تاريخ الرواية العربية المصرية يتميز بالعديد من الروايات التي تعتبر باكورة الأدب العربي. يتميز المؤلفون المصريون بقدرتهم على نقد الحياة، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو غير ذلك، بطريقة جميلة للغاية. تنجح الرواية المصرية في نقل ما يجري في المجتمع المصري من مميزات وعيوب، وعبر التاريخ، تنطلق الرواية المصرية وتحقق النجاح. تعتبر رواية زينب من أبرز هذه الروايات، وحتى الآن، تستمر الروايات المصرية في الشهرة وتحقيق الكثير من النجاحات، حيث تترجم إلى العديد من اللغات الأخرى وتحول إلى أعمال تلفزيونية وسينمائية. لذلك، سنستعرض أهم الروايات المصرية عبر التاريخ .
1- رواية الزيني بركات
وهذه الرواية من تأليف الكاتب الكبير جمال الغيطاني، صدرت لأول مرة في عام 1974. ركز الكاتب اهتمامه في هذه الرواية على الأوضاع السائدة في مصر، وخاصة القمع الشرطي ومعاناة الشعب المصري في الحصول على العدالة الاجتماعية التي كانت غائبة في ذلك الوقت. يبحث الجميع عن الديمقراطية والمساواة، والبطل الرئيسي للرواية هو الزيني بركات، الذي يعمل كرئيس لجهاز المخابرات في القرن العاشر الهجري ويسعى للوصول إلى منصب أكبر .
2- رواية زينب
هذه الرواية (2470) من تأليف محمد حسين هيكل، المؤسس الكبير للرواية العربية. إنها واحدة من أوائل الروايات العربية التي أثرت في تاريخ الأدب العربي. على الرغم من التحديات التي واجهتها والانتقادات التي تعرضت لها، إلا أنها حققت أعلى الجوائز كرواية مصرية عربية. تحكي هذه الرواية قصة حياة زينب في الريف المصري، وتصور تضارب حياتها بين حبها لبطل القصة وزواجها من شخص آخر. تنقلب حياة زينب وحياة الريف المصري رأسا على عقب، وتنتهي القصة بموت زينب بسبب مرض السل على يد حبيبها .
3- رواية قنديل أم هاشم
هذه الرواية من تأليف الكاتب الكبير يحيى حقي، الذي تمكن من إلقاء الضوء على الخرافات والجهل التي عاشها الشعب المصري في فترة ما، حتى أن عقولهم لم تستخدم أبدا في التفكير المنطقي والحكم على الأمور، بل كانوا يتبعون الخرافات بلا تفكير. فكان كل من يمرض يلجأ إلى علاجات هاشم التقليدية، في حين يسعى الكثيرون إلى البحث عن المعرفة والطب والتخلص من تلك الخرافات .
4- الطوق والأسورة
هذه الرواية هي للكاتب يحيى الطاهر عبد الله التي أصبحت نموذجا فريدا في الحكي المستمد من التراث والأسطورة، حيث استندت هذه الروراية على الحدوتة الأسطورية في وقت انتشرت فيه سلطة أصحاب الأموال والنفوذ مما أدى إلى حالة من القمع الاقتصادي، فبطل هذه الرواية هو مصطفى الذي انساق وراء المال وسافر إلى بلاد الغربة ليحسن من مستوى المعيشة وكانت أمه دائما في انتظاره .
5- رواية الحب في المنفى
هذه الرواية للروائي الكبير بهاء طاهر تتحدث عن قصة حب في خريف العمر، حيث يحدث هذا الحب بلا مقدمات ويواجه العديد من العوائق والظروف. تدور أحداث الرواية حول الصحفي الناصري الذي يعاني من أزمة كادت تدمر حياته. تعكس الرواية الهياج السياسي والقومي في العالم العربي ومدى المعاناة التي عاشها الشعب المصري والعربي خلال فترة الثمانينات .
6- رواية أيام الإنسان السبعة
تدور هذه الرواية للكاتب الكبير عبد الحكيم قاسم حول قرية مصرية، حيث تسلط الضوء على حياة الدروايش من الفلاحين الفقراء الذين يتوجهون كل مساء للذكر والانشاد بعد الصلاة. يعتبر هذا العمل من أهم الروايات التي ركزت على حياة الإنسان المصري البسيط ومدى معاناته، وهو شاهد واضح على الحالة السيئة التي عاشها الشعب المصري في الريف .
7- رواية عزازيل
وهي للكاتب والروائي الكبير يوسف زيدان وتعتبر من أهم وأشهر أعمال الكاتب يوسف زيدان والتي قد طرحناها من قبل ضمن أعماله، وقد حازت على جائزة البوكر عام 2009 ، فتتحدث الرواية حول الفترة الحرجة من تاريخ الكنيسة بين القرن الرابع والخامس الميلادي حيث غلبت عليها فلسفة اللاهوت، فتدور أحداثها حول ترجمة المخطوطات التي قام بها أحد المترجمين لمجموعة مخطوطات باللغة السريانية في القرن الخامس الميلادي والتي كانت داخل صندوق خشبي وقد عثر عليها حول محيط قلعة القديس سمعان .
8 – رواية لا ينام أحد في الإسكندرية
وهذه الرواية من أروع الروايات للكاتب إبراهيم عبد المجيد وقد حصلت على أفضل رواية في تاريخ الأدب العالمي وقد ترجمت إلى عدة لغات أخرى حيث تناولت الحياة في الإسكندرية في حقبة الأربعينات من القرن الماضي، وقد استطاع الكاتب الكبير أن يرسم لوحة رائعة للحياة في المجتمع المصري في هذه الفترة حيث الترابط الاجتماعي والوطني وكيف كانت حياة أسرة كاملة سافرت إلى الاسكندرية من الريف المصري بحثا عن الرزق الحلال حيث ارتبطت هذه الأسرة المسلمة مع أسرة مسيحية وفي هذه الأيام تعرضت الإسكندرية لحربا عالمية وحدثت غارات وأخذت دماء المصريين تسيل .
9- رواية أولاد حارتنا
لا يمكن تسليط الضوء على أفضل الروايات المصرية دون ذكر إحدى روايات الكاتب الكبير نجيب محفوظ. نجح في نقل معاناة المجتمع المصري بكل تفاصيلها بطريقة حقيقية وواقعية. كانت تجربة حقيقية يمكنه من خلالها رسم حياة بطل الرواية، الذي يدعى عرفة، وهو رمز للعلم والمعرفة ويعكس حياة ومعاناة قاسية عاشها في سبيل تطبيق هذا العلم في زمن تجاهل فيه الكثيرون العلم والحياة الدينية وتبعوا الجهل والخرافات .
10- رواية فساد الأمكنة
وهي للكاتب الكبير صبري موسى الذي اعتبرت من أهم الروايات المصرية التي تكشف الستار عن أخلاقيات الصحراء في مواجهة أخلاقيات المدينة، وهذه الرواية تتحدث عن حبل الدرهيب وعن نيكولا المأساوي وهو الحالم المتضائل بجنته المستحيلة، كما يلقي النظر عن مدى عري الطبيعة وطهرها وتقشفها وسطوتها وفردوسها القريب .