فيكتور ماري هوجو Victor Marie Hugo ولد عام 1802 في مدينة بيزنسون الفرنسية في منطقة الدانوب شرقي فرنسا. توفي عام 1882. كان شاعرا وأديبا وروائيا وهو من أبرز أدباء فرنسا في فترة الرومانسية المعروفة. ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات، بما في ذلك العربية. لقد ألف العديد من الدواوين التي حققت شهرة واسعة في فرنسا، بما في ذلك ديوان “تأملات” (Les Contemplations) وديوان “أسطورة العصور” (La Légende des siècles). اشتهر فيكتور هوجو خارج فرنسا بسبب قدرته على السرد، حيث كتب عملين يعتبران الأبرز على الإطلاق، وهما رواية “البؤساء” (Les Misérables) ورواية “أحدب نوتردام” (Notre-Dame de Paris). عاش فيكتور هوجو في المنفى أثناء حكم نابليون الثالث من عام 1855م حتى عام 1870م، وأسس جمعية الأدباء والفنانين العالمية وتولى رئاستها عام 1878 .
في جميع أنحاء العالم، تم وضع صورة فيكتور هوجو الشهيرة على الفرانك الفرنسي، وروايته الشهيرة `البؤساء` تم استخدامها كمصدر للعديد من الأعمال السينمائية والدرامية في العالم. بالإضافة إلى ذلك، قام فيكتور هوجو بكتابة العديد من المسرحيات، بما في ذلك المسرحية التاريخية `كرومويل` في عام 1827 ومسرحية `هرناني` في عام 1831. وبعد ذلك، تم تعيينه إماما للكتاب والأدباء الرومانسيين في عام 1862. قام هوجو بنشر أعظم أعماله على الإطلاق، وهي رواية `البؤساء`، ومن ثم رواية `الرجل الضاحك`. تم اختياره أيضا كعضو في مجلس الشيوخ الفرنسي في عام 1876، وقد نشر آخر رواية له في عام 1849. وقد ألف هوجو العديد من الأقوال والحكم المشهورة
أهم أقوال فيكتور هوجو :
أعظم سعادة في الحياة هي أن نكون محبوبين
يكمن قوة الضمير في عدم استسلامه، ويكمن المجد في الذكاء
قال: “أنا الذي ألبست الأدب الفرنسي القبعة الحمراء”
” إن السجون تخلق المجرمين”
سر العبقرية هو الاحتفاظ بروح الطفولة حتى الشيخوخة، مما يعني عدم فقدان الحماس أبدًا
يقول المثل: `من يفتح مدرسة يغلق سجنًا`
أعظم شيء في الكون بأكمله، أقوى من الجيوش وأقوى من القوة المجتمعة للعالم، هي فكرة أن الوقت حان لإظهارها وتجليها
لا ندرك حقيقتنا إلا من خلال أعمالنا
إيقاظ الضمير من سباته هو علامة عظمة في الروح والمجد والخلود
أشهر روايات فيكتور هوجو:
1- رواية البؤساء : نشرت في عام 1862م، تعتبر واحدة من أشهر وأهم روايات القرن التاسع عشر. تتحدث الرواية عن الظلم الاجتماعي في فرنسا في الفترة بين سقوط نابليون بونابارت عام 1815م والثورة الفاشلة ضد الملك لويس فيليب عام 1832م. تصور الرواية حياة عدد من الشخصيات في فرنسا خلال القرن التاسع عشر، وتركز على شخصية السجين جان فالجان ومعاناته بعد الخروج من السجن. تعرض الرواية طبيعة الخير والشر والقانون في فرنسا، وطبيعة الرومانسية والحب. حققت الرواية مبيعات ضخمة على مدار العصور. وفي مقدمة الرواية، قال فيكتور هوجو: “تخلق العادات والقوانين في فرنسا ظرفا اجتماعيا هو نوع من جحيم بشري. فطالما توجد لا مبالاة وفقر على الأرض، كتب كهذا الكتاب ستكون ضرورية دائما”. لذلك، فإن رواية البؤساء أكثر من قصة أدبية، بل هي ملحمة الثورة الفرنسية الكبرى، وقصة عصر الأنوار والإطاحة بالنظام القديم من أجل إقامة حكومة شرعية لحقوق الإنسان والمواطن الفرنسي في العصر الحديث.
2- أحدب نوتردام : هذه رواية رومانسية تتناول كاتدرائية نوتردام في باريس، حيث تدور معظم أحداث الرواية، وتجري الأحداث في العصور الوسطى، وتجمع بين الحب والأمل ومشاعر الخيانة. تعد شخصية الأحدب واحدة من أجمل الشخصيات الروائية، إذ وقع في حب فتاة جميلة، وحاول التضحية بحياته أكثر من مرة لإنقاذها. تدور الأحداث حول كوازيمودو الأحدب القبيح المظهر، والذي ينتمي إلى عائلة غجرية، وقد جاءوا إلى نوتردام للسرقة، ولكنهم امتزجوا بالسكان المحليين، وذهب كوازيمودو إلى الكنيسة ليتم تربيته على يد القس وتعليمه كيفية قرع الأجراس. وتتحدث الرواية أيضا عن شخصية أزميرالدا، وهي فتاة فرنسية جميلة، تم سرقتها من قبل الغجر واستبدالها بكوازيمودو القبيح، ولكنها نشأت بعد ذلك مع الغجر وتعلمت عاداتهم وأصبحت مؤمنة وتصلي، ووضع الغجر فردة حذائها المسروقة على صدرها كميدالية صغيرة، وتعرفت أمها على هذه الميدالية قبل إعدامها في نهاية الأحداث. ويعتبر الدوق كلود فرولو خصم البطل في الرواية، وصاغ فيكتور هوجو الأحداث في قالب رومانسي، حيث يتناول “أحدب نوتردام” قصة حبه مع فتاة جميلة، ويجمعهما القدر في غرفة صغيرة في سقف الكاتدرائية التي كانت عالم هذا المخلوق، وهي الفتاة الهاربة من حبل المشنقة بسبب جريمة لم ترتكبها، وهو الوفي لها الممتن لفضلها.
3- الرجل الضاحك : لم تكن الرواية معروفة لفترة طويلة بوصف هوجو للأرستقراطية الإنجليزية في عهد الملكة آن، ولكنه تحدث عن الطبقات الفقيرة في المجتمع وسيطرة الطبقة البورجوازية والتفاوت الطبقي بين البشر، ومن أعظم الجمل فيها “إن المشاعر العميقة كالأعمال العظيمة .
4- هان الإيسلندي : تتحدث القصة عن أحداث وقعت في النرويج في القرن السابع عشر الميلادي، حيث تدور حول شاب يقع في حب فتاة محتجزة في قصر مونكولم مع والدها الذي اتهم بجريمة ضد الدولة وينتظر من السجان علبة صغيرة تحتوي على دليل براءته، وهو يحتجز بواسطة قاطع طريق دموي يدعى هان ويتغذى على الدم البشري. الرواية تنتمي إلى نوعية الرعب، ولكنها عمل خيالي مميز يمزج بين الخيال والتاريخ والواقع بأسلوب أدبي رفيع المستوى.
5- رواية عام 93 : هذه هي آخر روايات فيكتور هوجو، وهي رواية تاريخية تتناول قضايا الثورة بشكل عميق وتتناول المناقشات الواسعة حولها، وتصف كيفية تحوله من مؤيد للنظام الملكي المتعصب إلى منتقد شديد لفساد النظام الفرنسي الفردي، وتسلط الضوء على قسوة الطبقات النبيلة والطبقات الثرية في المجتمع الفرنسي قبل عام 1739، وتستعرض الاتجاهات الحديثة نحو الديمقراطية والتحرر التي أدت إلى تأسيس الجمهورية.
6- رواية ملائكة بين اللهب : تسلط هذه الرواية الضوء على الأطفال وتصورهم خلال الحرب بين الزرق والبيض أو بين الجمهورية والملكية، وتربط بين الأحداث وتحكي القصة بشكل واقعي ودقيق وبتسلسل منطقي .
7- عمال البحر: تتناول هذه الرواية تجربة الإنسان في مواجهة الطبيعة، سواء في هدوئها أو ضوضائها، وفي رعبها وجمالها، والكائنات اللطيفة والشياطين الخفية التي تعيش فيها، وكذلك الرعاية الإلهية العظيمة فيها. إنها قصة معجزة إلهية تواجه واحدة من جوانب الحياة الأبدية والساحرة للإنسان، وهي قصة الحضارة التي أنشأها الله وأتاح للإنسان اختيار دوره فيها. وهكذا تنتقل الرواية في حياة قوية وصادقة، تلمس كل ما يمسه الإنسان، أو يرتبط بروحه، أو يحاط به من خيال الإنسان .
تعدّ هذه الأعمال الأدبية الهامة لفيكتور هوجو، ووصفه الشاعر الفرنسي لامارتين لشكسبير الرواية، وكان منهجه العام موقفًا ضد الظلم والفساد في المجتمع الفرنسي.