صحة

اضرار سوء استخدام ادوية السعال

الأدوية المختلفة للسعال متوفرة في الصيدليات ويمكن شراؤها بدون وصفة طبية. ومع ذلك، يتحول الاستخدام المفرط لهذه الأدوية إلى ضرر ويسبب آثارا جانبية سيئة وقد تكون مزمنة، خاصة إذا تم استخدامها بشكل مفرط، حيث تتحول إلى سموم غير متوقعة. ومن بين الأدوية الأكثر شهرة والتي يتم استخدامها بشكل مفرط بشكل كبير، خاصة بين المراهقين والشباب، هي أدوية السعال، وخاصة تلك التي تحتوي على المادة الفعالة ديكستروميثورفان أو الكودايين، والتي تستخدم لتخفيف السعال ومنع الرغبة في السعال ..

◄ استخدامات الديكستروميثورفان والكودايين : تمتلك المواد الفعالة العديد من المميزات عند استخدامها بالشكل الصحيح، فهي تعتبر علاجا فعالا للسعال الشديد ومهدئا لأعراض نزلات البرد، كما أنها تستخدم في تركيبات عدة أدوية تستخدم لأغراض متعددة، وعددها يتجاوز 100 دواء مختلف، وتتوفر بأشكال صيدلانية مختلفة، مثل الشراب المعلق والكبسولات والأقراص. ولكن، كيف يمكن لمواد فعالة ومفيدة إلى هذا الحد والمتاحة أن تشكل تحذيرا وخطرا؟ .

◄ ظاهرة سوء الاستخدام : في العديد من الدراسات حول أدوية السعال، وخاصة تلك التي تحتوي على المواد الفعالة مثل الديكستروميثورفان والكودايين، تبين أن الاستخدام المفرط والمسبب للأضرار والمخاطر قد زاد بنسبة عشرة أضعاف منذ التسعينيات وحتى الآن. وقد وجد الباحثون أن أكثر من 75% من المراهقين الذين يستخدمون هذه الأدوية بشكل سيء تتراوح أعمارهم بين تسع سنوات وسبعة عشر عاما .

◄ تفسير الظاهرة : تم دراسة هؤلاء المراهقين ومستخدمي هذه الأدوية بشكل سئ، ودرست الأسباب التي تدفعهم لفعل ذلك، وتوصلوا إلى أن استخدام الأدوية بالجرعات المعتدلة لا يشكل ضررا، أما استخدامها بجرعات مرتفعة جدا وكميات كبيرة تتجاوز المعايير، فيتحول إلى مواد فعالة تحفز الخلايا العصبية، وخاصة مادة السيروتونين، وهذه المادة تعتبر المسئولة عن السعادة والنشوة. يجدر بالذكر أن الأدوية التي تحتوي على الديكستروميثورفان لا تحتوي على هذه المادة فقط، بل تحتوي أيضا على مواد فعالة أخرى مثل مضادات الهيستامين ومسكنات الألم. عندما يزداد تركيز هذه المواد الفعالة في الدم، تنشط بطريقة مختلفة وتجعل المستخدمين يشعرون بالراحة التامة والانفصال عن الواقع والسعادة وعدم الوعي بالعالم المحيط. ولكن بسرعة، تتحول هذه الأدوية إلى سموم تسبب الهلوسة واضطرابات في القلب وفقدان السمع وتؤثر على البصر وتسبب الإدمان والتعود، وتسبب أيضا ضررا للوظائف الحيوية في الجسم والخلايا العصبية .

◄ افعال شائعة : ينبغي على الآباء أن يتابعوا أبناءهم والتأكد من بقائهم بعيدين عن هذا الاتجاه، وأن يكونوا أكثر حذرا في مراقبة تصرفات وأفعال أبنائهم. ومن بين التصرفات الشائعة التي تظهر على المراهقين عند استخدامهم لهذه الأدوية والإدمان عليها: تدهور الأداء الدراسي والاهمال في المذاكرة والواجبات المدرسية، الابتعاد عن الأسرة والانعزال في غرفهم معظم الوقت، والاهتمام المنخفض بالمظهر العام. بالإضافة إلى تقلبات المزاج السريعة وغير المبررة، فضلا عن فقدان الشهية واضطرابات النوم التي قد تتمثل في صعوبة النوم أو النوم بكميات كبيرة لفترات طويلة من اليوم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى