الاظهار الشفوي
الإظهار الشفوي، هو إظهار الميم الساكنة في القرآن الكريم إذا جاء بعدها أي حرف من حروف اللغة العربية فيما عدا حرفي الباء والميم، أي بعد الميم الساكنة إذا وقع حرف من حروف الهجاء ما عدا حرفي الباء والميم، يجب إظهار الميم الساكنة عند القراءة، ولا يجوز الإخفاء أو الإدغام، والإظهار واجب دون استثناء، سواء كانت هذه الميم مع ما بعدها في كلمة أو في كلمتين.
معنى الميم الساكنة
الميم الساكنة هي الميم الخالية من الحركة والتي يكون سكونها ثابتا في كل من الوصل والوقف، وسواء وقعت في حرف أو اسم أو فعل، وسواء كانت متطرفة أو ساكنة. ولها ثلاثة أحكام هي الإظهار والإدغام والإخفاء، وبما أن حرف الميم شفوي فإنه يخرج مع إطباق الشفتين، وتتصف جميع أحكامها بالشفوية. وأصبح الأمر عبارة عن ثلاثة أحكام هي: الإظهار الشفوي “إدغام مثلين صغير”، الإدغام الشفوي، الإخفاء الشفوي، وتشمل أحكام الميم الساكنة الثلاثة أحكاما.
لما عرف الإظهار الشفوي بهذا الاسم
عرف الإظهار الشفوي بأنه شفوياً لأن حرف الميم الظاهر مخرجه من الشفتين، وبأنه إظهاراً لأن الميم الساكنة تظهر عند الالتقاء بكل الحروف الهجائية فيما عدا الباء والميم، والسبب في الإظهار الشفوي عند وجود هذه الحروف هو التباعد ما بين مخرج وصفة الميم الساكنة عن مخارج وصفات أكثر حروف الإظهار.
ولكن الميم تتقارب مع الفاء وتتجانس مع الواو، فلماذا لا تدغم الميم في كل منهما؟ الجواب هو أن الميم لا تدغم في مقاربتها مع الفاء بسبب الغنة التي تحتويها، وبسبب قوة الحرف الميم وضعف الحرف الفاء، ولا يجوز دمج الحرف القوي مع الضعيف. أما بالنسبة للواو، فلا تدغم فيها على الرغم من وجود التجانس والاتحاد في المخرج، وذلك لأنه إذا تم دمج الميم في الواو، سيصبح الأمر غير مفهوم، هل هي ميم أم نون؟ ومن أمثلة ذلك قوله تعالى (عليهم ولا الضالين)، (عند ربهم ومغفرة)، (لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
ومن أمثلة الإظهار الشفوي في القرأن الكريم:- – يشتمل استخدام الهمزة مع الميم الساكنة في كلمة `الظمآن`، وتحديدا في الآية القرآنية `والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوقاه حسابه والله سريع الحساب`.
توجد حرف التاء المربوطة بحرف الميم الساكنة في كلمة `أمتا`، وتحديدًا في الآية التي تقول: `لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا`. وكذلك حرف الزاي المربوط بحرف الميم الساكنة في كلمة `رمزًا`، وتحديدًا في الآية التي تقول: `قال رب اجعل لي آية، قال آيتك ألَّا تكلم الناس ثلاثة أيام إلَّا رمزًا، واذكر ربك كثيرًا وسبِّح بالعشي والإِبكار`.
معنى الإخفاء الشفوي
الإخفاء الشفوي هو عملية إخفاء الميم الساكنة عندما تليها حرف متحرك، ويسمى في هذه الحالة إخفاء شفويًا، ولا يحدث إلا في كلمتين، ويجب تجنب الضغط الزائد على الشفتين وعدم ترك فراغ بينهما، ويمكن حدوث الإخفاء الشفوي للميم الأصلية أو للميم الجمع.
يعرف شفويا بأنه عندما يخرج الميم والباء من الشفتين، وهو يحمل حرفا واحدا هو الباء. ويسمى الإخفاء لأنه يخفي الميم الساكنة عند التقائها بالباء. ويحدث الإخفاء عندما تتشابه مخرجات الميم والباء وصفاتهما، مما يجعل الظهور والادغام ثقيلين، ولذلك يحدث الإخفاء. وسبب الاتحاد في هذه الحالة هو تشابه مخرج الميم والباء وتقاربهما في الصفات. ومن أمثلة ذلك في القرآن الكريم (وكلبهم باسط)، (ترميهم بحجارة)، (فاحكم بينهم). وعلامة الإخفاء الشفوي المميزة هي تعرية الميم من الحركة.
معنى الإدغام الشفوي
الإدغام الشفوي هو إدغام الميم الساكنة بميم بعدها بغنة كاملة ويكون إذا وقعت الميم المتحركة بعد الميم الساكنة، وفي هذه الحال يكون الإدغام الشفوي واجب وسمي هذا إدغام متماثلين صغير، ولابد من إطباق الشفتين الكامل والإدغام لا يأتي إلا بكلمتين مثل (من ماء مهين) ويكون النطق (مم مائم مهين)أو ( أم من، كم من فئة).
ويعرف الإدغام الشفوي بإدغاد مثلين صغير لوسمي إدغام لأن الميم الساكنة دخلت بالميم المتحركة تماماً، وسمي مثلين لأن المدغم والمدغم فيه متحدان في الوصف واللفظ والرسم، وسمي صغير لأن الحرف الأول ساكن والحرف الثاني متحرك، والعلامة الدالة عليه في الكتاب الكريم تعرية الميم الأولى من الحركات وتشديد الميم المدغم فيها.
حكم الميم والميم المشددتين
يجب أن يظهر التنوين والشدة بوضوح في الحرف الميم (م) أو النون المشددتين (ن) سواء كانتا في كلمة واحدة أو في كلمتين، وسواء كانتا تحركتا أو سكنتا وظهرتا أو اختفتا أو تم تشديدها بحركتين. ينطبق ذلك على الحروف والأسماء والأفعال سواء كانوا في منتصف الكلمة أو في نهايتها. يشار إلى هاتين الحرفين بأحرف الغنة، وكل منهما يعتبر حرفا مشددا، ويكون التنوين متبوعا بالنون المشددة إذا تبعها نون فتنطق النون مشددة. يجب أن يتم التأكيد على ذلك.
من بين الأمثلة المذكورة (يعمر، منهم ما، سموهم، أمة، جما، لما، ثم، ناصرين، نحن نشأ، أتحاجوني، يكرههن، الناس، الجنة، أنا، إن).