الاختبارات الجينية للتنبؤ بخطر الإصابة بالسرطان
يعتبر مرض السرطان واحدا من أخطر الأمراض في العصر الحديث بسبب تطور وتعقيد التكنولوجيا التي أدت إلى تطور وتعقيد الأمراض. يشمل مرض السرطان مجموعة واسعة من الأمراض التي تنشأ نتيجة لنمو غير طبيعي للخلايا، حيث تبدأ هذه الخلايا في الانقسام بدون رقابة وتتمتع بالقدرة على اختراق الأنسجة وتدمير الأنسجة السليمة التي تنتشر في جميع أنحاء الجسم. احتمالات الشفاء من هذا المرض تتحسن يوما بعد يوم بفضل الدراسات والأبحاث المتعلقة بالأدوية، وأصبحت طرق الكشف المبكر عن المرض تسهل القضاء عليه في مراحله الأولى
على الرغم من أن الإصابة بمرض السرطان ليست جينية أو وراثية، إلا أن هناك أنواع معينة من مرض السرطان، مثل سرطان المبيض والثدي والبروستاتا. تتأثر تلك الأنواع من السرطان بالعوامل الجينية. يحمل البشر جينات خاصة تعمل على حماية الإنسان من الإصابة بمرض السرطان أو أي مرض مزمن. تقوم تلك الجينات بشكل طبيعي بتصحيح أي خلل يحدث في بنية الحمض النووي الوراثي (DNA) خلال الانقسامات الخلوية. يؤدي توارث الأشكال المتحورة والمتغيرة من تلك الجينات إلى زيادة معدلات الإصابة بتلك المرض، لأن الجينات المتحورة تكون غير قادرة على إصلاح الخلايا المتضررة، مما يزيد من التورم. من أهم الجينات التي تسبب الإصابة بمرض السرطان هما الجين المتحور BRCA1 والجين المتحور BRCA2. تزيد تلك الجينات من خطورة إصابة النساء بسرطان الثدي وسرطان المبيض، وتزيد أيضا من خطر إصابة الرجل بسرطان البروستاتا. جينات BRCA ليست هي الجينات الوحيدة التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان. فقد تم تحديد أكثر من 70 جينا متحورا جديدا يترافق مع زيادة خطر الإصابة بأنواع سرطانات الثدي والبروستاتا والمبيض. ولكن تلك الجينات وحدها لا تسبب السرطان إلا بنسب ضئيلة، ولكنها تترافق مع عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة. يمكن نقل الجينات بالوراثة للأطفال .
الاجراءات التي ينبغي القيام بها لتعلم أنك معرض للإصابة بالسرطان :
عند اصابة أحد افراد العائلة بتلك المرض فيمكن لأفراد العائلة اللجوء إلى الاختبار الجيني للكشف عن وجود احد الجينات المؤهلة للإصابة بالسرطان و يعرف هذا الاختبار باسم الاختبار الجيني التنبؤي ، لا يعنى ان الاختبار ايجابي ان الشخص مصاب بالسرطان او سوف يصاب بيه و لكن يكون هناك زيادة في خطر الاصابة بالمرض .
ايجابيات و سلبيات الاختبار : يعتمد هذا الاختبار على رغبة الشخص في الاطمئنان على نفسه من محاسنه. ينبغي على الشخص الانتباه إلى ضرورة اتخاذ بعض الخطوات لتجنب الإصابة بذلك المرض في حال كانت النتيجة إيجابية. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع نمط حياة صحي والابتعاد عن مسببات المرض وإجراء الفحوصات المنتظمة للتحري عن المرض وتناول الأدوية الوقائية أو الجراحات الوقائية. وأما عيوب هذا الاختبار، فتتمثل في أن نتائج بعض الاختبارات غير حاسمة، مما يعرض الشخص للقلق بشأن احتمالية الإصابة بذلك المرض الخطير .
يتضمن الفحص عدة خطوات، بما في ذلك وجود شخص قريب مصاب بمرض السرطان، وإجراء اختبار تشخيصي للدم لمعرفة ما إذا كان لديه جين يجعله عرضة للإصابة بالسرطان، وتظهر النتيجة خلال ستة إلى ثمانية أسابيع إذا كانت النتيجة إيجابية، فيمكن إجراء اختبار جيني تنبؤي لمعرفة ما إذا كانت للشخص الذي يتم اختباره نفس الجينات، وتظهر النتيجة خلال عشرة أسابيع من استخراج العينة، ولكن من الأهمية بمكان فحص جينات الشخص المصاب أولا ..