اعجاز النمل في القرآن الكريم
تحدث الله جل وعلا في كتابه العزيز عن النمل في العديد من الآيات الكريمة، وتتضمن سورة كاملة عن هذا الكائن، فما هي معجزة النمل التي يشير إليها الله في كتابه الكريم؟ .
النمل في القرآن الكريم
تحدث سورة النمل عن العديد من المعجزات التي تثبت تركيبة النمل وخلقه وحياته، بما في ذلك الحديث الذي دار بين النمل في قصة سيدنا سليمان، والذي يتضمن العديد من الآيات والتفاسير .
– كان من بين الآيات التي تحدثت عن النمل ( اتوا على واد النمل ) ، و تفسير هذه الآية ساروا حتى وصلوا إليهم و قد ذكرت كلمة وادي عند العرب ، بمعنى المكان الذي يعيش فيه القوم ، و قد ذكرت التفاسير أن مكان هذا الوادي ، كان بالشام و آخرين قالوا أنه بالطائف و آخرين قالوا أنه باليمن .
في كلمة “وادي النمل” تشعر بالتعدد، حيث يبدو أنه يضم جميع الفئات، ولقد تم اكتشاف تسعة آلاف نوع من النمل في هذا الوادي، ويتم تقسيمه إلى ملكات وعمال وجنود وذكور .
وبالنسبة لآية (لا يحطمنكم)، فإن التفسير اللفظي للآية يشير إلى الكسر والتحطم، وكان بإمكانها أن تقول (يقتلنكم)، ولقد أثبت العلم أن جسم النمل يتكسر ويتحطم عند الموت، حيث يختلف جسم النمل عن أجسام الكائنات الحية الأخرى
وبالنسبة للآية (وهم لا يشعرون)، فقد أعطت عذرًا لسليمان وجنوده، عند وصفهم بأنهم لا يعلمون، وهذا يدل على العدل والرحمة، وأنه لو لم يكن سليمان نبيًا فإن ذلك يعود إلى الفطرة السليمة في نفوس البشر .
بالنسبة لكلمة “قالت” التي استخدمتها عندما تحدثت النملة، نستنتج أن هذه النملة كانت إما ملكة أو شغالة. ونظرًا لأن الملكة هي الأحق بالتأنيث لأنها تلقح، في حين أن الشغالات عقيمات، فإن هذا يدل على أن النملة التي تحدث هي الملكة، وهي صاحبة الأمر .
تأدب النمل مع النبي سليمان
عندما سأل النمل عن قدوم سليمان وجنوده، وجد مجالا للسؤال والإجابة، وكان هناك مجالا لتحرك الجنود بعيدا عن وادي النمل، على الرغم من أنه كان من المفترض أن لا يكون هناك مجال، وقد أثبت العلم أن النمل لديه أجهزة استشعار حساسة تمكنه من اكتشاف قدوم جيش سليمان من خلال تذبذب الأصوات وتغير البيئة .
– أما عن كلمة سليمان و جنوده فقد كان من الممكن للنملة ، أن تقول ( ليحطمنكم الجيش ) ، دون أن تفصل بين سليمان و جنوده ، و هذا الأمر من باب التأدب ، فهذه النملة فصلت بين النبي سليمان ، و بين باقي الجيش ، هذا فضلا عن أن هذا الأمر يظهر اتباع النمل لملكته و لأمرها و احترامه لها .
بالنسبة لآية `وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون`، فقد تناول المفسرون هذه الآية بشكل كبير. وتحدث بعض المفسرون عن تنوع أنواع جيش سليمان واقتصارهم في تفسيرهم على هذا النحو لإظهار القوة الخفية في هذا الجيش. وربما ذكر ذلك لإبراز طبيعة المملكة. كان من الغريب أن يتكون الجيش من الطيور وليس الخيول، وحتى كلمة `الحشر` غير معتادة، ولكنها أشارت إلى قوة هذا الجيش .
صوت النمل
تشير العديد من الدراسات إلى أن النمل لا يستطيع التواصل بالكلام، وهذا يتعارض مع ما ورد في القرآن الكريم، وعلى الرغم من ذلك ، فقد أثبت أحد الباحثين أن النمل يصدر صوتًا محددًا عند شعوره بالخطر، وهذا ما حدث في قصة النملة التي تحدث عنها القرآن الكريم، وليس من الغريب أن يفهم النبي الذي تحدث مع الطيور صوت النملة أيضًا .