جانب منطقي عن طريق التجربة وتطوير أساليب وافتراضات حديثة، التي تساهم في تجديد النهج وابتكار أشياء جديدة. تعتبر وظيفة البحث الرئيسية هي طرح الأسئلة الجديدة وتحقيق التقدم في جميع المجالات، بالإضافة إلى اكتشاف الابتكارات والمعرفة التي تعود بالنفع على الشعوب في المستقبل.
تعريف العلماء للبحث
يعرف البحث العلمي في الإنجليزية بـ (Scientific Research) وهو منهج لوصف الوقائع من خلال بعض المعايير التي تساعد على النمو المعرفي، والجدير بالذكر أن اتجاهات الباحثين فيما يتعلق بتعريف البحث العلمي قد اختلفت وفقاً لقناعاتهم العلمية وميولهم ومن بين تلك التعريفات والآراء نذكر التالي:
- وضع الباحث (فريدريك كيرلنجر (Fredrick Kerlinger) تعريف له على النحو التالي: التصميم التجريبي الناقد والمنظم والمضبوط يحدد طبيعة العلاقات بين متغيرات ظاهرة معينة.
- بينما (محمد عناية) فقد عرفه بأنه: يشير التحقق المنهجي باستخدام أساليب ومناهج علمية محددة إلى التحقق من صحة الحقائق العلمية وتصحيحها أو إضافة معلومات جديدةلها.
- (عبد الباسط خضر) هو: “عمليّة فكريّة مُنظَّمة، يقوم بها شخصٌ يسمّى (الباحث)؛ من أجل تقصِّي الحقائق في مسألة، أو مشكلة مُعيَّنة تُسمّى (موضوع البحث)، باتّباع طريقة علميّة مُنظَّمة تُسمّى (منهج البحث)؛ بغية الوصول إلى حلولٍ ملائمة للعلاج، أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المُماثِلة تُسمَّى (نتائج البحث)”.
على الرغم من الاختلافات بين تلك التعريفات المختلفة، فإنها تتفق جميعًا على بعض النقاط الأساسية، من بينها:
- لا يعتمد البحث العلمي على الأساليب غير العلمية مثل الخبرة، بل يتبع منهجًا وأسلوبًا منظمًا في البحث.
- يتميز البحث العلمي بالقدرة على التأقلم داخل البيئات التي يتم دراستها وبالتالي يصبح من الممكن السيطرة عليها، إذ يسعى البحث العلمي نحو زيادة معرفة الإنسان بمسألة البحث وزيادتها.
- يهدف البحث العلمي إلى جمع جميع المعلومات المتاحة وإجراء الاختبارات اللازمة للتحقق من صحتها وتأكيدها تجريبيًا، ومن ثم الإعلان عنها ونشرها.
- تعتمد الأبحاث العلمية في جميع المجالات، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو تربوية أو معرفية أو مهنية، وتغطي جميع المشكلات المختلفة التي تواجه الحياة.
وعلى ذلك ومن خلال جميع ما سبق يمكن الوصول إلى تعريف مختصر للبحث العلمي يشمل كافة التعريفات السابقة فهو العملية التي يتم التخطيط إليها تعتمد على العديد من الخطوات وفي الوقت ذات تتسم بالموضوعية بهدف البحث حول ظاهرة ما والتعرف على المبادئ والحقائق اللازمة من أجل التوصل إلى الحلول ذات الصلة بالمشكلات وجميع المجالات.
أساليب البحث العلمي
هناك العديد من المناهج والأساليب التي يستخدمها الباحثون في أبحاثهم، وتشمل هذه الأساليب ما يلي:
- النظري الأساسي: يهدف هذا البحث إلى الوصول إلى نظريات جديدة لتطوير الأبحاث الموجودة سابقا.
- الأسلوب التطبيقي: يسعى إلى التركيز على المشكلة في الواقع لتحديد العلاقة بين الظاهرة المحددة والمشكلة.
- الأسلوب الإجرائي: يتم استخدامه عندما يستجيب الباحثون لحدث ما ويتعاملون معه.
- الأسلوب التطويري: يهدف إلى تحقيق نتيجة فعالة لاستخدامها وتطويرها في حدث معين.
- الأسلوب التاريخي: يتمحور اهتمام الباحث حول ما حدث في الماضي من أحداث، ويتركز على فهم وتحليل تلك الأحداث باستخدام أسس دقيقة منهجية وعلمية.
- الأسلوب الوصفي: تستند البحوث الخاصة بالعلوم التربوية والاجتماعية والسلوكية على هذا النوع من البحث الوصفي، الذي ينقسم إلى نوعين من الدراسات: الدراسات السببية المقارنة والدراسات المسحية.
خطوات البحث العلمي
لتنفيذ بحث علمي بطريقة صحيحة وتحقيق النتائج والأهداف المرجوة، يجب اتباع بعض الخطوات الهامة والأساسية، والتي تتضمن الترتيب الآتي:
- تحديد المشكلة أو الهدف: هذا هو الطريق الذي استخدمه العلماء للوصول إلى جميع الحقائق، بما في ذلك كيفية سقوط التفاحة وكيفية طيران الطائر وكيفية إضاءة المصباح. وقد وضعت كل هذه المشكلات تحت الدراسة حتى تم الوصول إلى حلول جذرية لهذه الأسئلة.
- يتضمن هذا جمع الحقائق والأهداف بشكل دقيق ومقارنتها مع الدراسات السابقة.
- يعتمد استخدام المخيلة الواسعة كسلاح، ويتطلب الأمر الحرص على الاستمتاع بالبديهة السريعة ودقة الملاحظة.
- تحديد فترة البحث الزمني مع تحليل المشكلة أو الهدف.
- يتضمن حل المشكلة وضع الفرضيات الأولية المتعلقة بها، ثم تحديد الأسباب التي تؤدي إلى تغيير النتائج أو العمل على تحقيقها.
- تتطلب الوصول إلى الأهداف تطوير القوانين والنظريات المتبعة.
- تطبيق البيانات والفرضيات على أرض الواقع.
- يتم جمع البيانات والنتائج ومن ثم تحليلها وتصفيتها.
- يتضمن الحل النهائي للوصول إلى نتائج دراسات سابقة مقارنة الدراسات والنتائج والتأكد من سيرها على المسار الصحيح.
أدوات البحث العلمي
تعني أدوات البحث العلمي تلك الوسائل التي تساعد على الدراسة والبحث، وتجعل من السهل على الباحث تصور العملية البحثية وتحليل البيانات ونشر النتائج. وفيما يلي أهم أدوات البحث العلمي التي يعتمد عليها:
- الملاحظة: تعتبر أداة جمع المعلومات ومراقبة السلوكيات والظواهر وجميع المتغيرات المرتبطة بالسلوك والظواهر ومتابعة اتجاهاتها وسيرها، واحدة من أقدم أدوات البحث المستخدمة.
- الاستبيان: الاستبيان هو أداة جمع المعلومات المتعلقة بموضوع محدد، ويتم ذلك من خلال استخدام استمارة محددة تحتوي على العديد من الأسئلة المنظمة بطريقة معينة. يوجد ثلاثة أنواع من الاستبيانات، أولها الاستبيان المقيد الذي تكون فيه الأسئلة ذات نمط الاختيارات المتعددة، حيث يتم كتابة إجابات مختلفة تحت كل سؤال ويتعين على المستجيب اختيار إحدى تلك الإجابات أو عدة منها. أما الاستبيان المفتوح، فهو أحد أنواع الاستبيانات التي تترك للمستجيب حرية الإجابة عن الأسئلة بالطريقة التي يريدها. وأما النوع الثالث، فهو الاستبيان المقيد المفتوح، وفيه يحدد الباحث عددا محددا من الإجابات المتاحة للمستجيب للاختيار من بينها، ويمكنه إضافة بعض آرائه الخاصة.
- المقابلة: تعتمد جمع المعلومات على الحوار الذي يحدث بين الباحث والمستجيب، ويقوم الباحث بخلق جو ودي بينه وبين المستجيب. يوجد العديد من أنواع المقابلات، منها المقابلات المغلقة والمقابلات المفتوحة والمقابلة شبه المفتوحة.