استراتيجيات منظمة الاوبك
تعتبر منظمة الدول المصدرة للنفط المعروفة باسم (أوبك) واحدة من أهم الأخبار في السنوات الأخيرة، وذلك لأنها ترتبط بأهم منتج في الوقت الحالي وهو النفط، وتلعب دورا أساسيا في تحديد أسعار النفط حول العالم. فمن حظر التصدير في السبعينيات، إلى ارتفاع أسعار النفط الخام بشكل كبير عند الوصول إلى 100 دولار للبرميل الواحد في الأعوام الماضية، وصولا إلى سياسة الحفاظ على التوازن، كل هذه الأمور هي استراتيجيات تتبعها منظمة الأوبك لتحقيق مصالح الدول التابعة لها.
الاستراتيجيات الخاصة بمنظمة الأوبك
في عام 1973، بعد العديد من الاتفاقيات التي تمت بواسطة دول منتجة للنفط، بدأت منظمة الأوبك تفقد جزءا من تأثيرها في صناعة النفط العالمية. في تلك الفترة، كان بإمكان شاه إيران أن يتسبب في زيادة أسعار النفط بخمسة أضعاف فقط بحركة واحدة له، وبذلك يدخل العالم في أول أزمة بعد الحرب العالمية الثانية. وكذلك في بداية الثمانينيات، اشتعلت الأسعار مرة أخرى بسبب الفوضى التي نشبت جراء الثورة التي قادها آية الله الخميني في إيران، بالإضافة إلى الحرب بين إيران والعراق.
دول الأوبك تعتبر من الدول الكبرى التي تسيطر على جزء كبير من إنتاج النفط في العالم، هذه الدول تأثرت في عام 2003، عندما سقط نظام البعث العراقي وتم فرض العقوبات على إيران، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى إلى مستويات فوق المائة دولار للبرميل لعدة سنوات، وخلال هذه الأزمات، قامت منظمة الأوبك بتنفيذ بعض الاستراتيجيات لضبط السوق النفطية في العالم والحفاظ على اقتصاد الدول المنتجة للنفط المنظمة.
في يونيو سنة 2014 قامت منظمة الأوبك، بدعم من وزير الطاقة في المملكة على النعيمي، حين اتخذ قرار بأن يتم ترك الأسعار تسير بشكل تلقائي بدون أي تدخل أو دعم من المنظمة، وقد كان الهدف من هذه الاستراتيجية هو ضرب المنتجين الأمريكيين الجدد الذين بدأوا يبرزون في ساحة النفط العالمية في إنتاجها للنفط الصخري.
ساهمت هذه الخطوة في خفض سعر برميل النفط العالمي إلى أقل من أربعين دولار، وقد تراجعت الكثير من الاستثمارات الأمريكية بشكل كبير في مجال الطاقة بنسبة 25% سنة 2015، وانخفضت مرة أخرى سنة 2016 بنسبة 25%، والمنتجون المتبقون كان دئماً ما يحتجون ويطالبون بمراجعة السياسات المستخدمة في السوق النفطي في العالم.
في ديسمبر عام 2016، قررت الرياض تغيير سياستها المتعلقة بالتأثير على موسكو بشكل خاص. وبعد تولي الملك سلمان الحكم، تم إدراك ضرورة تقليص الإنتاج، وبالتالي تم تغيير استراتيجية منظمة الأوبك. نجحت هذه الخطوة مرة أخرى في رفع سعر برميل النفط إلى 45 دولارا في نوفمبر 2019، وصعد إلى 70 دولارا في يناير، ثم ارتفع مرة أخرى ليصل إلى 80 دولارا وما فوق. ثم تراجع بشكل كبير في شهري أكتوبر ونوفمبر عام 201.
منظمة الأوبك
في سبتمبر من عام 1960 عُقِدَ مؤتمر في بغداد، العراق، حيث شكَّلت كلٌ من المملكة العربية السعودية والعراق وإيران وفنزويلا والكويت النواة الأولى لمنظمة الأوبك، ثم توسعت بعد ذلك وضمت العديد من الدول الأخرى المنتجة للنفط.
تم تأسيس هذه المنظمة بهدف تنسيق وتوحيد سياسات الدول الأعضاء في مجال النفط، وضمان استقرار السوق العالمية للنفط لتوفير إمدادات فعالة واقتصادية للمستهلكين. كما يهدف الأعضاء إلى تحقيق دخل مستدام وعادل للمنتجين في صناعة البترول على مستوى العالم، وتتولى المنظمة وأعضاؤها مراقبة السوق وتقديم تقارير جماعية ووضع استراتيجيات للحفاظ على توازن العرض والطلب وأسعار النفط في السوق العالمية.