الام المفاصل و علاجها بالتردد الحراري
التهاب المفاصل الروماتويدي هو الحالة المرضية الأكثر شيوعا على مستوى العالم للأم العظام ومشاكل المفاصل، حيث يوجد أكثر من 200 نوع من الأمراض ذات الصلة، ولكن التهاب المفاصل الروماتويدي هو الأشهر بينها. عند حدوث التهاب المفاصل الروماتويدي، يرسل إشارات إلى الدماغ تحمل رسائل وجود ألم في عناصر المفصل من العظام أو الأربطة أو الغضاريف التي تحمي العظام، أو من السائل الزليل الذي يساعد المفصل على الحركة. يستجيب الدماغ لهذه الإشارات ويقوم بإرسال المواد الكيميائية التي تسبب الألم. يعتبر هذا النوع من الالتهابات أكثر انتشارا بين النساء بالمقارنة مع الرجال، ويتأثر بعوامل مثل الوراثة وعدم الحركة وعدم القيام بالتمارين الرياضية، وخاصة المشي أو السباحة، وكذلك السمنة وزيادة الوزن، بالإضافة إلى عدم تناول المواد الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم والفوسفور، مثل الأسماك والخضروات والفواكه ومنتجات الألبان. إشارات الألم التي يرسلها الدماغ هي واحدة من عوامل الدفاع للجسم عن نفسه وتنبيه صاحبه لاتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث تعتبر آلام المفاصل إنذارا مبكرا قبل الوصول إلى مرحلة العجز وتعقيد المشكلة وعدم قدرة الطب على علاجها، حيث تتحول إلى تيبس في المفاصل وعدم قدرة المريض على التحرك بشكل صحيح وأداء أعماله اليومية المعتادة .
◄ العلاج الحالي : يستخدم الأطباء العديد من طرق العلاج المختلفة التي قد تكون فعالة لفترة معينة، ولكنها لا تستمر طويلا، ومن بينها حقن المفصل بجرعة من الكورتيزون التي تعالج التهابات المفصل لبعض الوقت وتساعد المريض على استعادة صحته، ولكن تأثيرها مؤقت ويتلاشى، بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب تكرارها بسبب الآثار الجانبية التي يمكن أن تؤثر على العظام وصحة الجسم بشكل عام. في بعض الأحيان، يلجأ الأطباء إلى غسيل المفصل لإزالة المواد الكيميائية الموجودة فيه، ولكن هذه العملية لا تكون فعالة بشكل كبير وقد لا تكون لها تأثير .
◄ موجات كهربائية : في بعض الدراسات التي أجراها الباحثون، توصلوا إلى أن القدماء المصريون كانوا يستخدمون أنواعا معينة من الأسماك التي تصدر موجات كهربائية عند وضعها في قاع حوض مائي؛ وكانوا يطلبون من المريض وضع ذراعيه أو قدميه في هذا الماء لاستقبال الموجات الكهربائية التي تتولد من تلك الأسماك؛ حيث كان المريض يشعر بالتحسن ويتم علاجه مع الوقت. وعند دراسة هذه الظاهرة، وجد العلماء أن الموجات الكهرومغناطيسية التي تتولد من تلك الموجات الكهربائية لها تأثيرا علاجيا على المفصل، حيث يقوم الطبيب بتسليط تلك الموجات على الجلد القريب من المفصل، مما يحدث تذبذبات كهرومغناطيسية تعالج آلام المفصل، ولكن تأثيرها يختفي مع الوقت نظرا لاعتياد الجسم عليها. وفي هذه الحالة، يلجأ الأطباء إلى إجراء جلسات متتالية على فترات مختلفة، وفي كل مرة يتم تغيير التردد وبعض المعدلات الأخرى للاستجابة لها. وقد نصب بعض الأطباء محفزا كهربائيا في الحبل الشوكي بالعمود الفقري، والذي يعمل على تشويش رسائل الألم التي تصل إلى المخ ومنعها من الوصول، وإفراز مواد مسكنة لتسكين آلام المفصل، ولكن هذه الطريقة باهظة الثمن كما أنها تفقد فعاليتها بعد فترة من الوقت .
◄ العلاج الحراري : تم تطوير تقنية حديثة تسمح للأطباء والباحثين بتوليد موجات كهرومغناطيسية داخل تجويف المفصل والاستفادة من العظام الموجودة لتعكس هذه الموجات الكهرومغناطيسية نحو المفصل، مما يؤدي إلى زيادة فترة تواجد الموجات داخل المفصل والتجويف الداخلي والحفاظ على تأثيرها لفترات طويلة جدا دون أي تأثير على وظائف الجسم. يتم ذلك عن طريق إدخال إبرة رفيعة باستخدام المخدر الموضعي، ويمكن للطبيب، من خلال هذه الإبرة، إرسال تردد حراري محدد وذبذبات معينة يتم ضبطها مسبقا للتأكد من حدوث الموجات الكهرومغناطيسية داخل التجويف المفصلي. يتم حقن بعض المسكنات والسوائل التي يحتاجها المفصل لتسكين الألم، حيث تحتاج الترددات الحرارية وقتا للتأثير داخل المفصل، ولكن هذا التأثير يستمر لسنوات طويلة في الحالات المرضية. لذلك، يتم حقن المريض بالمسكنات الأخرى حتى لا يشعر بالألم، حتى تتمكن الترددات الحرارية من تحقيق تأثيرها المستمر. يتم استخدام هذه التقنية في الحالات المستعصية وكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب وغيرها، والتي تمنعهم من استخدام الأدوية الأخرى خوفا من تأثيرها على الحالة الصحية. ومع ذلك، هذه التقنية لا تؤثر تماما على وظائف الجسم، وهي فعالة بشكل كبير وتحسن حالة المريض وتجعله قادرا على أداء التمارين الرياضية والعلاج الطبيعي الخاص به بشكل أكبر فعالية .