صحة

اكتشاف أسباب السلوك العدواني

لقد اعتمد تفسير السلوك العدواني لفترة طويلة على عوامل نفسية مثل الإحباط الشديد والاضطهاد والضغط العصبي والتعرض للعنف في سن مبكرة من العمر. ويرى علماء النفس السلوك العدواني على أنه سلوك مضطرب يصاحبه انحراف نحو التخريب وإلحاق الأذى بالآخرين، قد يتطور في نهاية المطاف إلى الانتقام. في الثمانينيات، ربط العالم النفسي جيمس ديبس بين العدوانية وهرمونات الذكورية، واستشهد بأن نسبة ارتكاب الرجال للجرائم تزيد عن نسبة النساء بستة أضعاف في معظم المجتمعات الإنسانية. ومع ذلك، في دراسة حديثة أجريت في نوفوسيبرسك الروسية، تبين أن سبب العدوانية لدى الثدييات، بما في ذلك الإنسان، يرجع إلى وفاة كمية كبيرة من الخلايا العصبية في المخ وأن هذا الأمر يبدأ في سن مبكرة من العمر .

لماذا نكون عدوانيون ؟
في دراسة حديثة أجريت في جامعة نوفوسيبيرسك بروسيا، تضمنت مجموعتان من فئران التجارب، إحداهما هادئة والأخرى عدوانية، تم اكتشاف أن السبب الرئيسي لهذا السلوك العدواني هو موت كمية كبيرة من الخلايا العصبية في المخ، وأن هذه الخلايا تتشكل في مراحل مبكرة من تكون الأجنة، وأنه في حالة الفئران العدوانية، يبدأ موت الخلايا في مراحل مبكرة من ولادتها، وكان السبب وراء ذلك هو ارتفاع نسبة بروتين يسمى `عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ` (BDNF). الوظيفة الأساسية لهذا الهرمون هي تنظيم نمو الأعصاب المغذية لخلايا المخ. هل يمكن أن يكون هذا الاكتشاف طريقا للتخلص من السلوك العدواني البشري والقضاء على الجرائم وحوادث العنف التي انتشرت في معظم أنحاء العالم

المحفزات
على الرغم من أن الأسباب العلمية للعدوانية متعددة، إلا أن هناك عوامل محفزة تزيد من السلوك العدواني لدى الأشخاص، وأهمها هي:
• درجات الحرارة : تترتب الجرائم والسلوك العدواني على ارتفاع درجات الحرارة، حيث تزيد جرائم القتل والاعتداء في البلدان ذات الطقس الحار بشكل عام، على عكس البلدان الباردة .
• الإحباط والضغط العصبي : تعد الضغوط العصبية والإحباط واليأس عوامل هامة في دفع الأشخاص للعدوانية والعنف، وغالبًا ما يقدم أشخاص هادئون ومستقرين ولم يسبق لهم القيام بأي سلوك عصبي أو عنيف على ارتكاب جرائم تصل إلى القتل بعد تعرضهم للإهانة أو السخرية أو الفشل .
• الإعلام : في وقتنا الحالي تنتشر العديد من الوسائل الإعلامية التي تحض أو تبسط أو تعلي من شأن العنف ، مثل الأفلام التي تصور البطل العنيف أو القاتل الذي يلوذ بجريمته دون التعرض لعقاب . ومن الملاحظ ازدياد الأنشطة العنيفة لدى الأطفال بعد مشاهدتهم لما يعرف بأفلام الحركة أو الأكشن ، ويبدأ الطفل في تقليد ما يراه على الشاشة ويترسب داخله أن استخدام القوة دون الالتزام بالنظام المجتمعي والقانوني هو الأسلوب الأمثل للحياة .
• هرمون الذكورة : تزداد نسبة هرمون الذكورة بين المجرمين، مما يعكس العلاقة بين هذا الهرمون والعدوانية. ويُعتبر السلوك العدواني أكثر انتشارًا بين الذكور بنسبة 1:6 مقارنة بالإناث. يُلاحظ نفسالأمر في المملكة الحيوانية حيث يسيطر الذكر على القطيع وتكون الإناث أقل عدوانية في معظم الحالات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى