افضل العواصم القديمة على مر التاريخ

تقوم الحضارات في البلاد ذات المراكز الاستراتيجية ، وتنشأ على مدن بعينها حيث تتألق وتزدهر في مجالات ثقافية وفنية وعلمية لتنير العالم من فوق أراضي المدن التي نشأت عليها ، والتي تقوم بدورها على نشر تلك الحضارة ، واستمرارها لسنوات طويلة ، وتحفر تاريخها الحضاري لتظل صامدة حتى يومنا هذا حتى لا نتسأل متى ولماذا تتألق بعض المدن عن غيرها ، وتحتفظ بعبق التاريخ رغم مرور السنوات ، وهذه قائمة بأفضل العواصم التاريخية التي احتفظت ببريقها حتى الآن .

أفضل العواصم القديمة على مر التاريخ :
1. أثينا : وهي مدينة تاريخية قديمة يعود استيطان البشر فيها ما بين 5000 ، و7000 عام قبل الميلاد ، وقد اتخذت المدينة مركزا أساسيا في بناء الحضارة الميسينية ، لما تتمتع به من موقع جغرافي استراتيجي بين شعوب الإغريق ، ومركزا تجاريا هاما لعدة قرون متواصلة ، وقد واصلت أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد سطوعها ببدء العصر الذهبي الأثيني ، إذ ابدعت الحضارة الإغريقية في العديد من المجالات من سياسة وديمقراطية والتي كان على رأسها بريكليس ، أما في التاريخ فقد برع هيرودوت وثيوسيديدز ، كما ظهر في الطب أبقراط ، ولا نغفل عن ذكر أشهر فلاسفة اليونان مثل سقراط ، أفلاطون ، وأرسطو .

2. بيروت : عاصمة لبنان المشهورة ، التي تمتد تاريخها لمدة 1400 عام قبل الميلاد ، وتمتلك تاريخا غنيا حيث تحكمت فيها قوى مختلفة بميناء المدينة نظرا لأهميته التاريخية. وقد تعاقبت على حكمها الفينيقيون والإغريق والرومان والبيزنطيون والعرب والصليبيون والعثمانيون وحتى الاحتلال الفرنسي. وتشير السجلات التاريخية إلى أنها بنيت بواسطة بيبلوس وتطورت لتصبح مملكة مستقلة على ساحل البحر المتوسط .

3. أنقرة : كانت هذه المنطقة ملتقى للطرق التجارية القديمة في وسط هضبة الأناضول، حيث كانت مستوطنة حثية قبل أربعة آلاف عام، وبعد ألفين وخمسمائة سنة أصبحت واحدة من أهم مدن الإمبراطورية الفريجية بعد أن فتحها الإسكندر المقدوني عام 334 قبل الميلاد. وتلا ذلك حكم الإغريق والرومان والبيزنطيين والعرب والفرس والعثمانيين، واستمرت سيطرتهم عليها حتى عام 1356، وبعد ذلك أصبحت عاصمة تركيا في عام 1929 حيث اختارها مصطفى أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة لتكون مركزا لمقاومة السلطات العثمانية .

4. لشبونة : مدينة لشبونة الجميلة، التي كانت مركزا تجاريا عالميا في العصور الفينيقية منذ 1200 عام قبل الميلاد. عندما احتل الرومان إسبانيا والبرتغال في القرن الثاني قبل الميلاد، تم بناء المدينة وإقامة العديد من المعابدها والمسارح والحمامات فيها. ثم احتلها المسلمون في عام 711م. وكانت لشبونة ميناءا ومركزا بحريا هاما خلال عصر الاستكشاف، حيث استفادت من ثروات المستعمرات البرتغالية في البرازيل وأفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا .

5. دمشق : تعد هذه المدينة أقدم مدينة مأهولة بالسكان في التاريخ، حيث أثبتت الاكتشافات التاريخية باستخدام الكربون المشع وجود الإنسان على أراضيها في الفترة ما بين 10000 و8000 عام قبل الميلاد. وتتنافس هذه المدينة مع عدة مدن عربية في القدم، مثل أريحا في فلسطين وبيبلوس في لبنان، وتعود أهمية المدينة إلى موقعها عند تقاطع طرق آسيا وإفريقيا، مما جعلها مركزا تجاريا مرموقا. وحكمت عليها عدة دول على مر القرون، بما في ذلك الآراميين والآشوريين والبابليين، ثم احتلها الرومان في القرن الأول قبل الميلاد لتصبح موقعا عسكريا هاما في الإمبراطورية البيزنطية، ومن ثم سقطت في يد الدولة الأموية، حتى ازدهرت دمشق في العصور الوسطى وجذبت الفنانين والحرفيين لتصنع أروع الأعمال الفنية .

6. القدس : تذكر النصوص القرن الثاني قبل الميلاد مدينة القدس كواحدة من أقدم مدن العالم، وهي مذكورة في الكتاب المقدس، وهاجر الكنعانيون إليها قبل 3 آلاف عام قبل الميلاد وأطلقوا عليها اسم مدينة السلام أو مدينة الإلهى ساليم. وقد ذكر اسم القدس 680 مرة في الإنجيل، وشهدت المدينة تعاقب الحضارات والأمم، وهو ما يظهر في المخطوطات الآثرية والتاريخية، وتم بناء المدينة 18 مرة عبر التاريخ، وما زالت تحظى بانتباه البشر وأطماعهم مرورا بالعديد من الحضارات القديمة العريقة ووصولا للحضارة الإسلامية العربية التي نشأت على أراضيها .

7. الإسكندرية : تعد الإسكندرية عاصمة النور وعاصمة مصر طوال ألف عام من الزمن، وهي إحدى أهم عواصم مصر القديمة بجانب منف وطيبة والقاهرة الحديثة. أسسها الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد وسماها باسمه، وأعاد الملك بطليموس فيلادلفوس بناؤها لتصبح عاصمة العالم الثقافي بأكبر مكتبة ومنارة. عرفت الإسكندرية تنوعا ثقافيا ودينيا حيث عاش فيها أشخاص من مختلف الأجناس والأديان حتى انتهاء عصر البطالمة واجتياح جيوش الرومان لمصر، واستمرت كعاصمة لمصر الرومانية، ثم تألقت ثقافيا ودينيا وحضاريا بدخول المسيحية إلى المدينة، وأصبحت بعدها عاصمة للعالم كله، ثم تحولت لتصبح عاصمة للبلاد بعد دخول العرب مصر عام 641 ميلادية .

ملاحظة : تعنى الترتيب والقائمة بذكر بعض الأشخاص الذين وجدوا على الإنترنت من قبل المحرر ولا يوجد قياس محدد ولا يعتبر المقال مرجعًا للاعتمادات بالأفضلية .